نيويورك تقاضي شركات وسائل التواصل الاجتماعي لضررها على الأطفال

نيويورك تقاضي شركات وسائل التواصل الاجتماعي لضررها على الأطفال

16 فبراير 2024
يستخدم جميع المراهقين الأميركيين تقريباً وسائل التواصل الاجتماعي (جيل باسينياك/ Getty)
+ الخط -

أعلنت مدينة نيويورك ومدارسها ونظام المستشفيات العامة، الأربعاء، تقديم دعوى قضائية، ضد شركات وسائل التواصل الاجتماعي المالكة لفيسبوك وإنستغرام وتيك توك وسناب شات ويوتيوب، ملقين باللوم على المنصات "الإدمانية والخطيرة" في تأجيج أزمات الصحة العقلية لدى الأطفال، ممّا يؤدي إلى تعطيل عملية التعليم واستنزاف الموارد، وفقاً لصحيفة ذا غارديان البريطانية.

وقالت الدعوى القضائية إن "الأطفال والمراهقين معرّضون للأذى لأن أدمغتهم لم تتطور بشكل كامل"، ووفقاً للملف المؤلف من 311 صفحة أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا، حيث يقع المقر الرئيسي للشركات، فقد "صار الشباب اليوم مدمنين على منصات المدعى عليهم بأعداد كبيرة".

واضطرت نيويورك، التي تعدّ أكبر منطقة مدرسية في الولايات المتحدة، والتي تضم حوالي مليون طالب، إلى "الاستجابة للاضطرابات داخل الفصول الدراسية وخارجها، وتقديم المشورة بشأن القلق والاكتئاب، وتطوير مناهج دراسية حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية البقاء آمناً عبر الإنترنت"، بحسب الدعوى.

وبالمجمل، أنفقت مدينة نيويورك أكثر من 100 مليون دولار على برامج الصحة العقلية لليافعين والخدمات المرتبطة بها كل عام، وفقاً لأرقام مكتب العمدة إريك أدامز.

وقال أدامز: "على مدى العقد الماضي، رأينا كيف يمكن أن يكون عالم الإنترنت مسبباً للإدمان، مما يعرّض أطفالنا لدفق متواصل من المحتوى الضار، الأمر الذي يفاقم أزمة الصحة العقلية الوطنية للشباب".

وبحسب "ذا غارديان"، يعد هذا الإجراء القانوني الأحدث بين العديد من الدعاوى القضائية المرفوعة من الولايات والمناطق التعليمية التي تتّهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي باستغلال الأطفال والمراهقين لقضاء أوقاتٍ طويلةٍ على منصاتهم.

وجاء في نص الدعوى، التي رفعتها مدينة نيويورك ووزارة التعليم فيها والمستشفيات، أنّ "المراهقين يعرفون أنهم يقضون الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم غير قادرين على التحكم في ذلك".

وتسعى الدعوى إلى فرض مزيد من القيود على سلوك الشركات، بالإضافة إلى تعويضات مالية غير محددة.

ورداً على الإجراءات القضائية، قالت شركات التكنولوجيا إنها عملت وما زالت تعمل على تطوير وتنفيذ السياسات والقواعد التي تعزّز سلامة المستخدم.

وقال المتحدث باسم شركة غوغل مالكة "يوتيوب"، خوسيه كاستانيدا، إنّ "الادعاءات الواردة في هذه الشكوى غير صحيحة ببساطة"، مضيفاً أن "الشركة تعاونت مع خبراء في مجال الشباب والصحة العقلية وتربية الأطفال".

بدوره، أشار متحدث باسم "تيك توك" لـ"ذا غارديان" إلى قيام الشركة بـ"عمليات تعاون منتظمة مماثلة لفهم كيفية مواجهة التحديات على مستوى الصناعة".

وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى "ذا غارديان"، قال المتحدث باسم الشركة إنّ "تيك توك يتمتع بضمانات رائدة في الصناعة لدعم رفاهية المراهقين، بما في ذلك وضع قيود على العمر، والرقابة العائلية، إضافة إلى فرض حد زمني لا يزيد على 60 دقيقة يومياً للمستخدمين الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، وغيرها".

في الوقت الحالي، يستخدم جميع المراهقين الأميركيين تقريباً وسائل التواصل الاجتماعي، ويصف واحد من كل ستة مراهقين أنّهم يستخدمون منصات مثل تيك توك ويوتيوب بشكل "شبه ثابت"، وفقاً لمركز بيو للأبحاث.

وقال متحدث باسم شركة ميتا، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام" في حديث مع "ذا غارديان" إن "الشركة تريد أن يتمتع المراهقون بتجارب آمنة ومناسبة لأعمارهم عبر الإنترنت، ولدينا أكثر من 30 أداة وميزة لدعمهم ودعم الأهل"، مضيفاً: "لقد أمضينا عقداً من الزمن في العمل على هذه القضايا وتوظيف الأشخاص الذين كرسوا حياتهم المهنية للحفاظ على أمان الشباب ودعمهم عبر الإنترنت".

وكان الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، قد قدّم تعازيه للآباء الذين انتحر أطفالهم بعد تعرضهم للاستغلال والاعتداء الجنسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي نهاية يناير الماضي.

وحاولت شركة سناب إنك، مالكة "سناب شات"، في بيان، أن تنأى بنفسها عن بقية شركات التكنولوجيا، وقالت إن تطبيقها "كان مختلفاً عمداً عن التطبيقات الأخرى"، مشيرةً إلى أنه "يحيل المستخدم عند فتحه مباشرة إلى الكاميرا، بدلاً من الصفحة الرئيسية التي تضم المحتوى، كما أنّه لا يحتوي على خانة للإعجاب والتعليقات".

وأضاف البيان: "على الرغم من أنه سيكون لدينا دائماً المزيد من العمل للقيام به، نشعر بالرضا تجاه الدور الذي يلعبه سناب شات في مساعدة الأصدقاء المقربين على الشعور بالتواصل والسعادة والاستعداد أثناء مواجهتهم العديد من تحديات مرحلة المراهقة".

المساهمون