متحف آندي وارهول و"بداية الصراع في الشرق الأوسط"

متحف آندي وارهول و"بداية الصراع في الشرق الأوسط"

26 فبراير 2024
من تظاهرة تضامنية في بنسلفينيا (بول ويفر / Getty)
+ الخط -

انتقادات عدة واجهها متحف آندي وارهول في بيتسبرغ (بنسلفانيا)، بعدما عرض نصّاً على أحد جدرانه، ذكر فيه أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شكّل "بداية الصراع في الشرق الأوسط"، في تجاهل تام لأكثر من 75 عاماً من الاستعمار والمجازر والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
كانت صورة النص قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، بعدما نشرها شخص مجهول الهوية على صفحة Change the Museum في منصة إنستغرام. وإلى جانب اللافتة، وضعت لوحات رسمها وارهول عام 1980 ضمن سلسلة حملت وقتها عنوان "10 بورتريهات ليهود من القرن العشرين".
تتضمن السلسلة المكونة من رسومات شخصية لشخصيات تاريخية يهودية، لوحات تظهر ألبرت أينشتاين، وسيغموند فرويد، ومارتن بوبر، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مئير، وغيرهم.

متحف آندي وارهول والانحياز للاحتلال

قال ناشر الصورة على "إنستغرام" إن النص الأصلي، أي الذي رافق اللوحات في عرضها الأول عام 1980، كان واضحاً في انحيازه الصريح إلى إسرائيل، "لكن النص الحالي يعبر ضمناً عن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية". يحتوي النص حالياً على فقرة ونصف فقرة مخصصة لـ"الصراع في الشرق الأوسط"، لكنه لا يشير إلى الفلسطينيين أو قطاع غزة. وما زاد من حالة الغضب، هو تواصل الجرائم الإسرائيلية بشكل لم تعد الولايات المتحدة الأميركية، وبعض القوى الغربية الأخرى، نفسها قادرة على تجاهله.


النص الذي وضع على الجدار إلى جانب اللوحات، يربط بينها وبين الذكرى الخامسة لإطلاق النار الجماعي في أكتوبر 2018 على كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ، الذي أسفر عن مقتل 11 عضواً من أبناء الديانة اليهودية في المدينة، إلى جانب إشارة النص إلى 7 أكتوبر و"التأثير العالمي للحرب في الشرق الأوسط".
اعترض عدد من الموظفين في متحف آندي وارهول على هذه الخطوة، خصوصاً أن قسماً منهم قد نجا من حادث إطلاق النار على الكنيس عام 2018، وهم حالياً مناصرون للقضية الفلسطينية، ويطالبون بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
في مقابلة مع موقع Hyperallergic، أوضح أحد الموظفين الحاليين الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن اللوحات المعروضة والنص المعلّق إلى جانبها، وُضعت قبل أيام فقط من انطلاق معرض Unseen: Permanent Collections Works في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأضاف الموظف أن النص المعروض كان بداية لا يحمل أي توقيع، فاعترض الموظفون، على اعتبار أنه بهذه الطريقة يبدو كأنه يمثّل المتحف بموظفيه جميعاً. عندها، أضيف توقيع كل من كبير أمناء المتحف السابق آرون ليفي غارفي، والمخرج باتريك مور حصراً.
الموظف نفسه قال إن الاعتراض الأساسي على النص هو أنه يعرض وجهة نظر واحدة حصراً، مشدداً على إصرار النص على التعبير عن الحزن على القتلى الإسرائيليين "من دون أي ذكر لأكثر من 28 ألف فلسطيني قتلوا في غزة".
موظف آخر قال للموقع نفسه إن النص كان "خطوة غير مرحّب بها بين الموظفين، بل إن عاملين من مختلف الأقسام في المتحف أرادوا تعديل المعرض أو إلغاءه تماماً".

جدل آخر

مشكلات أخرى شابت المعرض الذي استضافه متحف آندي وارهول، بينها تعديل الوصف الذي وضعه وارهول أساساً مع لوحة رئيسة حكومة الاحتلال السابقة غولدا مائير، إذ كتب عام 1980 أنها ولدت في "كييف، روسيا"، بينما في هذ المعرص حصلت مراجعة للنص ليصبح مسقط رأسها "كييف، أوكرانيا الحالية".
وفي تعليق على الجدل القائم، أعادت رئيسة اتحاد عمال المتاحف (UMW) جينيس براون التذكير بموقف النقابة المطالب بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو الموقف الذي صدر في الأسابيع الأولى للعدوان الإسرائيلي.
وتشهد المتاحف منذ السابع من أكتوبر حركات احتجاجية عدة يقودها إما عاملون متضامنون مع فلسطين، وإما محتجون غاضبون يعملون على الدخول إلى المتاحف وتعطيل عملها، وهذا ما حصل في نيويورك وبريطانيا على سبيل المثال، في احتجاج على تجاهل هذه المؤسسات الثقافية لجرائم الاحتلال.

المساهمون