يوسف شعبان... فنان من طراز خاص

يوسف شعبان... فنان من طراز خاص

03 مارس 2021
كان فناناً وإنساناً بحق (فيسبوك)
+ الخط -

فقدت الحركة الفنية المصرية والعربية فناناً من طراز خاص. فقد استطاع يوسف شعبان، على مدى عمره الفني، أن يمتعنا بالكثير والكثير بعطائه غير المحدود. يوسف شعبان متنوع ومتباين في أدواره الغنية والجذابة؛ بل وحتى أسلوبه وطريقة تمثيله، كانت في حينها لافتة وجديدة. 

بداياته الأولى كانت في فيلم "في بيتنا رجل" إخراج بركات. بعدها كانت رحلة إبداعية كبيرة من أبرزها: فيلم "ميرامار" إخراج كمال الشيخ؛ حيث يلعب دور الفاسد باللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكي؛ والذي لعبه بقدرة كبيرة على التلون ما بين صورته النقية التي يخدع بها الجماهير؛ حتى حبيبته شادية، انتهاء بالكشف عن وجهه الحقيقي الفاسد الأناني الوصولي أمام الجميع. 

بالطبع، لا نستطيع أن نغفل دوره الجريء والمهم في فيلم "حمام الملاطيلي" إخراج صلاح أبو سيف. عن قصة اسماعيل ولي الدين. يلعب يوسف دور شاب مثلي، يتمزق بين ميوله المثلية، وحياته المجتمعية؛ المحكومة والتقاليد. كان أداء يوسف لتلك الشخصية الصعبة والشائكة دقيقاً، مذهلاً ومؤثراً؛ في إبراز الحيرة والقلق الوجودي؛ الذي تعانيه الشخصية المثلية في مجتمع منغلق.

تتوالى الأدوار الهامة: فمن منا ينسى شخصية محسن ممتاز، ضابط المخابرات المصرية؛ الذي يجند الشاب رأفت الهجان، ويزرعه في إسرائيل؟ كان يوسف شعبان مذهلاً كعادته. استطاع أن يستحوذ على عقل وقلب المشاهد بأدائه الواعي لمفردات الشخصية. هذا فضلاً عن الكاريزما التي يتمتع بها؛ فكاد أن يسرق الكاميرا من محمود عبد العزيز، وهو البطل الرئيسي بالمسلسل؛ بعذوبة أدائه وحضوره الطاغي وتقديمه السلس، وثقته بنفسه. كل ذلك أدى إلى يُكتّب البقاء لأعماله طويلا بذاكرة الدراما.

من منا ينسى دوره الهام جداً في فيلم "كشف المستور" لعاطف الطيب. وفيه يلعب دور مسؤول أمني، لا يتردد لحظة في استخدام الوسائل الميكافيلية مهما كانت النتائج.

إلى جانب أدوار هامة كثيرة؛ كان له نصيب في المسرح. فاختطفته فرقة الفنانين المتحدين، بقيادة سمير خفاجي، في مسرحية "حالة حب" هذا العرض البديع، من إخراج عبد المنعم مدبولي.

بجانب كل هذا، ولأنه شخصية معطاءة فنيا وإنسانيا اختارته الجماهير ليصبح نقيباً للممثلين. كان يوسف جاداً في بذل كل ما أوتي لكي يرفع ويعلي من قيمة النقابة. ولهذا كان يسعى لإتاحة فرص العمل لأعضاء نقابته.

فقدنا بألم فناناً وإنساناً بحق، كان مخلصاً لمهنة التمثيل. لكن الزمن كان معانداً معه في خريف عمره؛ لدرجة أنه بكى في أحد البرامج التلفزيونية، يشكو من عدم الاستعانه به في الأعمال الفنية الجديدة. كانت تلك الشكوى مؤلمة ومست بحزن شغاف قلوبنا.

المساهمون