الصحة السعودية تجيز مصادرة الإبل المصابة بفيروس كورونا

الصحة السعودية تجيز مصادرة الإبل المصابة بفيروس كورونا

10 سبتمبر 2015
أزمة كورونا تتطلب قبول ملاك الإبل بالنتائج (العربي الجديد)
+ الخط -
أثارت النتيجة التي أعلنتها وزارة الزراعة بأن الإبل تسبب انتشار فيروس كورونا غضب مُلاك الإبل في السعودية، وامتنع الكثيرون منهم عن إخضاع إبلهم للفحوصات، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار فتوى تجيز لها مصادرة الإبل المصابة بالفيروس، وحرقها، خوفاً من انتشار المرض. 


ولام مُلاك الإبل، ومنهم شخصيات كبيرة وشيوخ قبائل، وزارة الصحة، مؤكدين أنه لا يوجد دليل صريح يؤكد مسؤولية الإبل عن انتشار المرض. كما اعترضوا على بدء وزارة الزراعة إجراءات رسمية لمنع مهرجان مزايين الإبل السنوي الذي يقام في (أم رقيبة)، الذي تبلغ مبيعاته أكثر من 500 مليون ريال، خوفاً من انتشار الفيروس، كما أكدت أن ما نسبته 81.5 في المائة من الإبل تحمل أجساماً مناعية و3.3 في المائة منها مفرزة للفيروس.

الدراسات لم تكن مقنعة لكبار المُلاك الذين يملكون إبلاً تتجاوز قيمتها 20 مليار ريال. فعقدت مجموعة منهم اجتماعاً عاجلاً لمناقشة ما أثير حول تسبب الإبل في الإصابة بالفيروس، وشكلوا لجنة للدفاع عن الإبل والمطالبة باستمرار مزايين أم رقيبة، متسائلين "لماذا لم نسمع عن إصابات عند الملاك والرعاة والجزارين وزوار المهرجانات".

اقرأ أيضاً:وزارة الزراعة السعودية: الإِبل تنتج فيروس كورونا

وأكد الأمير سلطان بن سعود آل سعود وهو أحد كبار الملاك أن "طريقة إقحام مجتمع الإبل مع فيروس (كورونا) جاءت بطريقة خاطئة". وقال في لقاء تلفزيوني بث على القناة الإخبارية الرسمية "لو أنهم بينوا للناس أنه هناك خطأ، وسيتم حله، لكانت طريقتهم أنجى لهم أمام الجميع"، مشدداً على  أن مجتمع الإبل بينهم تواصل وترابط مستمر، ولم يسمعوا عن إصابة شخص من أهل الإبل بـ فيروس كورونا، وأضاف:"الإبل سليمة، وأقيمت مسابقات ولم يحدث شيء".

وقلّل الملاك من أهمية تقارير وزارتي الصحة والزراعة، مشددين على أنها مجرد ذريعة لا أكثر، وقال موسى الموسى: "لو أثبتت النتائج تورط الإبل لأصبح الرعاة والملاك المخالطون في عداد المصابين"، ويعتبر الملاك مهرجان (أم رقيبة) حراكاً اقتصادياً مهماً، كما يعتبرونه فعالية سياحية، وإرثاً ثقافياً.

اقرأ أيضاً:السعودية تضمن سلامة الحجاج

من جانب آخر، تمسكت وزارة الزراعة بنتائج دراساتها، ما دفع بعض ملاك ومربي الإبل إلى رفض سحب عينات من إبلهم، فما كان من الوزارة إلا أن رفعت طلباً لوزارة الداخلية للاستعانة برجال الأمن لإجبارهم على سحب عينات من قطعانهم.

وأكد مدير عام إدارة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور إبراهيم قاسم على أنهم واجهوا رفضاً من أعداد كبيرة من ملاك ومربي الإبل لعمل الفرق الميدانية لفحص الإبل وأخذ عينات منها، مشيراً إلى موافقة الغالبية بعد توعية الفرق البيطرية بأن الهدف من الفحص هو ضمان سلامتهم وسلامة ماشيتهم، والبعض الآخر وافق بعد الاستعانة بالفرق الأمنية لسحب العينات.

ولفت إلى "محاولات إخفاء ملاك إبل لقطيعهم عن أعين الفرق البيطرية لفحصها، فسجلت 10 حالات تصرف بالإبل من قبل ملاكها إما ببيعها أو ذبحها قبل أن يتم فحصها من قبل الوزارة، على الرغم من إصابة أشخاص مخالطين لها". هذه الممانعة دفعت وزارة الصحة لاستصدار فتوى تجيز لها مصادرة الإبل المصابة بالفيروس، وحرقها، خوفاً من انتشار المرض.

وبحسب وزارة الصحة تم تسجيل تسع حالات إصابة جديدة بالمرض في الـ72 ساعة الماضية، وأربع وفيات، ليبلغ عدد المصابين بالمرض منذ اكتشافه في يونيو/حزيران 2012 نحو 1225 حالة، تعافى منهم 633 مريضاً فيما مازال 71 مريضاً يتلقون العلاج منهم 13 خاضعون للحجر المنزلي، وتوفي 521 مريضاً جراء المرض.

اقرأ أيضاً:الصحة السعودية تعوّض ضحايا كورونا وتمنع أضاحي الإبل

المساهمون