هدوء حذر في بيروت... وحراك سياسيّ يسبق استشارات الخميس

هدوء حذر في بيروت... وحراك سياسيّ يسبق استشارات الخميس

17 ديسمبر 2019
أحرق مناصرو الأحزاب عدداً من السيارات (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
يسود الهدوء الحذر وسط بيروت، اليوم الثلاثاء، بعد ليلة شهدت أعمال عنف على خلفية فيديو مسيء للمقامات الدينية، تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت يشهد الملف الحكومي حراكاً سياسياً قبيل الاستشارات النيابية الملزمة المرتقبة يوم الخميس، والتي تمّ إرجاؤها مرتين.

وزار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الذي استبقاه إلى مائدة الغداء، وفق ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية.
وأكد بيان صادر عن اللقاء الذي جمع المسؤولَين "وجوب تحلّي اللبنانيين بالوعي واليقظة، وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهداً نحو جرّ البلاد للوقوع فيها"، داعياً "لإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم بحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة".
وأجرى الحريري اليوم أيضاً، اتصالاً هاتفياً بالنائب السابق سليمان فرنجية، عرض معه الصعوبات التي تعترض الاستشارات النيابية وتداعياتها على فرص معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.
وأوضح الحريري خلال الاتصال أن "كلامه بالأمس عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن عملية تسمية الرئيس المكلف، لم يقصد منه أبداً أي إنقاص من احترامه الكامل لتمثيل كتلة "المردة"، أو أي من النواب المنضوين في كتل أخرى أو النواب المسيحيين المستقلين"، مؤكداً شكره وامتنانه "لجميع النواب الذين كانوا في صدد التسمية، واعتباره كل الأصوات وازنة في المسار الدستوري الضامن لنظامنا الديمقراطي الفريد".
من ناحية ثانية، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتباحثا في آخر التطورات المحلية لناحية الأوضاع الأمنية، السياسية والاقتصادية، وفق ما ذكرته "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية.
ويشهد لبنان الخميس استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس جديد لرئاسة الحكومة، أرجئت مرّتين، آخرها الاثنين، حين أعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أنّ الرئيس ميشال عون تجاوب مع طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لمزيد من التشاور في تشكيل الحكومة.

إلى ذلك، يسود الهدوء الحذر وسط بيروت، الذي شهد أعمال عنف ليل الاثنين، امتدّت حتّى ساعات فجر الثلاثاء الأولى، بعد محاولة مناصرين لـ"حزب الله" و"حركة أمل" اقتحام ساحة الشهداء، على خلفية انتشار فيديو مسيء للمقامات الدينية، تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على الرغم من التأكيد أنّ من سجّله، المدعو سامر صيداوي، يقيم خارج لبنان، وتمّ التبرؤ منه.
وتقدّم عدد من المحامين، اليوم الثلاثاء، بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت، ضدّ صيداوي، إثر انتشار مقطع الفيديو الذي يتناول فيه الطائفة الشيعية وآل البيت، "متعرضاً بذلك للسلم الأهلي، والذي قد يؤدي الى فتنة مذهبية وطائفية ووطنية"، طالبين توقيفه والتحقيق معه، وإدانته مع كلّ من يظهره التحقيق مشاركاً أو محرضاً.
في هذه الاثناء، زار عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، إمام مسجد البسطة الشيخ علي بيطار، إمام جامع خندق الغميق (المنطقة التي خرج منها مناصرو الأحزاب)، الشيخ محمد عياد، مستنكراً "فيديو الفتنة"، قائلاً: "إن من يسيء الى آل البيت يسيء إلى عقيدتي وديني"، مشدداً في المقابل على أنّ "الاحتجاج يجب ألا يكون عبر حرق السيارات وتحطيم الممتلكات".
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، إنّ ليل الاثنين الثلاثاء شهد أعمال عنف في وسط بيروت، طاولت الأملاك العامة والخاصة، وعلى الأثر، تدخل عناصر قوى الأمن الداخلي للتصدي لأعمال الشغب، ومنع وصول المحتجين إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وقد أدت المواجهات إلى وقوع 25 إصابة في صفوف عناصر مكافحة الشغب، وتوقيف 3 أشخاص.
وفي سياق آخر، أخلى القضاء اللبناني سبيل 13 شاباً أوقفوا فجراً في منطقة جل الديب على خلفية قطعهم للطريق.

وتجمّع مئات الشبان ليل الاثنين، على دراجات نارية وسط بيروت، ملوحين براياتهم الحزبية والدينية، وأشعلوا النار في إطارات سيارات، فضلاً عن إحراقهم عدداً من السيارات. وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة ومفرقعات على قوات الأمن في المكان. وتجاهل الشبان دعوات السياسيين لضبط النفس وحاولوا كسر طوق أمني لاقتحام الميدان، الذي يخيّم به المتظاهرون في إطار احتجاج مناهض للحكومة قائم منذ أسابيع.
وأظهرت تغطية حية، بثتها قنوات تلفزيونية محلية، عشرات الشبان وقد أحرقوا إطارات وحطموا مبانٍ إدارية، وأضرموا النار في عدد من السيارات في محيط المنطقة القريبة من طريق رئيسي يؤدي إلى الأجزاء الشرقية والغربية من العاصمة.