محمد الغضبان... مبادرة أفلام تدعم مواهب الأطفال الفنية

محمد الغضبان... مبادرة أفلام تدعم مواهب الأطفال الفنية

06 سبتمبر 2021
تحاول "مبادرة أطفال وأفلام" التركيز على المحافظات المتضرّرة من العنف والجرائم (العربي الجد
+ الخط -

"مبادرة أطفال وأفلام" برنامج تطوّعي، يهدف إلى تمكين أطفال يمتلكون مواهب فنية من صناعة الأفلام، بتدريبهم على استخدام الهواتف الذكية. في فبراير/ شباط 2020، تعاونت جهات مختلفة لإطلاق المبادرة وبعد الإعداد لها، كشركات "زاغور" و"عشتار العراق للإنتاج السينمائي"، برعاية وزارة الشباب والرياضة العراقية. عن هذه المبادرة، حاورت "العربي الجديد" محمد الغضبان، مدير شركة "رولة للإنتاج الفني":

(*) ماذا عن "مبادرة أطفال وأفلام"؟
تسعى المبادرة إلى تثقيف المجتمع العراقي المحلي وتوعيته على كيفية تحمّل مسؤولية توجيه الأطفال، باستخدام الهاتف والإنترنت لأغراضٍ نافعة، والأهمّ إعطاؤهم فرصة للتعبير عن عالمهم وبيئتهم، بسرد حكاياتهم. يُدرِب سينمائيّون محترفون شباب 20 طفلاً من كلّ محافظة مستهدفة، لينتهوا معهم بصناعة أفلام ذات حكاياتٍ محلية، بعد انتهاء دورات الإخراج والكتابة والتصوير والمونتاج، بإشراف المدرّبين. يتعهّد المشروع بتوزيع الأفلام، الحاصلة على أعلى تقييم بتحكيم الأطفال أنفسهم وفق عملية مدروسة، على مهرجانات دولية، ويُسوِّق لها عبر وسائل التواصل، والموقع الإلكتروني للمبادرة، وللشركاء فيها.

(*) ما طبيعة عمل شركة "رولة"؟
إنّها شركة لإنتاج أفلام وفنون ابداعية ناشئة، مقرّها بغداد، تأسّست عام 2020، وتسعى إلى ترسيخ نفسها كإحدى الشركات الأولى لصناعة الأفلام المستقلة، وإنتاج المحتوى الإبداعي في العراق. تتعاون مع صانعي أفلام، لتقديم رؤاهم الإبداعية، وتواصل البحث عن قصصٍ مبتكرة، وعن رواة مميّزين للقصص. كما تسعى إلى إنتاج أفلام ابداعية، مع عدم التضحية بالجودة والرؤية الفريدة لصانعي الأفلام، وتخطّط لتقديم دعم كامل للمستفيدين، من مؤسّسات القطاعين الخاص والعام، والمؤسّسات غير الربحية. وتوفّر استراتيجيات تسويق شاملة، باستخدام مجموعة متنوّعة من مصادر الوسائط، كالسينما والتلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات والويب والاتصالات الخارجية ووسائل التواصل.

(*) أي فئات يستهدفها المشروع، وما أهميته؟
يستهدف المشروع أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، في محافظات العراق، ممن لديهم اهتمام في الإخراج أو الكتابة أو المونتاج أو التصوير أو الغناء أو الرسم أو الرقص، بالإضافة إلى معرفة بسيطة باستخدام أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية. يحتاج هؤلاء إلى موافقة الأهل على الانضمام إلى البرنامج. أهميته أنّه يُساهم في زيادة الوعي لدى العوائل العراقية بشأن الاستخدام الأفضل للهواتف الذكية من الأطفال، لدرء مخاطرها الاجتماعية والثقافية والصحية عليهم وعلى المجتمع. كما يساعد في اكتشاف المواهب العراقية الواعدة في الأطفال وتنميتها، وتقديم الدعم اللازم للموهوبين، ومنحهم فرصة تعبيرٍ عن عالمهم وبيئتهم، بتصويرهم أفلاماً وسرد حكاياتهم. بالإضافة إلى المساهمة في خلق فرص عمل، في العقود المقبلة، في صناعة الأفلام والفيديو والألعاب الإلكترونية للمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً، وإيصال الفنّ العراقي إلى العالم بتأهيل المشاريع الفنية العراقية، للمشاركة في أهمّ الفعاليات والورش والمهرجانات العالمية. ويتطلّع البرنامج أيضاً إلى أنْ يتمكّن 20 طفلاً تلقوا التدريب من نقل خبراتهم الفنية والاجتماعية، التي اكتسبوها في التدريب، إلى أطفالٍ آخرين، أو إلى مهتمّين بهذا المجال، بعد إكمالهم فترة التدريب.

(*) ما المشاكل التي تعالجها المبادرة؟
تُقدِّم المبادرة حلولاً لمشاكل اجتماعية وثقافية واقتصادية، برزت في العراق في العقود الثلاثة الأخيرة تقريباً، كتردّي حال المجال الثقافي عامة، وصناعة الأفلام خاصة، نتيجة الوضع السياسي غير المستقرّ، وما أدّى إليه من هجرة الفنانين، وأثر ذلك بشكل مباشر على صناعة السينما العراقية، التي شهدت ازدهاراً كبيراً في العقود السابقة.
من جهة أخرى، تندلع الحروب، ويكون الأطفال أول ضحاياها ووقودها. حتّى لو لم يُصابوا بأذى جسدي، فإصابتهم النفسية أهمّ وأقوى أثراً. الصحّة النفسية للناجين لا تحتلّ الأولوية عادة، رغم تأثيرها طويل الأمد على الضحايا. لذا، تحاول "مبادرة أطفال وأفلام" التركيز على المحافظات المتضرّرة من العنف والجرائم، لعكس قصص المشاركين فيها، والتعبير عنها.
كما يقع على عاتق المبادرة نشر الوعي بخصوص الخطر المترتب على استخدام أطفالنا للهواتف، وبذل الجهود لإرشادهم، وشرح طرق الاستخدام الأفضل للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، بشكلٍ صحيّ ونافع لهم ولمجتمعهم ومستقبل بلدهم.

(*) ما التحدّيات التي تواجهونها؟
التحدّيات عديدة، كالتمويل مثلاً. فالعراق والعالم العربي يعانيان ضعفاً في مصادر التمويل، الحكومية أو التي تمنحها منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الربحية، والقطاع الخاص كمستثمرين أفراد أو شركات. في هذا المجال، يسعى الفريق إلى خلق شبكة تعاون ثقافي وإنتاجي مع مؤسّسات عدّة، قادرة على تمويل المشروع، ولفت نظر الحكومة والمؤسّسات التشريعية إلى أهمية الاستثمار في الصناعة الثقافية والفنية.
هناك أيضاً جائحة كورونا، أحد التحدّيات، إذْ التزم الفريق بالتباعد الاجتماعي في فترة تفشّي الوباء في العراق، ما عطّل التدريب. لذلك، صمَّم الفريق منصّة إلكترونية آمنة، تُتيح للطلاب المستفيدين من المبادرة الدخول إليها، لتكون الواجهة الإلكترونية للأفكار والأفلام والفيديو، التي أنتجها الطلاب والمدربون، للمشاركة وتطوير الافكار الأولية، وللتفاعل بين الطلاب بإشراف المدرّبين.

(*) ماذا عن النتائج المحقّقة إلى الآن؟
نتائج المشروع منقسمة إلى قسمين: الأول قريب المدى، يتمثّل بإقامة ورش مكثّفة للمتدرّبين (15 ـ 18 عاماً)، الذين بدورهم سيدرِّبون الأطفال في مدارسهم أو في المراكز في مناطقهم السكنية. والثاني خلق "دليل أفلام الهاتف"، سيكون إرشادياً مبسّطاً لشرح استخدام الهاتف المحمول وإمكانياته في عصر الثورة الرقمية، واستغلاله في خلق صوت محلي يمكن أنْ يتطوّر بتطوّر البيئة المحلية، وانفتاح العالم على المستقبل التكنولوجي.
النتيجة: 20 طفلاً باتوا قادرين على صنع فيلمٍ باستخدام أجهزة الهواتف الذكية؛ وإنتاج 5 أفلام هاتف قصيرة؛ وتوزيع الأفلام الفائزة وتسويقها. مثلاً: استضاف "مهرجان أجيال السينمائي الدولي" في الدوحة، العام الماضي، طفلين من الفريق، وكانت لجنة التحكيم من الأطفال أيضاً. في هذا العام، سنشارك بـ5 أفلام في المهرجان نفسه.

المساهمون