القضاء الإيراني يبدأ إجراءات محاكمة صحافيتين غطتا قضية مهسا أميني

26 ابريل 2023
أوقفت حامدي ومحمدي بعد وقتٍ قصير على اندلاع الاحتجاجات (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

في خطوة لبدء محاكمتهما وسط انتقادات واعتراضات، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، مسعود ستايشي، اليوم الأربعاء، أنّ لائحة الاتهام بحق الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي باتت جاهزة وأرسلت إلى المحكمة.

وجاء هذا الإجراء بعد قرابة 8 أشهر من اعتقالهما، في الأيام الأولى من الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب.

وأضاف المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أنّ الصحافيتين ومحاميهما أبلغوا أيضا بلائحة الاتهام التي قال إنها تتضمن اتهامات بالتعاون مع الإدارة الأميركية والتواطؤ ضد الأمن القومي والنشاط الدعائي ضد نظام الحكم.

وقال ستايشي إنّ لائحة الاتهام أرسلت إلى محكمة الثورة فرع 15 لبدء إجراءات المحاكمة.

علماً بأنّ هذا الفرع لمحكمة الثورة الإيرانية، يرأسه القاضي أبو القاسم صلواتي الذي سبق أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات عليه بتهمة "انتهاكات حقوق الإنسان".

واليوم الأربعاء، دعا الصحافي الإصلاحي البارز عباس عبدي، الجهاز القضائي الإيراني إلى تشكيل جلسات محاكمة الصحافيين بشكل علني "لمعرفة مدى مصداقية ووجاهة الاتهامات الموجهة ضدهم".

مع العلم بأنّ الصحافية نيلوفر حامدي كانت تعمل قبل اعتقالها في صحيفة شرق الإصلاحية، وهي كانت أوّل من نشر صورة لمهسا أميني في المستشفى قبل وفاتها، بعد انتقالها إليها من مقر شرطة الآداب في طهران.

أما الصحافية إلهه محمدي فكانت تعمل قبل اعتقالها في صحيفة هم ميهن الإصلاحية، حيث سافرت إلى مدينة سقز لتغطية تشييع جثمان مهسا أميني.

وساهمت تقارير حامدي والصور التي نشرتها، فضلاً عن تقارير محمدي ومقابلتها مع عائلة مهسا أميني في تسليط الضوء على الحادث.

وانتقد الصحافي الإيراني أحمد زيد أبادي في مقابلة مع "العربي الجديد" اعتقال ومحاكمة الصحافيتين الإيرانيتين، قائلاً إنّه كما ورد على لسان المتحدث باسم السلطة القضائية فإن الصحافيتين تواجهان تهمة "العلاقة مع دولة خصمة هي الولايات المتحدة".

وقال زيد أبادي، الذي يعمل كمستشار وكاتب في صحيفة هم ميهن، إن إيران والولايات المتحدة الأميركية ليستا في حالة حرب لتنطبق على علاقاتهما صفة "التخاصم"، مؤكدا أن هذه التهمة "مرفوضة" لدى الوسط الصحافي الإيراني و"معظم الصحافيين يعرفونهما عن قرب وهم مطلعون على نشاطهما المهني وعلاقاتهما".

وأضاف الكاتب الإيراني أن استمرار اعتقال الصحافيتين "قد أحدث خللاً في النشاط الطبيعي والعادي في صحيفتي هم ميهن وشرق"، مشيراً إلى أن ذلك "عرض زملاءنا لضغوط نفسية غير مسبوقة".

وأشار زيد أبادي إلى تصريحات رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلامحسين محسني إيجئي، بشأن ضرورة إحداث "تحولات إيجابية" في الجهاز القضائي، داعياً إياه إلى متابعة قضية الصحافيتين بنفسه عن قرب والعمل على الإفراج عنهما.

وبعد اندلاع الاحتجاجات بأيام اعتقلت السلطات الإيرانية الصحافيتين إلى جانب مراسلين ومصورين وصحافيين آخرين.

وخلال الشهور الأخيرة، ظلّت صحيفتا شرق وهم ميهن الإصلاحيتان، تنفيان الاتهامات الموجهة إلى الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي، مؤكدتين أنّهما مارستا نشاطهما الصحافي الطبيعي وقامتا بتغطية حادث مهسا أميني بإيعاز من إدارة التحرير.

يشار إلى أنّ جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني هو الذي اعتقل الصحافيتين، إذ إنّه اتهمهما في بيان خلال أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي بأنّهما "مرتبطتان بعلاقة مع جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية (سي أي إيه"، وبنشر صور وتقارير "موجهة" عن حادث مهسا أميني.

المساهمون