برامج المنوعات: الفنان يحاور نفسه

برامج المنوعات: الفنان يحاور نفسه

26 مايو 2021
قدم نيشان برنامج "أنا والعسل" عام 2012 (وائل لادقي)
+ الخط -

شغلت برامج المنوعات، أو الحوارات الفنية، الجمهور العربي على مدى ثلاثة عقود، واستطاعت أن تُسهم في صناعة مجموعة لا بأس بها من المحاورين، منهم نيشان، وجومانة بوعيد، ووفاء الكيلاني، وعمرو أديب.

منتصف التسعينيات، بدأت موجة البرامج الحوارية الفنية تتقدم بوثبة جديدة، بعد انتشار الفضائيات العربية، وعززت محطة "إيه آر تي"، التي كانت تبث من إيطاليا، كأول فضائية منوعات عربية، هذا النمط من البرامج، مع اللبنانية جومانة بوعيد، التي قدمت "استديو المشاهدين" لسنوات، وكان نقلة نوعية في عالم الحوارات الفنية لمغنّي التسعينيات، ومنهم كاظم الساهر، وعبد الله الرويشد، ونجوى كرم، وعاصي الحلاني، ونوال الزغبي، وأحلام، وغيرهم.

شكل هذا البرنامج نقطة تحوّل بارزة، حتى أواخر التسعينيات، أي عندما تسلم اللبناني نيشان ديرهارتيونيان الدفة بعد جومانة بوعيد، وبدأ بتقديم برنامج "مايسترو" لثلاثة مواسم، ليتجه بعدها إلى السوق العربي مع مجموعة من البرامج الحوارية، التي طُبعت في الذاكرة لسنوات، ومنها "العراب" و"أبشر" و"أنا والعسل".

فيما بعد، حقق الإعلامي اللبناني طوني خليفة تقدماً في بعض البرامج التي اختارها بدعم من المخرج اللبناني الراحل سيمون أسمر، مثل "لمن يجرؤ فقط"، كمحاولة لحوار تلفزيوني مثير لا يقف عند حدود، وانقلاب على سلم الأسئلة التي تصل إلى الأمور الشخصية والخاصة بالفنانين، وما ينتج عنها من جدل في الوسط الصحافي لأيام.

في القاهرة، شهدت تلك الفترة بروز الإعلامية هالة سرحان، التي بدأت تقديم برنامج في قناة "دريم" المصرية، وخطفتها بعد ذلك شاشات روتانا بطلب مباشر من الأمير الوليد بن طلال، وكذلك لمع زوج سرحان السابق، عماد الدين أديب، في مقابلات خاصة مع بعض الفنانين، ليتسلم شقيقه عمرو الدين أديب الدفة بعدها لسنوات، على شاشة "أوربت" ضمن برنامج "القاهرة اليوم".

كل هذا التحوّل، بدأ يخف في السنوات السابقة، لكن ذلك لم يثن محطة MBC السعودية عن إنتاج أو شراء برامج تحمل الطابع نفسه كمحتوى تعتبره الشاشة السعودية ضرورياً لمشاهديها. فبعد احتكار MBC لبرامج المواهب الفنية والموسيقية، واستقطاب "نجوم" الصف الأول في لائحة لجان التحكيم، استطاعت من خلال الأجور المرتفعة التي تدفعها للفنانين في برامج المواهب، والحوارات الفنية، أن "تحجزهم" لصالحها، فتصدر نيشان ووفاء الكيلاني المشهد عبر برامج حوارية فنية استمرت لسنوات، لم تلغِ التشابه في المضمون أثناء العرض.

وكذلك استعانت MBC بالمغنية أروى للغرض نفسه، وتزامن ذلك مع ظاهرة أو فكرة دخول الفنانين إلى معترك تقديم البرامج الفنية، إذ حلّت أصالة نصري في الصدارة عندما قدمت برنامج "صولا" لثلاثة مواسم متتالية، وحققت أعلى نسبة متابعة، ثم لحقت بها لطيفة التونسية، وبعدها شيرين عبد الوهاب.

اليوم تحاول محطة MBC، وبعض المحطات العربية، إضافة ما هو جديد على هذا النوع من البرامج، لكنها تقع في فخ التقليد وإعادة إحياء ما فات بقالب أو ديكور جديد، حتى عرض مؤخراً برنامج بعنوان "أغاني من عمري"، لفنان يحاور نفسه، شارحًا مناسبات اختيار أغنايته "الضاربة"، على أن يغنيها ضمن الحلقة نفسها.

دلالات

المساهمون