Freelance: اكسب دخلك بحريّة

11 فبراير 2017
(Planet Flem)
+ الخط -

إذا كنت تكره القيود التي تفرضها عليك الوظائف، التي تضطرّك للخروج من المنزل في الصّباح الباكر، أو لا تريد أن تعمل مع مدير يُملي أوامره صباح مساء، ويفرّغ فيك عقده إذا أوقعك حظّك السيئ في شخصٍ معقّد. أو أنّك لم تجد هذا العمل أصلًا، وتبحث عن حلٍ مؤقّت إلى حين إيجاد عمل مستقرّ، أو ما زلت طالبًا يبحث عن عمل غير مُجهد يترك له مجالًا للدراسة. فالحلّ الأنسب هو أن تعمل "فريلانس"، أي تشتغل بالقطعة، تأخذ أجرًا مقابل ما تقدّمه من عمل للعميل، وفق ساعات عمل مرنة، تستجيب لنظام حياتك.

كيف تعمل حرًا؟
ماذا تشتغل، ومع أي جهة؟ تجيب: "فريلانس"، يسكت السّائل، فهو يظنه أمرًا من اثنين: "فريلانس" هي شركة بهذا الاسم، أو سيجتهد مع كلمة "فري"، ليقول إن هذا الشّخص يعملُ بالمجان أي مدّع غارق في البطالة. فالمجتمعات التّقليدية المتعوّدة على الطرق التقليدية في كل مجالات الحياة، لم تتعرّف بشكل واسع على هذا النّمط من طرق العمل. فما هي قواعده؟ وأهم ما يمكن قوله بشأنه؟ للإجابة يجب التّطرق إلى مميّزات وخاصيّات العمل الحرّ، والتحذيرات التي لا بد من الانتباه لها.

"بعد ثلاث سنوات من العمل بدوام كامل، اقتنعتُ أخيرًا بأنني لم أُخلق للعمل المكتبي، ووفق شروطٍ مجحفة في مجملها"، تقول هاجر إحدى الشّابات المشتغلات "فريلانس" في حديث إلى "جيل"، "لذا استقلتُ لأركّز على إتمام دراستي، وأبدأ أوّل تجربة free lance، شعرت أنّني مرتاحة جدًا في هذا الوضع الجديد، فهذا النّوع من العمل، سمح لي بمجال شاسع من الحرية يُمكّنني من فعل أشياء كثيرة في الوقت نفسه، خصوصًا أنه يدخل ضمن مجال دراستي".


خطوة أولى
هناك طرق كثيرة لممارسة العمل الحر "freelance"، إذ تتعدّد مجالات مزاولته، وطرق الحصول على عملاء سواء مباشرة، أو عبر الهاتف، أو الإنترنت. من بينها:

التّسويق التجاري في الميدان: أن تعمل في الشارع عبر توزيع منشورات، أو بيع نماذج مصغّرة لمنتجات تجارية، أو بيع خدمات "سياحية أو دراسية، أو بطاقات هاتف".

تقديم خدمات مؤقّتة: مثل تقديم برامج تلفزية أو إذاعية مؤقّتة ضمن موسم معين أو مناسبة محدّدة، أو تأدية خدمات محدّدة في برامج، أو تحليلات أو نصائح.

تقديم خدمات تعتمد على مهارات معيّنة: مثل الطبخ، إذ يمكنك أن تنشئ صفحة على فيسبوك، تروّج فيها لخدماتك في الطبخ، في مناسبات، أو بوجبات يومية تقدّمها لمن يحتاجها بسعر متّفق عليه، دون وسيط. ويُمكن تقديم خدمات أخرى كالتّنظيف، والحلاقة، وخياطة ملابس، أو صُنع هدايا وفق الطّلب تحمل أسماء أشخاص، أو مناسبات محدّدة.


العمل الحرّ عبر الإنترنت
هناك العديد من المهن التي يمكن العمل فيها دون التّحرّك من غرفة معيشتك، أو من خلال المقهى المفضّل لديك، وقادرة على توفير دخل جيد، بالتّواصل مع عملاء من كل دول العالم، عبر نظام "فريلانس". حيث يمكنك إيجاد عملاء من خلال بعض المواقع المتخصّصة، التي يتمّ استخدامها بشكل واسع حول العالم، لكنّها تأخذ عمولات تتراوح بين 10% إلى %70. ومن بينها:

Photomoolah: موقع لبيع الصّور لهواة التصوير، كمنصّة للعلامات التجارية، ووكالات الإعلان. تعطى للعملاء الإذن لاستخدام الصور المختارة في مواقع، لمدة سنة واحدة فقط، مع الاحتفاظ بحقوق الملكية.

Udemy: موقع متخصّص في المهارات التي يملكها الأشخاص، في الطبخ، أو الحرف اليدوية، أو الرّسم، أو حتى الخدع السحرية، لإعطاء دورات تدريبية أونلاين، فالخدمة لديها أكثر من 10 ملايين طالب من جميع أنحاء العالم.

Tours by locals: للإرشاد السياحي للتّواصل مع السّياح وتقديم رحلات ذات طابع شخصي، يتطلّب الأمر معرفة بالمدينة التي تعيش بها وامتلاك لغات أجنبية.

بالإضافة إلى مواقع مثل: فري لانسر، تصميمي، ترايدنت، موقع خمسات وهو تقليد لموقع Fiverr الذي يقدم أي خدمة تحدّدها بخمسة دولارات. تقدم هذه المواقع كل أنواع الخدمات التي يمكن أن تفكر فيها، ترجمة النّصوص من العربية للّغات الأجنبية والعكس، الكتابة والتّفريغ، تحويل ملفات pdf إلى word، وهناك عروض طريفة مثل: "أكتب لك قصصًا حُكيت لك".


أشياء لا بد من الانتباه لها
لا بد من الانتباه إلى أن الدّخل لن يكون مستقرًا في بداية العمل الحرّ بشكل خاص، لذا لا بدّ من وجود مصدر دخل آخر إذا اخترت هذا النّمط من العمل. وتنظيم الوقت بشكل حكيم وهو تحدّ عليك مواجهته، فعدم وجود ساعات عمل محدّدة شيء إيجابي إذا تحكّمت فيه، أما إذا لم تقسّم ساعات يومك بشكل يمكّنك من الفصل بين ساعات العمل وساعات الرّاحة، أو الدراسة إذا كنت طالبًا، سيُفرّغ هذا النمط من العمل من ميزاته، ويجعلك في ورطة حقيقية، تصل إلى عدم تمكّنك من الوفاء بالتزاماتك.

يجب أيضًا امتلاك مهارة التّعامل مع العملاء بمختلف تفكيرهم وثقافاتهم، خاصّة في حالة التعامل مع جنسيات مختلفة. من المهم هنا تعلّم التّفاوض حول خصائص العمل والسّعر، فأحيانًا كلّ ما عليك فعله هو أن تطلب حقّك لتحصل عليه، خاصّة إذا كنت متمكنًا من عملك، مع التحلّي بالمرونة، في رفع السّعر أو تخفيضه بناءً على نوعية العملاء.

لذلك لا مانع في القيام بحملة ترويج لعملك، سواءً في علاقاتك الشّخصية أو المهنية أو عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، خاصّة إذا كان تخصّصك من النّوع الذي يقدّم خدمات لا تأخذ وقتًا، وبالتالي أنت بحاجة إلى عملاء جدد دائمًا.


أشياء يوفّرها العمل الحرّ
ممارسة عمل تحبّه، مع ارتفاع جودة العمل بالنّظر إلى الراحة النفسية الناتجة عن ذلك، وزيادة الدخل إذا كان عملًا إضافيًا إلى جانب عمل رسمي آخر، هذه أفضل ميزات العمل الحرّ، مع تحمّل كامل الرّبح وكامل الخسارة. لذلك عليك وضع قواعد عمل منتظمة توفّر لك مردودية أفضل، مثل الحرص على أن تكون مراسلاتك مع العملاء عبر البريد الإلكتروني حيث كل شيء موثق، الاتّفاق، وتفاصيل العمل. واحرص أيضًا على فصل العمل عن مساحتك الخاصّة، سواء في وسائل التّواصل الاجتماعي، أو في البيت أو في علاقاتك مع العملاء.

مع الوقت وتزايد العملاء سيمكن لك الاختيار بينهم، لذا اختر الأكثر مرونة، والأكثر التزامًا بالدّفع حتى لو كان متطلبًا في الجودة. والأهمّ، العميل الذي سيحتاج بشكل متكرّر لخدماتك. لا تخش وضع شروطك كاملة في البداية "سعر الخدمة، الوقت الذي تحتاجه، طريقة الدفع"، واسأل عن كلّ شيء يتعلّق بالعمل، المعرفة تمكّنك من توفير جهد كبير.

يمكنك أيضًا، التّعاون مع أشخاص آخرين مجال عملهم يُكمل عملك، أو يتقاطع معه من أجل جلب العملاء. ولا تنس المراجعة الدّائمة.

 المهنية ولما يرغب فيه عملائك.


هل أنت محمي قانونيًا؟
قد يظنّ البعض أنك بهذا العمل غير محمي قانونًا، أو ليست لك حقوق اجتماعية تكون في طرق أخرى مثل العقد والوظيفة، وغيرهما. لكن هذا غير صحيح كليًا على الأقل. فيمكنك التّسجيل في الضّمان الاجتماعي، وأداء الاشتراك الشّهري لصندوق التقاعد، والاستفادة من التغطية الصّحية.

يُمكنك اقتراح عقد عمل مع عميل تقوم له بعمل يستغرق وقتًا طويلًا، أو تتعامل معه بشكل متكرّر، رغم أن جوهر العمل الحر هو حرّية العامل "فريلانس" والعميل، إلاّ أنه يمكن توقيع عقد، والتعامل بالقطعة في الوقت نفسه، حيث تتلقّى أجرًا وفق حجم عملك، وهنا ينطبق عليك قانون الشغل في فئة الأجراء المشتغلين من منازلهم وفق القانون المغربي.

المساهمون