عشرون عاما على حلّ "عصابة روبيه"..البدايات الأولى للجهاد الفرنسي

عشرون عاما على حلّ "عصابة روبيه"..البدايات الأولى للجهاد الفرنسي

29 مارس 2016
عاد الحدث ليستحوذ على اهتمام الصحافة المحلية (Getty)
+ الخط -


تحلّ اليوم الذكرى العشرون لـ"إنجاز" وحدات النخبة في الشرطة الفرنسية "RAID" بضربها أولى عصابات الجهاد الفرنسي في البلاد.

الحدث الذي كان يمرّ بشكل عادي في السنوات الأخيرة عاد ليستحوذ على اهتمام الصحافة المحلية والمتابعين لقضايا الجهاد والمخاطر الإرهابية المحدقة بأوروبا وفرنسا بشكل خاص.

"لوبوان" استذكرت يوم 29 مارس/ آذار 1996 بملف عن "الإخوة الكبار" للجهاد الفرنسي، وثّقت فيه تاريخ العصابة من تأسيسها إلى أعضائها وصولاً إلى أبرز العمليات التي قامت بها في الفترة بين يناير/ كانون الثاني 1996 ومارس/ آذار 1996 تاريخ حل العصابة بالقوة على يد وحدات التدخّل الفرنسية.

وفي السياق، قالت اليومية الفرنسية: "تأسست الخلية بعد عودة ثلة من الفرنسيين كانوا قد حاربوا في البوسنة منتصف التسعينيات وعند عودتهم بقي الكثير منهم مرتبطاً بالقاعدة وكان من بين الأعضاء العشرة الطبيب الفرنسي، الذي أسلم لاحقاً، كريستوف كاز، الاسم الذي ارتبط طويلا بالفرنسيين الذين تحوّلوا إلى الجهاد، والذي قال عنه وزير الداخلية آنذاك جان-لويس دوبري: إنّه العقل المدبّر لنواة الجهاد الفرنسي".

وأضافت الصحيفة "تزعّم كاز العصابة التي اختارت أن تموّل الجهاد العالمي عن طريق السرقات وقامت بعدة عمليات في منطقة ليل وضواحيها، من بينها مخطط لتفجير ضخم أحبطته الشرطة قبل دقائق قليلة من حصوله. حتى صبيحة 29 مارس/ آذار 1996 حين أعطت الحكومة الأمر للحسم العسكري مع العصابة التي كانت مدجّجة بسلاح متوسط ومدرّبة بشكل كبير على حرب الشوارع بعد خوضها التجربة البوسنية. نصف المجموعة قُتِل في المعركة التي حاول فيها كريستوف كاز السطو على قافلة أموال واستخدم فيها راجمة صواريخ وفرّ هاربا إلى بلجيكا ليرصده الإنتربول ويقتل في اليوم التالي للهجوم".

وعن العلاقات التي شبكتها العصابة، كتبت La voix du Nord تقول "ارتبطت العصابة بمجموعة فاتح كمال الإسلامية ونسجت علاقات قديمة مع جهاديين جزائريين منتمين للمجموعة الإسلامية المسلّحة "جيا"، يأتي على رأس هؤلاء خالد قلقال الذي كان يحضّر لهجوم شبيه وسابق لهجمات 11 سبتمبر الأميركية، عندما تم توجيه طائرة نحو برج إيڤيل وبرج مونبارنس لكنّ العملية فشلت سنة 1995 وتم تعويضها بعملية في "فيلوربان" أمام مدرسة، ولحسن الحظ انفجرت السيارة قبل دقائق من خروج الأطفال. قتل الجيش قلقال وعلى إثره فعّلت فرنسا ما سميّ بخطة "فيغيبيرات" (Plan vigipirate)".

وفي نفس السياق تحدّثت "فرانس سوار" عن عصابة روبيه ووصفتها بالنواة الأولى للجهاديين الفرنسيين واستندت إلى كتاب جيل كيبيل (Gilles Kepel) "عاطفة فرنسية"، لتقول "بعد اتفاقية دايتون وانتهاء حرب البوسنة عاد كريستوف كاز وليونيل دومون للمشاركة في حلقة من حلقات الجهاد العالمي كانت فرنسا مسرحا له لفترة قصيرة. غاب الجهاديون لـ 16 عاماً ثم عادوا مع محمد مراح. من بين العشرة أعضاء الذين أسسوا العصابة قتل 4 في هجوم الـ RAID وقتل كاز في اليوم التالي في بلجيكا، اثنان ما زالا في السجن ومثلهما تم إخلاء سبيلهما بعد انقضاء محكوميتهما، أما العاشر فقد اختفى منذ ذلك اليوم".

وللذكرى، بثّ ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي الفيلم الذي أخرجه أوليفيه بيغيتي عام 2012 "Les Ch'tis d'Allah" - وكلمة "شتيس" نسبة إلى سكان المنطقة الشمالية لمحافظة بيكاردي الفرنسية - وفيه يروي المخرج في 52 دقيقة سيرة كل من كريستوف كاز وليونيل دومون اللذين بدآ حياتهما كفرنسيين عاديين وحازا على شهادات في الطب والتاريخ لينتهيا كنواة للجهاد الفرنسي في معسكرات الجيش البوسني.


اقرأ أيضاً: (صور وفيديو) #الطائرة_المصرية_المخطوفة: هلع وجدل... وسخرية