لبناني يهرب من حياة الليل في بيروت إلى هدوء الطبيعة

لبناني يهرب من حياة الليل في بيروت إلى هدوء الطبيعة

16 فبراير 2022
تراجعت حياة الليل في بيروت بعد الانهيار الاقتصادي الذي ضرب لبنان (كافي كاظمي/ Getty)
+ الخط -

"بيروت كانت جميلة، كنتَ سعيداً عند ذهابك إلى أي منطقة... نعم ماتت بيروت، ماتت بشكل رسمي"، بهذه الكلمات التي تقطر مرارة، يشرح خالد الحاج، الذي كان يعمل في صناعة حياة الليل، الأسباب التي دفعته لمغادرة المدينة وتغيير نمط حياته بشكل جذري.

ويضيف: "مستحيل.. لا أحد يستطيع إقناعي أنّ الأمور ستعود إلى سابق عهدها في سنة أو سنتين".

فرّ الحاج من الظلام والكآبة اللذين أصبحا يخيمان على المدينة التي اشتهرت في السابق بالحياة الصاخبة، وانتقل إلى قرية شمسطار على بعد 50 كيلومتراً.

في منزله الجديد، اختلف الروتين اليومي بشكل كبير عن حياته السابقة.

أصبح يستيقظ في الصباح الباكر، وينام بحلول الساعة السابعة والنصف مساء، وهو نفس التوقيت الذي كان في السابق ساعة السعادة في المطاعم التي كان يديرها.

بدأ أيضاً يشعر بالأشياء حوله، يتحدث إلى الأشجار والكلاب والدجاج التي يحتفظ بها ويرعاه، واعتبرها بديلاً لزبائنه وأصدقائه.

يتحدث عن هذا الاختلاف، ويقول: "كنت أمرّ بين الطاولات وأستمتع، وأتحدّث يميناً وشمالاً مع الناس؛ ضيوفي، سواء أكانوا زبائن عاديين أم أصدقاء أم أقارب. صحيح في بعض الأوقات أشعر أنني مجنون، أتحدّث مع الطبيعة، مع كلابي، مع الأشجار، مع الطقس، أتحدّث مع الأرض إذا ما كانت قد شربت المياه أم لا".  

ولا يتصور خالد الحاج، البالغ من العمر 41 عاماً، عودة إلى بيروت في المستقبل القريب، بعد أن غابت عن شوارعها الأضواء، وبسبب ما يقول إنها كآبة تخيم على الناس وحتى الحيوانات التي تجوب شوارعها.

ويقول إن سحب الكآبة أصبحت تخيم على الجميع، الرجال والنساء والأطفال والكبار، وحتى الحيوانات. وأضاف أن الجميع لم يعودوا يعيشون بنفس الطريقة التي اعتادوا عليها.

انزلقت أقدام لبنان في أتون الخراب المالي في 2019، نتيجة للإسراف في الإنفاق في ظل سوء الإدارة، الأمر الذي أدى إلى تضخم الديون، ونتيجة للشلل السياسي المرتبط بالصراعات بين الفصائل المتنافسة، مع إحجام المقرضين الأجانب عن إنقاذ البلاد ما لم يتم إجراء إصلاحات.

ويصنف البنك الدولي الأزمة بأنها من أشد الأزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، في بلد كان يُنظر إليه في السابق على أنه موقع متقدم للثراء والليبرالية في الشرق الأوسط قبل اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 إلى 1990.

(رويترز)

المساهمون