أزمة البرلمان العراقي: الجبوري يدعو إلى مواصلة الحوار

أزمة البرلمان العراقي: الجبوري يدعو إلى مواصلة الحوار

16 ابريل 2016
الجبوري يتمسك بالدعوة إلى الحوار (أرشيف/Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، تأجيل جلسات البرلمان رسميّاً، اليوم السبت، مؤكّداً في الوقت نفسه، مواصلة الحوار خلال الأيّام المقبلة والتوصل إلى حلول تخرج البلاد من هذا الاختناق.

وقال الجبوري، في كلمة وجهها إلى المعتصمين والمتظاهرين من الشعب العراقي: "لقد ضحيتم وقدّمتم الآلاف من الشهداء ثمنا لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، ولاتزال قواتنا البطلة تواجه عدوها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على جبهات القتال، وتحقق انتصارات نوعية عظيمة، إضافة إلى مواجهتنا العصيبة للظروف الاقتصادية الصعبة والتي تحتاج إلى تضامن وتكاتف"، مضيفاً: "كنّا ومازلنا نؤمن أنّ العراق أثمن من كل التفاصيل الشخصية والحزبية والطائفية والقومية، فهو الخيمة التي تجمعنا وتوحدنا".

وتابع الجبوري: "لقد مضينا معاً لتحقيق الإصلاح الذي اتفقنا عليه وتعاهدنا على إنجازه، ولن نسمح لأعداء العراق باختطاف هذا الإجماع الوطني من خلال زعزعة الثقة بين الفعاليات السياسية والشعبية ومحاولة البحث عن فرصة لتمرير المشاريع الخارجية التي تضر بالعراق ومستقبله". وأضاف: "أؤكّد احترامي الكبير لآراء أخواني في البرلمان الذين لهم رأي محل احترام وتقدير، وبناءً على هذه القيمة العظيمة فقد رأيت أن أؤجل جلسات البرلمان بشكل رسمي".

وفي الوقت نفسه، دعا رئيس البرلمان كافة الكتل السياسية والحكماء "الحريصين على مستقبل العملية السياسية، الذي هو مستقبل العراق إلى إدامة الحوار خلال الأيّام المقبلة والتوصل إلى حلول تخرج البلاد من هذا الاختناق، وحينها لن يكون هناك منهج نشاز يتحدث عن برلمانين أو جهتين أو خندقين، بل هو البرلمان العراقي الأوحد الذي يمثل السلطة التشريعية والدستورية في البلاد، والذي لا نرغب بانعقاده إلّا إذا كنّا معاً على كلمة سواء، والذي ينتظر منه الشعب العراقي أن يقدّم الحلول لا المشاكل".

وتمنّى على الجميع "تحمّل المسؤولية الوطنية العليا".

وكان مصدر قريب من الجبوري، قد قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجبوري طلب من القوات الأمنيّة الكشف عن مبنى البرلمان وفحصه من المتفجرات والعبوات الناسفة وما إلى ذلك من وجود سلاح وغيره لدى النواب".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "القوات الأمنيّة ستتحرّك لإجراء فحص كامل على مبنى البرلمان بكافة مفاصله، وتأمينه بشكل كامل"، مبيّناً أنّ "الجبوري طلب من القوات الأمنيّة التوقيع على تقرير رسمي بعد نهاية التفتيش والفحص، تؤكّد فيه إجراء التفتيش الدقيق وخلو مبنى البرلمان بشكل كامل من أي سلاح أو متفجرات حفاظاً على سلامة النواب والموظفين". وأشار إلى أنّ "الجبوري ينتظر نتائج التقرير الأمني ليعقد بعد ذلك جلسة البرلمان برئاسته". 

في هذه الأثناء، لم يستطع النواب المعتصمون حتى الآن تحقيق نصاب الجلسة.

وقال النائب المعتصم، أحمد الجبوري، في مؤتمر صحافي عقده داخل البرلمان: "أكملنا النصاب القانوني الذي يكفل اختيار هيئة رئاسة جديدة للبرلمان، وأنّ التحالف الكردستاني طلب منّا مهلة يومين للانضمام إلى الاعتصام".

وشدّد بالقول: "النواب مستمرّون بالاعتصام ولن نغادر البرلمان حتى بعد انتخاب هيئة رئاسة جديدة".

ويترقب الشارع العراقي ما ستؤول إليه التطورات، بعد الأزمة السياسية الناتجة عن "الانقلاب البرلماني" الذي قاده بشكل أساسي أعضاء التيار الصدري، ونواب كتلة "دولة القانون" بزعامة المالكي، وأطاحوا بموجبه برئيس البرلمان من منصبه.

المساهمون