منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي يوصي بالتربية الإعلامية

22 مايو 2024
من منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، 22 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اختتم منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي في عمّان، بمشاركة أكثر من 35 متحدثًا عالميًا وقيادات إعلامية، مركزًا على تكريس البنية الرقمية والحفاظ على اللغة العربية وتحديث الخطط الدراسية لتعزيز المهارات الرقمية.
- وزير الاتصال الحكومي الأردني شدد على أهمية تبادل الخبرات لمواجهة التحديات الرقمية، مع التأكيد على الممارسة المهنية والمصداقية في تغطية الأزمات، جاذبًا أصحاب المصلحة وطلاب الجامعات.
- المنتدى ناقش دور الإعلام في صناعة القرار والتحديات الثقافية في العصر الرقمي، مع التركيز على التواصل التفاعلي، الرقمنة، وأهمية التربية الإعلامية والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا على التحول الرقمي للصحافة وأهمية المحتوى الهادف.

اختُتمت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، فعاليات منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي بمشاركة أكثر من 35 متحدثاً محلياً وعربياً وعالمياً، وحضور قيادات إعلامية من دول أجنبية وعربية ومحلية. وأوصى المشاركون في المنتدى الذي استمر يومين بتكريس البنية الرقمية واستخدام الرقمنة المتخصصة والمتطورة في جميع وسائل الإعلام، والحفاظ على أهمية اللغة العربية في ظل انتشار العامية بمنصات التواصل الاجتماعي. كما دعوا إلى ضرورة مراجعة الخطط الدراسية في كليات الإعلام، بما يعزز المهارات الرقمية والتقنية لدى الدارسين فيها، ودعم تفعيل برامج واضحة نحو التربية والدراية الإعلامية في الدول العربية.

وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، خلال افتتاح منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، إن تنظيم وزارة الاتصال الحكومي المنتدى يأتي بهدف تبادل الخبرات والآراء بين المشاركين. وأوضح في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هامش المنتدى، أن الأخير يعاين حالة الإعلام من خلال خبراء ومختصين بالإعلام والفضاء الرقمي والتطور التكنولوجي وصناعة القرار، بهدف التعامل مع صحافة المواطن والتكنولوجيا الرقمية، ودور وسائل الإعلام في التغير وضمان وصول المعلومات  إلى المواطنين، وتدفقها بشكل سليم من الجهات الرسمية.

وأضاف أن منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي ليس علمياً بالدرجة الأساسية، إنما هو منتدى يجمع أصحاب المصلحة والعاملين في حقل الإعلام وطلاب الجامعات، ليستفيدوا من الخبرات وتبادل الرؤى والمعلومات. وأكد أن ممارسة المهنية وضمان المصداقية هما أهم ما يمكن أن تحافظ عليه الصحف ووسائل الإعلام، خصوصاً في تغطية الأزمات وفي ظل تعدّد المرجعيات. وأضاف أن فترة الربيع العربي أنتجت وسائل إعلام مهنية، كما شهدت ذات الفترة ظهور منصات إعلامية ساهمت بشكل سلبي، مشيراً إلى التجربة الناجحة لموقع وصحيفة "العربي الجديد" وتجارب مماثلة.

وتابع مبيضين أن الأهم في العمل الإعلامي هو الحفاظ على المصداقية والوصول إلى المعلومات، لافتاً إلى الصعوبات التي يتعرّض لها الصحافيون في مناطق الأزمات، ومنها الأوضاع في قطاع غزة. وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام غيّرت من أساليبها التحريرية خلال تغطية العدوان على غزة، فيما بعض وسائل الإعلام الغربية وقعت في سقطات أخلاقية وشوّهت الحقيقة.

بدوره، قال عضو نقابة الصحافيين الأردنيين خالد القضاة، لـ"العربي الجديد"، إن تجربة عقد منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي تجربة مهمة للأردن، من خلال دعوة صحافيين وخبراء عرب للحديث عن التحوّلات الرقمية، و"من المهم أن تكون التجربة مستدامة، وأن يتم البناء عليها بشكل سنوي عاماً بعد عام، وأن تكون هناك قضية محددة يناقشها المؤتمر، وأن تكون المحاور والجلسات مترابطة". 

أبرز فعاليات منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي

توزّعت أعمال المنتدى على ثماني جلسات، وكانت الجلسة الأولى في اليوم الأول  بعنوان "الإعلام وصناعة القرار في العالم"، تحدّث خلالها وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق في الأردن، محمد المومني، ووزيرة الإعلام اللبنانية السابقة، منال عبد الصمد، والرئيس التنفيذي للاتصال والعلاقات الحُكومية في شبكة أبوظبي للإعلام، عبد الرحيم النعيمي، موضحين أنه كلما كان الإعلام الرسمي قوياً، بشكل موضوعي وشفاف، استفادت الحكومات والوطن والمواطن إيجاباً، وبالتالي جرى "تفويت" الفرصة على مروجي الأخبار الكاذبة والشائعات.

وخلال الجلسة الثانية، التي كانت بعنوان "الزمن الرقمي من منظور ثقافي وإعلامي"، تحدّث الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، علي بن تميم، ومسؤول البرنامج الثقافي في مركز الخليج للأبحاث، زيد الفضيل، والإعلامي جواد العمري، ورئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية عماد الدين حسين، عن أهمية مواكبة المعلومات في الفضاء الرقمي متطلبات وشروط العلم وليس متطلبات الجمهور، مشيرين إلى أن المحتوى هو من يلعب الدور في الزمن الرقمي، أما الانتشار فتحدّده قوة المحتوى ونوع الوسيلة التي يتم تطويعها لذلك.

وأشار المشاركون في الجلسة الثالثة، وعنوانها "من التواصل الاجتماعي إلى التواصل التفاعلي"، وهم أستاذة الإعلام في جامعة اليرموك ناهدة مخادمة، وكبير مراسلي "رويترز" في الأردن وسورية سليمان الخالدي، ومؤسس منصة بانجانيس محمد العرب، ومقدمة برنامج تفاعلكم على قناة العربية، سارة الدندراوي، إلى أن العالم الآن في عصر صناعة المحتوى، مشددين على أهمية الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي، لأنّه في حال عدم مواكبة هذه التطورات، فإن العرب سيأخذون فتات تكنولوجيا الدول الأخرى.

وكانت الجلسة الرابعة بعنوان "الإعلام وتحديات الرقمنة"، ودعا خلالها كلٌّ من رئيس منظمة جسور إنترناشونال محمد الحمادي، ومؤسِّس ومدير شركة موضوع رامي القواسمي، الدول العربية إلى الإسراع في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن الشباب في الوطن العربي يمتلكون المهارات في استخدام التكنولوجيا، وهم قادرون على تخطي التحديات.

وخلال الجلسة الأولى في اليوم الثاني والتي كانت بعنوان "الإعلام في زمن الأزمات"، تحدّث رئيس تحرير صحيفة وموقع "العربي الجديد" معن البياري،  والمدير العام لقناة المشهد طوني خليفة، والمديرة العامة لقناة المملكة الفضائية دانة الصياغ، والمدير العام لقناة تي آر تي التركية إبراهيم كيليتش، وأكدوا أهمية حماية المادة الإخبارية من الرتابة، والتركيز في الحرب على غزة على الجانب الإنساني والاجتماعي، والأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على سلامة المراسلين.

أما في الجلسة الثانية، التي كانت بعنوان "التربية الإعلامية والمعلوماتية في الفضاء الرقمي.. تجارب وممارسات"، فأكد كل من مدير الأخبار في قناة رؤيا الفضائية سعد حتر، والمستشارة والخبيرة في التربية الإعلامية والمعلوماتية بيان التل، وأستاذة الإعلام في الجامعة البريطانية بمصر الدكتورة نجلاء العمري، وأستاذة التربية الإعلامية في جامعة آل البيت الدكتورة ريم الزعبي، أن المصارحة أهم سلاح لمواجهة خطاب الكراهية، ومحاولات التشويه، و"الفبركة"، مشيرين إلى أن أحد أهداف التربية الإعلامية الرئيسة يكمن في رفع سقف الحريات.

وفي الجلسة الثالثة، التي كانت بعنوان "الصحافة الورقية والتحول الرقمي"، تحدث كل من رئيس تحرير جريدة القدس الفلسطينية إبراهيم ملحم، والرئيس التنفيذي لمركز الأخبار في شبكة أبوظبي للإعلام أحمد الكعبي، ورئيس تحرير الرأي الأردنية خالد الشقران، ورئيس تحرير الدستور الأردنية مصطفى الريالات، حول التحديات التي تواجه الصحافة الورقية وأهمية تسخير التكنولوجيا وممارستها للحفاظ على هذه المؤسسات الصحافية.

وخلال الجلسة الأخيرة، التي كانت بعنوان "الإعلام والرقمنة المتخصصة"، وشارك فيها الإعلامي ومؤسس برنامج الصندوق الأسود عمار تقي، ومقدمة البودكاست على قناة المشهد ميس محمد، ومديرة العمليات في صدى بودكاست نور البدارين، فقد تحدّثوا عن  البودكاست وبيّنوا أنه يمتاز بتنوّع كبير من حيث المحتوى الهادف والمواضيع التي تلامس حياة المواطنين.

المساهمون