المخرج سعيد روستايي يتحدّث عن الخطوط الحمراء في السينما الإيرانية

المخرج سعيد روستايي يتحدّث عن الخطوط الحمراء في السينما الإيرانية

27 مايو 2022
أخرج روستايي فيلمه الأول قبل التحاقه بكلية السينما (لويك فنانس/ فرانس برس)
+ الخط -

أكّد المخرج الإيراني سعيد روستايي، الذي يشارك للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي بفيلمه "برادران ليلا"، (إخوة ليلى) لوكالة فرانس برس، أنّ في إيران "خطوطاً حمراء" لا يمكن تجاوزها إن أراد المخرجون صنع أفلام.

وبعد نجاح فيلمه "متر شش و نم" (المتر بستة ونصف) في العام 2021، الذي يتناول تجارة المخدرات ومكافحة السلطات الإيرانيّة لها، عاد سعيد روستايي (32 عاماً) إلى الساحة السينمائيّة بفيلم يروي قصة عائلة توشك أن تتفكّك.

وشرح المخرج، الذي يعتبر من أبرز وجوه الجيل السينمائي الجديد في إيران، مدى صعوبة صنع أفلام في بلده حيث تشكّل الرقابة قاعدة، وينبغي على المخرجين تالياً أن يتعلّموا كيفيّة التعامل معها إذا أرادوا مواصلة مسيرتهم المهنية.

وقال روستايي إنّ "ثمة خطوطاً حمراء كثيرة في إيران".

وفي منتصف مايو/ أيّار، استنكرت مجموعة من المخرجين والممثلين الإيرانيين، بينهم المخرجان جعفر بناهي ومحمد رسولوف، اعتقال عددٍ من زملائهم في الأيّام الأخيرة في إيران.

وردّاً على سؤال حول هذه التوقيفات، أوضح روستايي أنّه لا يعرف تفاصيل القضية، لكنّه ليس مُفاجأً ممّا حصل، وقال: "يمكن إيقاف أي مخرج بسهولة في حال لم يلتزم هذه الخطوط الحمر".

وأضاف: "لكي يتمكّن المخرج من تصوير عمل في إيران، يجب أن يحصل على إذن عبر سلسلة إجراءات خاصة. وعند حيازته هذه الموافقة، يستطيع أن يباشر بالتصوير، لكن عليه الاستحصال على إذن ثان يتيح له توزيع فيلمه في دور السينما".

تُمارس الرقابة في إيران إذاً على مستويين، إذ "تتحقّق" الحكومة من السيناريو بدايةً، ثمّ "تدقّق" في محتوى الفيلم الذي يجب أن يكون متطابقاً مع شروطها، وفي حال لم يكن كذلك، تطلب الحكومة من المخرج أن يُجري "تغييرات" على عمله.

في حال رفض المخرج إخضاع فيلمه لتغييرات، لا يُعرض العمل في إيران.

وقال روستايي إنّ "الحصول على الموافقة الأولى" لتصوير فيلمه السابق استغرق قرابة العام.

ولا يزال المخرج غير متأكّد من أنّه سيتمكّن من عرض فيلمه الجديد في إيران. ورغم حصوله على الموافقة الأولى من جانب حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، إلّا أنّ لا شيء يؤكد أنّه سينال الإذن الثاني لعرض الفيلم في دور السينما، في ظل حكم إبراهيم رئيسي ذي التوجه المحافظ.

وفي ظل الرقابة السائدة، "يرفض مخرجون كثر خيار حيازة الإذن الذي يتيح لهم عرض أعمالهم ويصنعون ما يطلقون عليه تسمية أفلام سرية، يرسلونها إلى خارج إيران"، بحسب روستايي.

ونفى المخرج جازماً أن تكون راودته فكرة الرحيل من بلده، وقال: "هذا هو المكان الذي فيه جذورنا. إيران بلدنا".

كان روستايي قد أخرج أفلامه القصيرة الأولى وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل الالتحاق بكلية السينما. ولاحقاً حصد شهرة كبيرة بعد عرض فيلمه الثاني "متر شش و نم"، وهو عمل لاقى استحسان الجمهور والنقاد.

قال روستايي: "العنصر الأهم لي في الفيلم هو رواية القصة، ثم يليها المحتوى. وإن أتى العمل منطوياً على معان إنسانية وأبرز الطبقة الاجتماعية (الشعبية) التي أتحدر منها، فهذه نقطة إيجابية إضافية".

وتابع: "هدفي الأول وشغفي الأبرز هما إخراج أفلام".

عند سؤاله عن الأعمال التي ألهمته، لم يتبادر إلى ذهنه سوى فيلم "لو ترو" (1960) للمخرج الفرنسي جاك بيكر، والذي يحكي قصّة سجناء يتحضرون للهروب. وامتنع روستايي، الذي لم يكن يشعر براحة كبيرة لإجراء المقابلة، عن توضيح سبب اختياره هذا الفيلم.

(فرانس برس)

المساهمون