رئيس البرلمان العراقي: العمليات العسكرية رافقها انتهاك لحقوق الإنسان

رئيس البرلمان العراقي: العمليات العسكرية رافقها انتهاك لحقوق الإنسان

25 أكتوبر 2015
الجبوري يدعو للمصالحة الوطنية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أقرَّ مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى بوجود انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، رافقت العمليات العسكرية التي استهدفت استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

واعترف رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان خلال المعارك التي انطلقت لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش". وذكر بيان صدر عن مكتبه أن "الجبوري بعث برسالة مفتوحة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أشار خلالها إلى أنَّ المعارك الجارية في مناطق سيطرة "داعش" لم تخلُ من انتهاكات لحقوق الإنسان".

ولفت الجبوري، في رسالته المفتوحة، إلى أن "العراق تعرض لعمليات تخريب عظمى، ولم تخل العمليات العسكرية التي جرت وتجري في مناطق سيطرة "داعش" من انتهاكات لحقوق الإنسان"، عازياً تلك الانتهاكات إلى "عمليات انتقام غير مسيطر عليها".

اقرأ أيضاً: سباق التسلّح يهدد المجتمع العراقي

وأكد الجبوري أن "ملايين النازحين غير قادرين حتى الآن على العودة إلى مناطقهم المحررة لعدة أسباب، منها سياسي، ومنها أمني وفني، في الوقت الذي يدخل فيه فصل الشتاء".

ودعا الجبوري، الأمم المتحدة، إلى أن تأخذ دورها في مشروع المصالحة الوطنية المزمع إطلاقه في البلاد بعد توفر الظروف الملائمة، واصفاً مشروع المصالحة الوطنية بالتاريخي، ومطالباً بأن يكون برعاية أممية للحفاظ على هوية العراق وسيادته، بحسب البيان.

من جانبهم، أكد حقوقيون وناشطون أنَّ انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان رافقت العمليات العسكرية. وقال الحقوقي صالح عبد الحميد إن "القوات العراقية، كما هو معلوم، مشكلة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وهي قوات موالية لإيران وتحمل عقيدة ثأرية شعوبية، فمنذ عامين مع انطلاق العمليات العسكرية والمدن والأحياء السكنية في المناطق الخاضعة لـ"داعش" تقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين".

وأضاف عبد الحميد "الأخطر من هذا أنَّ مجرد دخول القوات العراقية والحشد الشعبي لأي منطقة "سنية" تبدأ عمليات الثأر بنهب وحرق وتفجير كل شيء بدءًا من المساجد والجوامع والمحال التجارية والمصانع والبنية التحتية، لتتحول المدن التي تسيطر عليها القوات العراقية إلى أكوام حجارة وخرائب متناثرة، فضلاً عن عمليات الاعتقال العشوائي والإعدامات الميدانية للمواطنين".

اقرأ أيضاً: العبادي: حررنا بيجي بعد 7 أشهر من القتال

وأوضح ناشطون أنَّ عمليات انتقام وثأر وصفوها بالتاريخية "تبدأ بمجرد دخول القوات العراقية والحشد الشعبي أي منطقة خاضعة لسيطرة "داعش"، تبدأ من عمليات الاعتقال والإعدامات الميدانية للمواطنين، وتنتهي بحرق وتفجير كل ما تمر به".

وقال الناشط المدني إبراهيم علي "بعد دخول القوات العراقية والحشد الشعبي بلدات جرف الصخر والدور وتكريت، بدأ الحشد الشعبي بعمليات الثأر الطائفية، فاعتقل عائلات بأكملها في جرف الصخر، واعتقل أكثر من 120 امرأة في بلدة الدور والقرى القريبة من تكريت، وأعدم عشرات المواطنين ميدانياً، واعتقل المئات، ما زال مصير بعضهم مجهولاً حتى الآن، وفجر الحشد حتى الآن 17 جامعاً في بيجي، وأحرق البساتين والمزارع والمنازل".

وتابع علي "ما تمكنا من إحصائه كان نهب وتفجير أكثر من 9 آلاف منزل فقط في مركز تكريت، عدا عن نهب وحرق المحال التجارية ومعارض السيارات والمعامل والمنشآت العامة والخاصة، ولم تسلم حتى محولات الكهرباء وأسلاك نقل الطاقة التي نهبها عناصر الحشد الشعبي".

من جانبهم، اتهم عدد من شيوخ العشائر، مليشيات الحشد الشعبي بمنع أهالي المناطق التي سيطرت عليها من العودة إلى مساكنهم، كما جرى في جرف الصخر وديالى وتكريت. وقال شيخ عشيرة آل بو ناصر، أحد شيوخ عشائر تكريت، في تصريح لوسائل إعلام محلية إن "الحشد الشعبي يمنع أهالي تكريت من العوة إلى منازلهم بعد تحريرها من سيطرة الدولة الإسلامية "داعش".

اقرأ أيضاً: معركة تحرير الأنبار: حصار "داعش" واقتراب الهجوم البري