الأرجنتين: القضاء يفتح "ملفات فساد" آخر ثلاثة رؤساء

10 ابريل 2016
الرئيس ماكري في قلب فضائح "أوراق بنما" (Getty)
+ الخط -
تتجه الأرجنتين إلى فتح تحقيقات قضائية مع عدد من كبار مسؤوليها الحاليين والسابقين بشبهة الفساد المالي. فبعد الإعلان عن التوجه للتحقيق مع الرئيس الحالي، ماوريسيو ماكري، بعد تسريبات "أوراق بنما"، ذكرت وسائل إعلام أرجنتينية، نقلا عن مصادر قضائية، أن النائب العام الفدرالي طلب تحقيقا حول الرئيسة السابقة، كريستينا كيرشنر، وزوجها الرئيس الأسبق، في قضية تبييض أموال.

وقالت المصادر، أمس السبت، إن النائب العام، غييرمو ماريخوان، يدعم طلبه هذا بمعلومات قدمها شاهد يتمتع بالحماية الجمعة، استجوب تحت غطاء سرية التحقيق، مضيفة أن هذا الشاهد ذكر، على ما يبدو، الرئيسة السابقة (2007-2015)، وزوجها الراحل نستور كيرشنر (2003 إلى 2007)، كطرفين مشاركين في عمليات غسل أموال تخضع للتحقيق حاليا.

وطلب النائب العام، أيضا، تحقيقا حول وزير التخطيط السابق في عهد كيرشنر، خوليو دي فيدو، ورجل المال الأرجنتيني، أرنستو كلارنز وغيرهم.

وينتظر أن تمثل كيرشنر، الأربعاء المقبل، أمام قاض في إطار قضية أخرى متعلقة ببيع عملات صعبة للبنك المركزي في الأشهر الأخيرة من ولايتها الرئاسية.


وكان القضاء الأرجنتيني أوقف الثلاثاء رجل الأعمال لازارو بايز، الذي يشتبه بتورطه في غسل أموال في عهد الزوجين كيرشنر (2003-2015)، الذي ازدهرت خلاله شركاته. وقد ورد اسمه في فضيحة "أوراق بنما" أيضا.

وبايز متهم بتحويل أموال إلى حسابات في سويسرا في السنوات الـ12 لرئاسة الزوجين كيرشنر، وهو من أصدقائهما. وقد حصل بفضلهما على عقود مهمة في الأسواق وعلى امتيازات من الدولة.

ويتابع القضاء الأرجنتيني، حاليا، عددا كبيرا من أعمدة حكم الزوجين كيرشنر، بينهم وزير النقل من 2003 إلى 2009، ريكاردو خايمي، الذي يشتبه بأنه تلقى رشاوى خلال شراء قطارات مستعملة من إسبانيا والبرتغال، وهو مسجون حاليا.

وفي السياق ذاته، فتحت النيابة العامة في الأرجنتين، الخميس الماضي، تحقيقاً بحق الرئيس، ماوريسيو ماكري، على خلفية الاشتباه بصلته مع شركتي "أوفشور"، ورد اسماهما ضمن "وثائق بنما" المسربة من شركة "موساك فونسيكا" للمحاماة، والتي مقرها في بنما.

وذكر المدعي العام الاتحادي، فيدريكو ديلاغو، أنه طلب من قاضي معلومات من هيئة الضرائب الوطنية ومكتب مكافحة الفساد لتحديد ما إذا كان الرئيس الأرجنتيني تعمّد، بسوء نية، التستر عن كامل المعلومات في إعلانه عن أصوله، التي يلزَم المسؤولون، بموجب القانون، بالتصريح بها لدى الجهات المختصة في إطار محاربة الفساد والاغتناء غير المشروع.

وكان النائب في المعارضة، نورمان مارتينيز، قد تقدم بدعوى ضد الرئيس الأربعاء، مطالباً بالتحقيق معه في تهم إجرامية.

وكشفت صحيفة "لا ناسيون" المحلية، في تقرير لها حول "وثائق بنما"، أن والد ماكري ونجله، من أعضاء المجلس الإداري لإحدى شركات الأوفشور، التي وردت في الوثائق المسربة، وأن ماكري شغل منصب المدير العام للشركة نفسها خلال الفترة من 1998 إلى 2009.

كما أشار التقرير إلى أن ماكري شغل منصب المدير العام لشركة أخرى تأسست في بنما عام 1981، غير أنه لم يفصح عن أي من الشركتين في إعلاناته المالية عندما أصبح رئيس بلدية بوينس آيرس في 2007، أو رئيساً العام الماضي.

يُذكر أن صحفاً دولية أشارت إلى تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية، بينها 12 رئيس دولة، و143 سياسياً، وشخصيات رياضية، في أعمال غير قانونية، مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات "أوفشور"، وأطلق اسم "وثائق بنما" على تلك التسريبات التي تعد الأكبر من نوعها حتى الآن.

وبعد تفجّر "الفضيحة" على نطاق واسع، أعلنت نائبة الرئيس البنمي وزيرة الخارجية، إيزابيل دي سانت مالو، لوكالة "فرانس برس"، الخميس، أن بلادها ستعمّق الحوار مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بشأن تبادل البيانات الضريبية.

وأتى هذا التعهد إثر محادثة هاتفية أجرتها نائبة الرئيس مع الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أنغيل غوريا.

وقالت دي سانت مالو إن "المحادثة كانت جيدة جداً، وقد اتفقنا على إقامة حوار على المستوى التقني بين بنما ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، يهدف تحديداً لتبادل المعلومات"، مضيفة: "لقد تحدثنا بشأن إبقاء هذا الحوار وهذا الاتصال سلساً".

وتتعرض بنما لضغوط دولية متزايدة منذ الكشف عن فضيحة "أوراق بنما" حول التهرب الضريبي، والتي شملت شخصيات بارزة، إذ واجهت انتقادات لرفضها تطبيق معايير أصبحت عالمية تقريباً، مثل التبادل التلقائي للمعلومات الضريبية بين الدول، والتي وضعت، في الآونة الأخيرة، بدفع من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، المؤسسة المشرفة على هذا الملف.

وفي محاولة لتجنب إدراج بلاده على "لائحة سوداء"، قال الرئيس البنمي: "إذا كانت هناك تحسينات بالطريقة التي تطبق فيها هذه الآليات، فأنا مستعد لتطبيقها".