يوم دام في بغداد وعجز عن وقف المفخخات

يوم دام في بغداد وعجز عن وقف المفخخات

بغداد

أحمد النعيمي

avata
أحمد النعيمي
17 مايو 2016
+ الخط -
بينما تكتفي وزارتا الداخلية والدفاع في العراق بتبرير الهجمات وشرح تفاصيلها، تنشغل وزارة الصحة بتحديث قاعدة بياناتها حول عدد الضحايا الذي لا يبدو أنه يريد التوقف عند حصيلة محددة، رغم مرور ست ساعات على التفجيرات الثلاثة التي ضربت جانب الرصافة من بغداد وخلفت حتى الآن نحو 200 قتيل وجريح.

وبدت مستشفيات بغداد الرئيسية، خلال الساعات الماضية، أشبه بالمستودعات البشرية التي اكتظت بجثث الضحايا والمصابين، وسط استمرار نداءات يطلقها عدد من المساجد للتبرع بالدم. ووفقا لآخر حصيلة للتفجيرات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في بيان، لم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من صحته، فإن 188 قتيلاً وجريحاً من بينهم 76 قتيلاً بتفجيرات قضى غالبيتهم بالتفجيرات الرئيسية الثلاثة، والتي وقعت في سوقين شعبيين بمدينتي الشعب والصدر، وهما من معاقل التيار الصدري البارزة، والثالث في سوق لبيع الخضار بمنطقة الرشيد جنوبي بغداد، بينما وقعت تفجيرات ثانوية بواسطة عبوات ناسفة وقذائف هاون في مناطق حزام بغداد الغربي والشمالي.

وحسب مصادر طبية بالمستشفيات العراقية، فإن من بين الضحايا أكثر من 30 طفلاً وسيدة قضوا بين قتيل وجريح بتلك التفجيرات. وإثر الاعتداءات الدامية اكتفت قوات الأمن بالانتشار المفرط لعناصرها في شوارع العاصمة، وأغلقت عدداً من الأحياء السكنية والمناطق وطالبت بعدم التجمع لأكثر من خمسة مواطنين في مكان واحد كإجراء احترازي، خوفاً من وقوع اعتداءات أخرى.

وتتزامن التفجيرات مع ثلاث حرائق طاولت مبنى البنك المركزي ومستشفى اليرموك، استدعت استنفار قوات الأمن وفرق الإطفاء، وقالت الأجهزة الأمنية إن الحريق وقع بسبب تماس كهربائي وليس بفعل فاعل، بينما قتل تسعة عراقيين نتيجة حريق داخل حي سكني جنوبي بغداد طاول عدداً من المنازل لم يعرف سببه حتى الآن.

هذه الأجواء الساخنة في العاصمة بغداد، جعلت المواطنين يعيشون حالة من الذعر، وسط عجز أجهزة الأمن العراقية عن مواجهة هذه التفجيرات، في وقت لم تعد فيه روايات الحكومة مقنعة للمواطنين حول الأسباب والجهات التي تقف وراءها.

وتكشف مصادر حكومية، من داخل المنطقة الخضراء المحصنة، أن أوامر سرية صدرت من رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى عدد من تشكيلات القوات العراقية بمختلف صنوفها والمتواجدة في مناطق هادئة نسيبا تقضي بالانسحاب نحو العاصمة لتأمينها. فيما أعلنت محافظات ذي قار وبابل حالة الطوارئ تحسباً لأي اعتداء محتمل.

وتأتي الاعتداءات الجديدة بعد يوم واحد فقط من عملية استهداف كبيرة ضربت معمل غاز التاجي شمالي العاصمة أكبر مصانع الغاز العراقية، أدت إلى مقتل وجرح عشرات العاملين وقوات الأمن فيه وخروج المصنع عن الخدمة.

وتشهد العاصمة بغداد منذ أسبوعين أعنف موجة تفجيرات بسيارات مفخخة عصفت بالبلاد، راح ضحيتها المئات من المواطنين وقوات الأمن العراقية، كان أعنفها تفجير سوق عربية في مدينة الصدر الذي راح ضحيته أكثر من 150 عراقياً بين قتيل وجريح.

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "التفجيرات هدفها الضغط على الجميع واستنزاف البلاد بشريا وماديا"، وأضاف أن "العراق يمر بتحديات، وهناك من يحاول تقويض عمل الدولة، وخسارة داعش في عدد من مدن الأنبار انعكست على بغداد من خلال محاولته تعويض ذلك بتفجيرات كبيرة".

إلى ذلك، دعا ناشطون في التيار المدني العراقي؛ وهي حركة مدنية من طلاب الجامعات والمستقلين والمثقفين، إلى تشييع ضحايا الاعتداءات من أمام المنطقة الخضراء، حتى تتسنى للقادة العراقيين رؤيتهم من نوافذ مكاتبهم وفقاً لمحمد العلي القيادي بالتيار المدني.

ذات صلة

الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.