صحافيان أفغانيان يرويان تفاصيل تعرضهما للضرب من "طالبان"

صحافيان أفغانيان يرويان تفاصيل تعرضهما للضرب من "طالبان" بعد تغطية تظاهرات

09 سبتمبر 2021
تعرض الصحافيان للضرب من عناصر طالبان لتغطيتهما تظاهرة (وكيل كوهسار/فرانس برس)
+ الخط -

تبدو على جسمي صحافيين أفغانيين آثار رضوض وكدمات بالغة أصيبا بها بعد أن تعرضا للضرب والاعتقال لساعات على أيدي عناصر من طالبان، بسبب تغطيتهما تظاهرة احتجاج في العاصمة الأفغانية.

وأوقف الصحافيان خلال تظاهرة الأربعاء واقتيدا إلى مركز للشرطة في العاصمة، حيث قالا إنهما تعرضا للكم والضرب بعصي وكابلات كهرباء وسياط قبل أن يُتهما بتنظيم التظاهرة.

وقال المصور نعمة الله نقدي لوكالة فرانس برس "أحد عناصر طالبان وضع قدمه على رأسي وضغط وجهي على الإسمنت. ركلوني في الرأس... اعتقدت أنهم سيقتلونني".

ورغم الوعود بنظام أكثر شمولاً، بادرت طالبان إلى إخماد أي معارضة تتشكل ضد حكمها.

مساء الأربعاء أعلنت الحركة عدم شرعية التظاهر من دون إذن مسبق من وزارة العدل.

وطُلب من نقدي وزميله المراسل تقي دريابي، وكلاهما يعملان لصحيفة "إطلاعات روز" (يومية معلومات)، تغطية تظاهرة محدودة أمام مركز للشرطة في كابول، تشارك فيها نساء للمطالبة بحق التعليم والعمل.

وقال نقدي إن مقاتلاً من طالبان اقترب منه فور بدئه بالتقاط الصور. وأوضح "قالوا لي: لا يمكنك التصوير". وأضاف لوكالة فرانس برس "اعتقلوا جميع الذين كانوا يصورون وأخذوا هواتفهم".

وقال نقدي إن عناصر طالبان حاولوا انتزاع الكاميرا منه، لكنه تمكن من إعطائها إلى شخص كان بين الحشد. لكن اعتقله ثلاثة مقاتلين من طالبان واقتادوه إلى مركز الشرطة حيث بدأ الضرب.

ولم يرد مسؤولو طالبان على طلبات متكررة من فرانس برس للتعليق.

وقال نقدي "بدأ عناصر طالبان في إهانتي وركلي"، مضيفاً أنه اتُهم بتنظيم التظاهرة. وسأل عن سبب ضربه وقيل له "أنت محظوظ لأن رأسك لم يقطع". ونقل نقدي فيما بعد إلى زنزانة مكتظة، حيث وجد زميله دريابي الذي كان بدوره قد اعتقل وضُرب.

وقال دريابي "كنا نشعر بألم شديد لم نتمكن معه من الحراك". بعد بضع ساعات أفرج عن الصحافيين من دون تقديم أي تفسير، وأرسلا في سبيلهما مع الكثير من الإهانات. وقال "يعتبروننا أعداء".

وكانت طالبان قد تعهدت الحفاظ على حرية الصحافة، تماشيا مع مبادئ إسلامية غير محددة، علما بأن الصحافيين يتعرضون لمضايقات متزايدة خلال تغطيتهم الاحتجاجات في أنحاء البلاد.

في الأيام القليلة الماضية، أفاد عشرات الصحافيين عن تعرضهم للضرب والاعتقال، أو منعهم من تغطية التظاهرات الاحتجاجية، والتي لم يمكن التفكير بها خلال فترة الحكم السابقة لطالبان في التسعينيات.

ومعظم أولئك الصحافيين من الأفغان الذين تضايقهم طالبان أكثر من الصحافيين الأجانب.

وتمثل التظاهرات اختباراً مبكراً لطالبان، التي بعد استيلائها على مقاليد الحكم في 15 أغسطس/آب، وعدت بنظام حكم أكثر تساهلاً والعمل في سبيل "سلام وازدهار البلد".

وقال زكي دريابي، رئيس صحيفة إطلاعات روز، إن وعود طالبان جوفاء. وأكد لوكالة فرانس برس "هذا الخطاب الرسمي مختلف تمام عن الحقيقة التي يمكن معاينتها على الأرض".

(فرانس برس)

المساهمون