ملاك عبد علي... توجيه رسالة إلى العالم عن همجية الحروب

ملاك عبد علي... توجيه رسالة إلى العالم عن همجية الحروب

30 اغسطس 2021
عبد علي: لدينا طاقات إخراجية وفنية رائعة، لكنّنا بحاجة إلى توجيه وإنتاج صحيحين (فيسبوك)
+ الخط -

ملاك عبد علي مخرج عراقي، يحمل شهادتي دبلوم من "معهد الفنون الجميلة"، وبكالوريوس من "أكاديمية الفنون الجميلة". أكّد حضوره في المشهد السينمائي العراقي، بفضل أفلامٍ قصيرة عدّة، منها: "صور" (الجائزة الثانية في "مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير"، 2011)، و"كاسيت" (جائزة أفضل إخراج في "مهرجان الخليج السينمائي" في دبي، 2012)، و"سلايد" (مهرجان تطاوين للفيلم العربي القصير في المغرب)، و"اسمي مريم" (تنويه في "مهرجان لاهاي في هولندا)، و"الرسالة الأخيرة" (جائزة أفضل فيلم عربي في "مهرجان الكويت للسينما الجديدة").

عمل كمساعد مخرج أول في أفلامٍ عراقية، روائية طويلة وقصيرة ووثائقية، منها: "كرنتينة" لعدي رشيد، و"صمت الراعي" لرعد مشتت. يعمل حالياً في "شركة يارا ميديا" (دبي) و"أوس استديو"، وله برامج تلفزيونية عدّة كمخرج. كما يستعد الآن لإخراج الفيلم الروائي الطويل "آخر حلم"، الذي كتبه مع حسن شغيدل، إنتاج "دائرة السينما والمسرح".

عن الفيلم، قال ملاك عبد علي لـ"العربي الجديد" إنّه "قصّة حبّ بين شابة ورجل كبير في السن، تشكيلي يرسم ـ بطريقة الفنان العراقي محمد مسير ـ نساء يركبن درّاجات هوائية، ويطرن في السماء". يضيف أنّ الفكرة الجوهرية "قالها صديقي مسير، عند سؤاله "لماذا ترسم النساء في السماء": لأنهنّ لا يملكن حرية في الأرض، ولا يملكن أحلاماً في هذه المدينة (بغداد)، فولدت الفكرة وأسّست للفيلم قصّة حبّ، أحداثها تجري في المدينة نفسها".

الفيلم موجود ضمن 14 مشروعاً، تنتجها وزارة الثقافة، وسيتمّ فيها تشغيل الكوادر الفنية في "دائرة السينما والمسرح"، بعد انقطاع طويل. أشار عبد علي إلى أنّه اختار موقعاً قريباً يُطلّ على نهر دجلة، في منزلٍ بغداديّ قديم، وإلى أنّ أبرز الممثلين أياد الطائي، والوجه الجديد براء الزبيدي، وأنّ مدير التصوير هو ياسر عمران، والموسيقى التصويرية ليوسف عباس، والمونتاج لعمار الشويلي: "فريق عمل الفيلم شبابيّ بامتياز، وهذا تحدٍّ جديد لي، وتجربة أتمنّى أنّ أتوفّق في إنجاحها".

(*) بدأت مخرجاً أفلاماً قصيرة. في الفترة الأخيرة، انشغلت بالتلفزيون. هل تُحدّثنا عن أسباب ذلك؟
هناك أسباب عدّة جعلتني أتوجّه إلى الصناعة التلفزيونية، أبرزها أنّه بعد دخول التكنولوجيا إلى التلفزيون، معدّات وصناعة، تحوّل معظم المخرجين إلى الدراما لتحقيق رغباتهم وأحلامهم، ولصُنع دراما قريبة من السينما، من ناحية الشكل والتقنيات والقصّة. فانتقلت بدوري إلى التلفزيون، عبر "MBC العراق" و"شركة أوس استديو"، فحقّقنا أعمالاً ناجحة جماهيرياً.
السبب الرئيسي أنّ الإنتاج السينمائي الجماهيري في العراق متوقّفٌ، إذْ تُنتج أفلامٌ مستقلّة (للمهرجانات)، وهذه لا توفّر ربحاً مادياً، على عكس التلفزيون، الذي يُوفّر أموالاً ويُنجز صناعة تدرّ ربحاً تجارياً.
لا نزال نصنع أفلاماً مستقلّة بميزانيات منخفضة، لأننا عشّاق السينما وصناعتها.

(*) لك أفلام قصيرة، مثل "كاسيت" و"الرسالة الأخيرة" و"اسمي مريم" وغيرها. هل فكّرت في إنجاز فيلم روائي طويل، أم أنّ هذا خارج طموحاتك الآن؟
طبعاً. هذا حلمٌ لكنّه مؤجّل لأسبابٍ، أهمّها توفير الأموال لصناعة فيلم روائي طويل هو الأول لي. وضعتُ خطّة للحصول على إنتاج تبدأ الآن وتنتهي عام 2022. هناك فكرة بسيطة أحاول تحويلها إلى فيلم طويل. إنّها قيد التنفيذ. إذا نجحتُ في كتابتها بطريقة جيدة، وفي تقديمها إلى المانحين، سيُنجز الفيلم مطلع عام 2023.

(*) في أغلب أفلامك، تتحدّث عن كوارث مرّ بها العراق. ألم تفكّر في تقديم أفلامٍ تُعالج مواضيع أخرى؟
هذا ما سيحدث في "آخر حلم"، قصّة حبّ مختلفة عن الأفلام السابقة. أفلامي تُركّز على موضوع الحرب وتأثيراتها على المجتمع العراقي، فالعراق عانى حروباً عدّة، وكان لا بُدّ من إيصال رسالة إلى العالم عن همجية الحروب وأسبابها.

(*) هل الإنتاج والتمويل يقفان عائقاً أمام عملك؟
الإنتاج السينمائي في العراق كارثيّ، بسبب عدم دراية الدولة بأهمية السينما. أغلب الأفلام قصيرة ومستقلّة ومتواضعة الميزانيات، رغم نجاحها. يجب أن يكون هناك دورٌ للدولة في صناعة السينما، وأقصد بذلك عدم تمويل الأفلام بمبالغ ضخمة، كما حدث في إنتاج أفلام "بغداد عاصمة الثقافة"، بل يجب وضع خطط من وزارة الثقافة لمساهمة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي في الإنتاج المشترك والتسويق.
كلّ أفلام الشباب أُنتِجت إما بشكلٍ شخصيّ وإما بمساعدة شركات إنتاج قدّمت معدات ومواقع. لذلك، أقترح وضع خطة سنوية للوزارة، مع شركات الإنتاج السينمائي والشركات التجارية، لتخصيص جزءٍ من مبالغ الضرائب للتمويل السينمائي. أعتقد أنّ هذا معمولٌ به الآن في السينما التونسية.

(*) كيف ترى المشهد السينمائي الآن؟ ما أهم عوامل إخراج السينما العراقية من ركودها؟
المشهد السينمائي الآن متوسط النجاح. لدينا طاقات إخراجية وفنية رائعة، لكنّنا بحاجة إلى توجيه وإنتاج صحيحين. أهم عوامل نجاح السينما العراقية التواصل، وعدم التوقّف عن الإنتاج، والانفتاح على العالم تقنياً وتسويقياً، وعمل بروتوكولات مع مهرجانات ودول مهمة في صناعة السينما للمشاركة في صُنع أفلامٍ عراقية، وفي تمويلها وتسويقها. هذا دور المؤسّسة الحكومية في التواصل مع العالم.

دلالات

المساهمون