يوم "الشياطين" الأسود... كارثة طائرة ميونيخ

انتهت مباراة بلغراد. تأهل مانشستر يونايتد إلى نصف نهائي دوري الأبطال. احتفالية كبيرة في مبنى السفارة البريطانية. احتفالات وفرحة كبيرة في شوارع مدينة مانشستر. انتهت التحضيرات لرحلة العودة إلى الأراضي البريطانية، صعد اللاعبون إلى الطائرة وسافروا إلى ميونيخ، وبعد ذلك أصبح 11 عنصراً من "اليونايتد" مجرد ذكرى في تاريخ الفريق.

إنه صباح 6 فبراير/ شباط 1958، الليلة الماضية تألق مانشستر يونايتد وقدم ليلة استثنائية أمام ريد ستار بلغراد في دوري أبطال أوروبا، وتأهل الفريق إلى الدور النصف نهائي في مجموع مباراتين (5 – 3). اللاعبون سعداء وجماهير مانشستر بانتظارهم للاحتفال بهم في المدينة. ثلاث مشاكل حدثت في الرحلة أنذرت الجميع بأن الأمور لن تسير بشكل جيد.

وصل اللاعبون إلى مطار بلغراد وكل شيء كان على ما يُرام، فجأة اكتشف اللاعب جون بيري أن جواز السفر ليس معه وأضاعه، لتتأخر الرحلة لنحو الساعة، حتى عُثر على الجواز وانطلقت الرحلة باتجاه بريطانيا. وخلال الرحلة قرر طاقم الطائرة بالنزول في مطار ميونيخ من أجل الحصول على البنزين.

شتاء، ضباب، ثلوج، هذ هي أجواء مطار ميونيخ في اليوم الأسود. بعد ساعة، طاقم الطائرة يتفقد الثلوج المتراكمة على الأجنحة ويؤكد أن كل شيء جيد، الطائرة تحصل على الضوء الأخضر للانطلاق، يصعد اللاعبون مع الجهاز الفني إلى الطائرة. الساعة 2:20 بتوقيت غرينيتش، قبطان الطائرة يبدأ عملية الانطلاق، لكن إنذاراً في محرك الطائرة، يوقف الرحلة من جديد.

حاول قبطان الطائرة ومساعده مرة ثانية تشغيل المحرك، لكن المحاولة فشلت لنفس السبب الأول، ليُطلب من المسافرين العودة إلى المطار بغية حل مشكلة المحرك. ثلاثة حوادث شؤم كانت تُنذر بأن شيئاً مريباً سيحصل (فقدان جواز سفر لاعب، فشل المحرك في الانطلاق، الطقس السيئ). عاد اللاعبون إلى باحة المطار وأبلغوا الأهل والأصدقاء في بريطانيا أن الرحلة ألغيت ولن يسافروا اليوم.

الساعة 3:04 بتوقيت غرينيتش، بعد أن كشف الفنيون الميكانيكيون على الطائرة، منحوا الضوء الأخضر لمحاولة ثالثة للإقلاع، صعد المسافرون على متنها، أدار القبطان محرك الطائرة وقبل أن يصل إلى خط نهاية مدرج المطار فشلت الطائرة في كسب علو مُحدد للانطلاق في السماء، لتسقط الطائرة خلف جدار المطار وتصطدم بالسياج الفاصل بين الطريق والمطار. أدى الاصطدام إلى جرف الطائرة الطريق ومنزلاً كان قريباً بالإضافة إلى شاحنة مليئة بالبترول، لتنفجر الأخيرة بالطائرة.

وإلى حين وصول سيارات الإسعاف والإطفاء للكشف على الكارثة توفي 21 شخصاً، من بينهم ثمانية لاعبين هم (روجيه بيرن، إيدي كولمان، مارك جونز، ديفيد بيغ، تومي تايلور، جيوف بينت، ليام ويلان، دانكان ايدووردز)، ومعهم مدير الفريق والتير كريكمير، والمدرب بيرت والي والمساعد التقني توم كوري. بالإضافة إلى وفاة ثمانية صحافيين كانوا على متن الطائرة. والمثير أن المدير الفني مات بسبي نجا بأعجوبة من الكارثة.

نجا من الحادثة أيضاً المهاجم بوبي تشارلتون، والذي عانى من إصابات خطيرة، وجوني بيري وجاكي بلانشفلاور، وبعد الكشف الطبي اتضح أن هؤلاء الثلاثة لا يمكنهم لعب كرة القدم بعد هذه الكارثة. يوم أسود في تاريخ "الشياطين الحُمر"، كارثة ميونيخ لن تنساها جماهير "اليونايتد" لأنها خسرت نجوماً قدموا الكثير لهذا الفريق العملاق.

يُذكر أن جماهير مانشستر يونايتد ستتذكر الراحلين في هذا اليوم الحزين، وذلك في اللقاء الذي سيجمع "اليونايتد" مع تشلسي ضمن منافسات الجولة الـ 25 من "البريمييرليغ"، في وقت تذكر عدد كبير من لاعبي "اليونايتد" ذكرى "كارثة ميونيخ" ونشروا تغريدات عن الحادثة على حساباتهم الرسمية في تويتر.

اقرأ أيضاً: "ماركا" الإسبانية: هذا هو موعد وصول مورينيو إلى اليونايتد