كعادتها في كل عام، نظمت جمعيات المجتمع المدني في لبنان وقفات في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية (1975 - 1990)، إحياء للمناسبة وتشديداً على التمسك بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وبدأت الوقفات بنشاط نظمته جميعة "فرح العطاء" على درج المتحف الوطني الذي حولته الحرب الأهلية إلى أحد خطوط التماس بين مناطق العاصمة بيروت التي انقسمت بين غربية (ذات أغلبية إسلامية) وشرقية (ذات أغلبية مسيحية)، قبل أن تعود وتتوحد بعد انتهاء الحرب.
وتخلل النشاط عرض لمسرحية قصيرة من إخراج جزيل الهاشم، بعنوان "اقلب الصفحة"، وهو العنوان الذي حوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وسم حمّلوه أمنياتهم بانتهاء كافة أشكال الاقتتال الداخلي.
وتلا المسرحية مشهد تعبيري قدمه متطوعون في الجمعية، قبل أن ينهي ممثلو الطوائف اللبنانية من مشايخ ورهبان الوقفة على درج المتحف بدعاء موحد رفعوه إلى السماء، وتحرك الجميع بعدها في مسيرة قصيرة إلى تمثال الجندي المجهول في نفس المنطقة، رافعين الشموع المضاءة.
وكانت الحرب الأهلية في لبنان قد اندلعت بعد حادثة "بوسطة عين الرمانة" عندما هاجم مسلحون تابعون لحزب الكتائب حافلة نقل تُقل لاجئين فلسطينيين في منطقة عين الرمانة في بيروت، قبل أن تتوالى فصول الحرب وتخوض الأحزاب اللبنانية معارك متعددة في ما بينها، وبينها وبين القوات السورية والفلسطينية الموجودة في لبنان.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وإلى جانب تعرض لبنان للاجتياح مرتين من قبل إسرائيل، أسفرت هذه المعارك عن سقوط ما يزيد عن 150 ألف قتيل، و300 ألف جريح ومعوّق، و17 ألف مفقود، وتهجير أكثر من مليون لبناني من مناطقهم.
وقد تمكن الأهالي عام 2014 من انتزاع محاضر التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية خلال الحرب، وتسليمها للصليب الأحمر الدولي بانتظار معرفة مصير ذويهم.