100 ألف دولار لسجين أميركي تبرّع بـ13 سنتاً في الساعة لقطاع غزة

03 مارس 2024
+ الخط -

تلقى سجين في أميركا اهتماماً واسعاً بعد اختياره التبرّع بـ13 سنتاً في الساعة إلى غزة. هذا التصرف الكريم حدا بالجماهير إلى جمع أكثر من 100 ألف دولار له عرفاناً بتصرفه.

وعندما أخبر السجين حمزة صديقه جاستن مشوف، أنه يريد التبرع بالمال لمساعدة المدنيين في غزة، قال مشوف إنه سيساعده. وعندما وصلت قسيمة الراتب، أصيب مشوف بالذهول، فعن كل 17.74 دولاراً من أجر حمزة، يقتطع 13 سنتاً في الساعة للأعمال الخيرية.

وعندم نشر مشوف إيصال دفع دخل حمزة في السجن على وسائل التواصل الاجتماعي، جمع المستخدمون أكثر من 102 ألف دولار من خلال منصة التعاون المالي "غو فاند مي".

وذهب المبلغ الكبير لـ"حمزة"، وهو اسم مستعار لرجل من كاليفورنيا يبلغ من العمر 56 عاماً، ومسجون منذ ما يقرب من 40 عاماً، ومن المقرر أن يُطلَق سراحه المشروط هذا الشهر، تقول صحيفة واشنطن بوست.

عندما طرح حمزة لأول مرة فكرة التبرع للمدنيين في غزة على مشوف، كان "قلقاً ومحطماً" بشأن الأخبار التي كان يشاهدها من السجن.

وقال مشوف: "في الأشهر القليلة الماضية، كان قلقاً للغاية بشأن حالة العالم، خاصة أنه يعلم أنه سيعود إلى العالم الحقيقي"، "ولكن عندما بدأ الناس يظهرون له اللطف، فقد ساعده ذلك حقاً في إعداده لهذه العودة".

واتصل مشوف، وهو مخرج سينمائي، بحمزة لأول مرة في عام 2009، عندما كان يعمل على فيلمه الوثائقي "الكفاح الصادق".

وبعد ساعات من نشر مشوف لأول مرة إيصال دفع أجر حمزة مقابل 136 ساعة من العمل في مجال النظافة في مرفق كاليفورنيا للرعاية الصحية، وهو سجن في شمال كاليفورنيا، وشيك التبرع على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الغرباء يتساءلون كيف يمكنهم التبرع لحمزة.

وقال إنه في البداية، جمع الأموال من موقع تبادل الأموال فينمو، ولكن سرعان ما أصبح سيل المال أكثر من التطبيق، وقال: "كان هناك الآلاف من الأشخاص الذين أرادوا المساعدة"، وأدرك أنه بحاجة إلى إنشاء صفحة "غو فاند مي" لإدارة التبرعات.

متبرع غزة من الإجرام إلى الإسلام

تظهر السجلات القانونية أن حمزة أدين بتهمة القتل من الدرجة الثانية في عام 1986 وحُكِم عليه بالسجن 15 عاماً مدى الحياة. وتظهر السجلات أنه اعترف بارتكاب جريمة القتل عندما كان مراهقاً.

في وقت إدانته، أخبر القاضي الذي أصدر الحكم، حمزة أنه سيُطلق سراحه بموجب الإفراج المشروط، كما كتب حمزة في استئناف ضد رفض الإفراج المشروط عنه في عام 2013.

كما أوضحت صفحة "غو فاند مي" كيف تحول حمزة إلى الإسلام في عام 1989 وكيف سينفق أمواله بمجرد إطلاق سراحه: على الرعاية الصحية والإسكان والملابس والطعام والبحث عن عمل والتدريب. وقال مشوف إن حمزة قرر بالفعل أن بعض التبرعات المخصصة له ستذهب إلى آخرين محتاجين.

وبعد أن أخبر مشوف حمزة أن الأموال بالآلاف، طلب منه حمزة تعطيل التبرعات. قال مشوف: "قال إن ما جرى التبرع به بالفعل يكفيه، وأنه لا يريد صرف انتباه الناس عن أولئك الذين يعانون أكثر منه".

وفي تحديث على صفحة "غو فاند مي"، قال حمزة إنه متحمس لبدء حياته الجديدة. وكتب: "إنني أتطلع إلى الوعد بالحياة والسعادة والنضالات والأحلام، وأن أحلق وأنشر جناحي، لأكون رجلاً، إنساناً مرة أخرى الآن، بعد أن أدركت قيمة الحياة وقيمتها التي لا تُحصى".

وسيتبرع حمزة أيضاً براتبه لشهر مارس/ آذار للمدنيين في غزة، وهو المبلغ الذي يأمل أن يكون شيكه الأخير من السجن.

وقال مشوف: "لقد أعطى الناس الأمل من خلال إظهار مدى نكرانه للذات، ثم أعطوه الأمل من خلال لطفهم".

المساهمون