إيران: توقيف صحافيين وحجب منصات اجتماعية والحكومة تنفي قطع الإنترنت

إيران: توقيف صحافيين وحجب منصات اجتماعية والحكومة تنفي قطع الإنترنت

23 سبتمبر 2022
تلعب النساء دوراً أساسياً في الاحتجاجات (Getty)
+ الخط -

أفادت تقارير صحافية محلية ودولية باعتقال السلطات في إيران عدداً من الصحافيين في الأيام الأخيرة، على خلفية المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ السبت الماضي، احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني في المستشفى يوم الجمعة الماضي، بعد أيام من إيقافها في مقر لشرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بمواصفات الحجاب.

وقالت صحيفة هم ميهن الإصلاحية، اليوم الجمعة، إنّ السلطات اعتقلت الصحافية إلهه محمدي، التي زارت مدينة سقز يوم تشييع جثمان مهسا أميني، السبت الماضي، وأجرت مقابلات مع أسرتها، مشيرةً إلى أنّ عناصر الأمن فتّشوا بيتها يوم أمس الخميس، وصادروا مقتنياتها الإلكترونية وأوراقها.

كما ذكرت صحيفة شرق الإصلاحية أنّ الصحافية العاملة في قسم المجتمع بالصحيفة نيلوفر حامدي اعتقلت صباح أمس الخميس من بيتها في طهران. وساهمت حامدي عبر تقاريرها عن الحالة الصحية للشابة مهسا أميني في مستشفى كسرى بالعاصمة طهران في تسليط الضوء على القضية.

ونقلت "شرق" عن محامي حامدي، محمد علي كامفيروزي، قوله إنّه سيتابع الموضوع، كما أكدت الصحيفة نفسها أنّها تتابع القضية مع السلطات.

أيضاً، أشارت الصحيفة الإيرانية إلى اعتقال الصحافيين علي رضا خوشبخت وروح الله نخعي، أمس الخميس، فضلاً عن اعتقال الناشط السياسي والصحافي محمد رضا جلايي بور.

كما اعتقلت المصوّرة یلدا معيري، الإثنين الماضي، خلال احتجاجات وسط طهران في شارع "حجاب".

واليوم الجمعة، راجت أنباء غير رسمية على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع إيرانية عن اعتقال الصحافية الاقتصادية فاطمة رجبي.

ولم يصدر تعليق حتّى الآن عن السلطات الإيرانية على اعتقال هؤلاء الإعلاميين، لكنّ وسائل إعلام محافظة عزت هذه الاعتقالات إلى نشر ما تعتبره "أنباء كاذبة والتشويش على الرأي العام وتحريض المواطنين العاديين للمشاركة في أعمال الشغب والتواصل مع وسائل الإعلام المعادية".

وقالت وكالة فارس الإيرانية، نقلاً عمّا وصفتها بـ"مصادر مطلعة"، إنّ اعتقال الصحافي والناشط السياسي محمد رضا جلايي بور، أمس الخميس، جاء على خلفية حكم صادر ضدّه في السابق بتهمة "التواطؤ ضدّ الأمن القومي والنشاط الإعلامي ضد النظام"، مشيرةً إلى أنّه يقضي حالياً فترة الحكم بالسجن.

وكان الاتحاد الدولي للصحافيين قد نشر أمس الخميس تقريراً أشار فيه إلى اعتقال 6 صحافيين إيرانيين، خلال الأيام الأخيرة، مندّداً بهذه الاعتقالات، ومطالباً السلطات الإيرانية بـ"الإفراج الفوري عنهم" لاستعادة التدفق الحر للمعلومات.

وأشار الاتحاد إلى اعتقال الصحافية في "شرق" نيلوفر حامدي، والمصورة يلدا معيري، والصحافيين الكرديين مسعود كوردبور وشقيقه خسرو والصحافية مرضية رسولي.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أنتوني بيلانجر، في التقرير الذي نشره الاتحاد على موقعه: "نحثّ السلطات الإيرانية على عدم استخدام تغطية الاحتجاجات الوطنية كذريعة لإسكات الصحافة. لكلّ مواطن في إيران الحق في معرفة ما يجري"، داعياً طهران إلى "إطلاق سراح زملائنا على الفور".

وفي السياق، يستمرّ الحجب الذي فرضه مجلس أمن الدولة على "إنستغرام" و"واتساب" مطبقاً.

وانضمت المنصتان إلى شبكات تواصل اجتماعية حظرت خلال السنوات الماضية مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"تيليغرام". مع ذلك، يستخدم الإيرانيون برامج فك التشفير للوصول إلى هذه الشبكات، لكنّ كثيراً من هذه البرامج معطّلٌ في الأيام الأخيرة.

إلى ذلك، راجت اليوم أنباء غير رسمية نقلاً عن وزير الاتصالات عيسى زارع حول قطع شامل للإنترنت في إيران اعتبارا من الساعة 16:30 اليوم الجمعة حتّى منتصف الليل.

لكن وكالة فارس المحافظة نقلت عن مسؤول بالوزارة نفيه صحّة هذه الأنباء، وأكّدت أنّ الوزير لم يدل بأيّ تصريح بشأن الإنترنت خلال اليومين الأخيرين.

ويشتكي إيرانيون خارج البلاد من عدم قدرتهم على استعمال "واتساب" بأرقامهم الإيرانية، وهو ما أثار شائعات حول تعاون إدارة التطببيق، التابع لشركة ميتا، مع الحكومة. دفع ذلك الشركة إلى نفي الأمر عبر تغريدة بالفارسية على "تويتر" قالت فيها: "هدفنا هو توفير إمكانية التواصل السري في أنحاء العالم".

وأضافت: "الجميع يحق لهم الوصول إلى طرق التواصل الخاص والسري. نحن لم نغلق الأرقام الإيرانية"، مشيرةً في تغريدة أخرى إلى أنّها تسعى لتوفير إمكانية التواصل بين الإيرانيين.

المساهمون