الفن للسياسة... انفتاح على الواقع الجدلي
بعيداً عن تمثيله أفكاراً جمالية أو شكلية، ينقل الفن أيضاً ردود فعل تتعلق بقضايا وأحداث سياسية وتطورات ومفاهيم جديدة تواكب الحياة اليومية للناس، ويتفاعلون معها، ربما بهدف الوصول إلى حلول واقعية للمشاكل، بدلاً من الهروب إلى عالم الألوان ومخيلات الحالم. والفن اليوم غير منعزل عن الجدالات السياسية الكبيرة الدائرة، خصوصاً أن التواصل والانفتاح يشكلان ميزة العصر الحالي.
في بريطانيا، وضعت الفنانة فوكا وولف صورة مفبركة لرئيس الوزراء بوريس جونسون مرتدياً زي شرطي فوق بزة حفلات السهر التي يتهم بأنه شارك فيها بعدما خالف قانون حظر التجول خلال جائحة كورونا.
وانطلاقاً من تركيا، جاب مُجسّم "أمل الصغيرة"، الذي يجسّد طفلة سورية، مناطق عدة في أوروبا لتسليط الضوء على ملايين اللاجئين الأطفال الذين يجبرون على ترك منازلهم.
وفي سبتمبر/ ايلول الماضي، صمم الفنان كريس كارنابوتشي تمثالاً برونزياً لوجه جورج فلويد، الرجل الأسود الذي قتلته الشرطة في ولاية مينيسوتا الأميركية عام 2020، ما فجر حملة طالبت بحماية حياة السود. ووضع التمثال في ساحة يونيون سكوير بنيويورك، قبل أن يلقي عليه شخص مجهول طلاءً بعد فترة، في تصرف عكس مقدار التحدي السياسي الذي تثيره هذه النماذج الفنية، وبين محطاته الاكثر أهمية مجسم "عمود العار"، الذي جسّد فيه الدنماركي ينس غالشيوت ذكرى مجزرة ميدان تيانانمين ببكين عام 1989، وصمد 24 عاماً داخل الجامعة الوطنية في هونغ كونغ قبل أن تزيله إدارتها في نهاية العام الماضي.
(العربي الجديد)