"تويتر" تهدد بمقاضاة "ميتا" بسبب منصة ثريدز

"تويتر" تهدد بمقاضاة "ميتا" بسبب منصة ثريدز

07 يوليو 2023
+ الخط -

هددت شركة تويتر بمقاضاة "ميتا" بسبب منصتها الجديدة ثريدز Threads، وذلك في خطاب أرسله محاميها أليكس سبيرو إلى الرئيس التنفيذي للشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" مارك زوكربيرغ.

وتتطلع "ميتا"، التي أطلقت منصتها ثريدز، مساء الأربعاء، والتي اجتذبت أكثر من 30 مليون مشترك، إلى منافسة منصة تويتر المملوكة لإيلون ماسك، مستفيدة من وجود ملايين المستخدمين لـ"إنستغرام".

وأفاد موقع سيمافور الإخباري بأنّ سبيرو اتهم "ميتا" في رسالته بتعيين موظفين سابقين في الشركة "كانوا ولا يزالون يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الأسرار التجارية وغيرها من المعلومات السرية للغاية لدى تويتر".

وكتب سبيرو في الرسالة: "تعتزم تويتر تطبيق حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها بصرامة، وتطالب ميتا باتخاذ خطوات فورية للتوقف عن استخدام أي أسرار تجارية أو معلومات أخرى سرية للغاية لدى تويتر".

وأكد مصدر من "رويترز"، اطلع على الرسالة، محتواها الخميس.

وقال المتحدث باسم "ميتا" آندي ستون، في منشور على "ثريدز": "ما من أحد في فريق الهندسة الخاص بثريدز كان موظفاً سابقاً في تويتر".

كما صرّح موظف كبير سابق في "تويتر"، لـ"رويترز"، بأنه ليس على علم بتشغيل أي موظفين سابقين لدى "ثريدز".

في غضون ذلك، قال مالك "تويتر" إيلون ماسك، رداً على تغريدة نقلت الخبر: "لا بأس بالمنافسة، لكن الغش ليس مقبولاً".

تمتلك "ميتا" كلاً من "إنستغرام" و"فيسبوك".

وتشبه واجهة المستخدم الخاصة بـ"ثريدز" منصة التدوينات القصيرة تويتر. لكن "ثريدز" لا تدعم عمليات البحث باستخدام كلمات مفتاحية، ولا إرسال رسائل خاصة مباشرة.

وقال خبراء في قانون الملكية الفكرية إنّ "تويتر" بحاجة إلى تفاصيل أكثر بكثير مما هو موجود في الرسالة لرفع دعوى سرقة أسرار تجارية ضد "ميتا". وشرح أستاذ القانون في جامعة ستانفورد مارك ليملي، لـ"رويترز"، أن "مجرد تعيين موظفين سابقين في تويتر (سرحتهم الشركة بنفسها أو دفعتهم للمغادرة)، وحقيقة أن فيسبوك أنشأ موقعاً مشابهاً إلى حد ما، لن يدعما على الأرجح دعوى خاصة بالأسرار التجارية". 

في غضون ذلك، تواصل "ثريدز" انطلاقتها القوية، مع انضمام 30 مليون مشترك إليها بعد أقل من يوم من طرحها، في حين أرجئ وضعها في الخدمة في أوروبا لأسباب إجرائية. وأطلقت الخدمة الأربعاء عند الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش في مائة بلد، وهي تعمل من دون إعلانات، وتشكل أكبر تحد لـ"تويتر" التي تتخبط في سلسلة من المشاكل.

وكتب زوكربيرغ في منشوره الأول على التطبيق الجديد: "لنبدأ الآن. أهلاً بكم في ثريدز"، وحاز في دقائق معدودة آلاف علامات الإعجاب. وأضاف، الخميس، بعيد الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش: "يا للروعة. إنشاء 30 مليون حساب اعتباراً من هذا الصباح. يبدو أنه بداية لشيء مميز، لكن أمامنا الكثير من العمل لبناء هذا التطبيق".

وقبل ذلك كان قد رد عبر حسابه على عدد من المستخدمين، وأرسل للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات رسالة عبر "تويتر" تظهر شخصية "سبايدرمان".

وباتت "ثريدز" تضم حسابات ناشطة لمشاهير مثل شاكيرا وجنيفر لوبيز وهيو جاكمان، إضافة إلى وسائل إعلام مثل "واشنطن بوست" و"رويترز" و"ذي إيكونوميست"، ومنصات مثل "هوليوود ريبورتر" و"فايس" و"نتفليكس".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وتعد "ثريدز" أكبر تحد لـ"تويتر" وصاحبها إيلون ماسك الذي نجح حتى الآن في صد أي منافس محتمل من التطبيقات والمواقع المشابهة التي ظهرت، مثل "بلو سكاي" و"ماستودون".

وقال المدير التنفيذي لتطبيق إنستغرام آدم موسيري: "آمل أن تكون ثريدز منصة مفتوحة ترحب بالجميع لإجراء مناقشات".

وأوضح مصدر قريب من الشركة، لـ"فرانس برس"، أن مخاوف تنظيمية سترجئ إطلاق التطبيق في دول الاتحاد الأوروبي، حيث تخضع "ميتا" لقانون الأسواق الرقمية الجديد الذي يفرض قواعد مشددة على شركات الإنترنت الكبرى. وتقيّد إحدى هذه القواعد نقل البيانات الشخصية بين المنتجات المختلفة، كما سيكون الحال عليه بين "إنستغرام" و"ثريدز". وسبق ضبط زوكربيرغ من قبل الهيئات الناظمة الأوروبية وهو يقوم بذلك عندما اشترى "واتساب".

وأسف موسيري لإرجاء إطلاق "ثريدز" في أوروبا، موضحاً أن "ميتا" كانت لتؤخر إطلاق الخدمة لأشهر عدة، بانتظار الحصول على موافقة المفوضية الأوروبية.

ومن الواضح أن زوكربيرغ يستغل تخبط "تويتر" لإطلاق هذا المنتج المنافس الذي تأمل "ميتا" أن يصبح قناة التواصل المفضلة للمشاهير والشركات والسياسيين.

وأتى إطلاق الخدمة بعد أربعة أشهر فقط من تسريب معلومات حول هذا المشروع، وبعد أيام قليلة من تخبط جديد لـ"تويتر" أضعف هذه الخدمة أكثر. وأتى هذا القرار بعد إجراءات أخرى لم تلق ترحيباً أيضاً منذ شراء ماسك لـ"تويتر"، ولا سيما تحويل توثيق الحساب إلى خدمة مدفوعة أو صرف غالبية الموظفين في مجال ضبط المحتويات.

وكان ماسك قد أعلن، السبت، فرض سقف لعدد الرسائل التي يمكن الاطلاع عليها يومياً في كل حساب، رسمياً بشكل مؤقت، وهو إجراء لم يلق استحسان المستخدمين والمعلنين والمطورين أيضاً. وأعلنت "تويتر"، الاثنين، أن خدمة "تويت ديك" لن تكون متاحة إلا للحسابات المثبتة والمدفوعة.

وقال جوناثن تابلين، وهو صاحب كتابين حول شركات التكنولوجيا العملاقة، إن "التوقيت جيد جداً لميتا"، مؤكداً أن "ثريدز" تشكل تهديداً وجودياً لـ"تويتر".

لا تخفي "ميتا" نيتها الاعتماد على منتجات أخرى لها ليسجل آخر تطبيقاتها نمواً سريعاً، مؤكدة منذ البداية أن "ثريدز" منبثقة من "إنستغرام". وأشارت أستاذة التسويق في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا بينار يلديريم إلى أن منصة إنستغرام "منتج من ميتا يحقق أكبر نجاح. ولم يكونوا قادرين على ربط هذا المنتج الجديد مع فيسبوك، لأن هذا الاسم لم يعد يدفع إلى الحلم".

فمع أكثر من ملياري مستخدم نشط، توفر "إنستغرام" للخدمة الجديدة منصة انطلاق لم تكن متوافرة لمنافسي "تويتر" الآخرين مثل "بلوسكاي" أو "ماستودون"، مروراً بمواقع مفضلة لدى المحافظين جداً مثل "تروث سوشال" و"بارلر" و"غيتر" و"غاب".

وتسمح "ثريدز" لمستخدمي "إنستغرام" بتأكيد الدخول من خلال كلمات السر التي يستخدمونها، لنشر محتويات على المنصة الجديدة.

وكتب المحلل براين فيسير: "المعادلة بسيطة؛ في حال أقدم مستخدم لإنستغرام له عدد كبير من المتابعين، مثل كيم كارداشيان وجاستن بيبر وليونيل ميسي، على نشر محتويات عبر ثريدز بانتظام، فإن هذه المنصة الجديدة قد تتطور بسرعة، وأظن أن الموازنات الإعلانية ستتبع في فترة قصيرة". وقد يزيد هذا الاحتمال من الضغط على "تويتر" التي تراجعت إيراداتها من الإعلانات منذ اشتراها ماسك.

(رويترز، فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
تتواصل الفعاليات الرافضة للحرب على غزة (طاسوس كاتابوديس/ Getty)

منوعات

كشف موقع "ذي إنترسبت" عن قيام أعضاء مجموعة "أيرون تروث" الإسرائيلية باستغلال علاقاتهم بموظفين في شركات التواصل الاجتماعي لحذف منشورات مؤيدة للفلسطينيين.
الصورة

منوعات

أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، اليوم السبت، أنه سيوفر شبكة الإنترنت ستارلينك لـ"دعم الاتصال بمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً في غزة"، وذلك بعدما قطع الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة، الإنترنت والاتصالات.
الصورة

منوعات

ألغيت حفلات كان مقرراً أن يحييها عازف البيانو التركي فاضل ساي في سويسرا الأسبوع المقبل، بسبب تعليقات ندد فيها بإسرائيل على خلفية الحرب على قطاع غزة، وفق ما أعلن الفنان ومجموعة ميغروس السويسرية المنظمة للحدث.
الصورة

سياسة

أقحم الملياردير إيلون ماسك نفسه في السياسة الألمانية، يوم الجمعة، حيث شارك منشوراً على حسابه الآخر على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به.

المساهمون