المركز العربي في واشنطن: شيء من تواطؤ الإعلام الغربي

المركز العربي في واشنطن: شيء من تواطؤ الإعلام الغربي

16 يناير 2024
في رفح (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)
+ الخط -

دعا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن، الإعلام الغربي إلى تحمّل مسؤولياته والعودة إلى المعايير الصحافية في تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة. وجاء، في مقال نشره موقع المركز العربي، أن وسائل الإعلام الغربية أظهرت عدم احترام الأخلاقيات والمعايير الصحافية تجاه الفلسطينيين، وجرّدتهم من إنسانيتهم كخطوة أولى نحو الإبادة الجماعية. ولمعالجة القضايا المهمة المطروحة في الشرق الأوسط، طلب المركز العربي في واشنطن، من منتسبيه تقديم وجهات نظر منطقية حول ما يتوقعونه في عام 2024، بينهم نائبة المدير التنفيذي للمركز، تمارا خروب، التي دعت الإعلام الغربي إلى تحمّل مسؤوليته والقيام بمهامه الصحافية في 2024.

مقال المركز العربي يعدّد مكامن الخلل

تقول خروب إن التحيز ضد الفلسطينيين في وسائل الإعلام الغربية جرى توثيقه بشكل جيد منذ عقود. وتوضح أن التغطية المنحرفة للقضية الفلسطينية لصالح الرواية الإسرائيلية، تتجلى من خلال الاستخدام غير المتناسب للمصادر الإسرائيلية مقارنة بالمصادر الفلسطينية، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، والمعايير المزدوجة في التغطية، وإخراج الأحداث من سياقها، واستخدام سياقات سردية نادراً مع تأتي على ذكر عقود من الاحتلال والقمع الإسرائيلي.
وتستخدم التغطية الغربية أيضاً في كثير من الأحيان لغة تبرّئ إسرائيل من ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، باللجوء على سبيل المثال إلى عبارات من نوع "مات فلسطينيون" أو "أزمة إنسانية" من دون تحديد المسؤول، واستخدام مصطلحات عاطفية مثل "مروعة" فقط عند تغطية حوادث مقتل إسرائيليين.

الإعلام الغربي يفشل في اختبار المهنية

كشفت الأشهر الثلاثة الماضية من الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل أكبر، عن سوء استخدام وسائل الإعلام الغربية للأخلاقيات والمعايير الصحافية، وتجاهل حياة ومعاناة الفلسطينيين. وتؤكد الدراسات الحديثة التي تناولت الأخبار الأميركية والتغطية الإخبارية المكتوبة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول هذا التحيز. وتعلّق خروب: "في هذه اللحظة المحورية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تُعد المعلومات بمثابة قوة وأهمية بالغة لصنّاع القرار وعامة الناس على حد سواء. تلعب وسائل الإعلام دوراً حاسماً في تشكيل التصورات والتأثير على الرأي العام، وبالتالي في حشد الدعم لسياسات وإجراءات معينة، وحتى في صنع الروايات والتحريض على الكراهية والعنف. ولهذا السبب بالتحديد يُشار إلى وسائل الإعلام تقليدياً على أنها 'السلطة الرابعة' وتمتلك معايير صحافية وقواعد أخلاقية يُتوقع منها اتباعها". وحذّر المقال من أن "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم هو الخطوة الأولى نحو الإبادة الجماعية".

وتكرّر تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل صارخ في وسائل الإعلام الغربية، مع عرض نقاط الحديث الإسرائيلية على أنها حقائق، وهو ما أكدّت خروب على أنه "أمر مثير للقلق". ولفتت إلى أن "تكرار نقاط الحديث التي تتحدث عنها قوة احتلال معروفة بانتهاك القانون الدولي ومواصلة نشر معلومات كاذبة، من دون مساءلة أو تدقيق، يفشل في الاختبار الأساسي للمعايير الصحافية". وذكّرت بأنه "في الأشهر الثلاثة الماضية، فشل معظم الصحافيين الغربيين إلى حد كبير في التحقيق في روايات الحكومة الإسرائيلية ودعايتها أو التحقق منها أو التصدي لها. "اليوم، مع استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، تواصل وسائل الإعلام الرئيسية وشركات التواصل الاجتماعي اعتماد معايير مزدوجة في ما يتعلق بحياة الفلسطينيين ورواياتهم وأصواتهم، حتى أن بعض الصحافيين يذهبون إلى حد العمل كمدافعين عن جرائم إسرائيلية موثقة" يؤكد المقال. 

وتختم خروب: "يتبقى لنا أن نرى ما إذا كانت هذه الحرب الأخيرة على غزة (وقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني حتى الآن، وأغلبهم من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء)، سوف توقظ وسائل الإعلام الرئيسية وشركات التكنولوجيا في عام 2024". 

المساهمون