كتاب سينمائي جديد لعبدالله حبيب: قراءات وشهادة

بعد كتبٍ في الأدب والفنّ، وبعضها مهتمٌّ بالسينما؛ وبعد أفلامٍ قصيرة أنجزها في ثمانينيات القرن الـ20 وتسعينياته تحديداً، وآخرها بعنوان "أصابعٌ: فيلمٌ شخصيّ" (2019)؛ أصدر العُماني عبدالله حبيب كتاباً سينمائياً جديداً: "حيث الليل أكثر من غياب الشمس" (الطبعة الأولى، 2023) عن "دار الرافدين" (بغداد)، بالتعاون مع "الجمعيّة العُمانية للكتّاب والأدباء" (مسقط).

فصلان أساسيان: "قراءات" و"شهادة" (عن فيلمه الأخير)، و3 عناوين أولى: "إظلامٌ تدريجي" ("إنّ من الصعب شرح الفيلم لأنّه من السهل فهمه"، كرستيان مِتْس)، و"كادر أول" (إلى ذكرى سُبُوت في أربع عتمات: عتمة الرحم، وعتمة صالة السينما، وعتمة الزنزانة، وعتمة القبر)، و"استرجاع ثانٍ" (شكر للصديق سليمان المعمري، لبذله جهداً "مُثمّناً" في المراجعة اللغوية).

بمزيجٍ بين الكتابة الأدبية والتحليل المعمّق والنظرة الثاقبة، بالاعتماد على الفكر والنقد وبعض العلوم الإنسانية، يكتب حبيب مقالات أشبه بدراسات، تمتلئ بشغفٍ للآداب والفنون والفلسفة: "من كهف أفلاطون إلى إحياء "السينما الثالثة": تفكّرات حول جذور السينما ومستقبلها"، "تسريدُ الأرض، الأرض بوصفها سرداً: الفضاء في فيلم "الأرض الصفراء" لِتْشِن كايغ"، "نحت المتفرّج في الجريمة: السرد وموقع المتفرّج في "راشومون" لكوروساوا"، أمثلة أساسية في "قراءات"؛ بالإضافة إلى 3 نصوص أخرى: الأول بعنوان "لكنّه الموت لبوني وكلايد": نحو دراسة العنف في أفلام آرثر بن؛ وأشياء مادية، وصُور، وتمثيلات: محاولة نحو شِعريّات سينما نِكُلَسن رَيي؛ و"أفلام الغرب الأميركي": تواريخ، ومتكآت، وتساؤلات.

يكتب حبيب أنّ "المعنى الذي يتحدّث عنه بازوليني حول الواقع، باعتباره صنعاً ونتاجاً لتأويل ما تقوده إلينا حواسّنا المحدودة، باعتباره ما نسمّيه "الواقع الموضوعي"، يجد صدى قوياً لدى مخرج سينمائي عظيم آخر، تصطبغ أعماله بهوسٍ كثيفٍ ذي شأن يخصّ القلق الفلسفي، حين يتعلّق الأمر بسؤال الزمن، وهو تاركوفسكي" (الغلاف الأخير).