الصحافيات الأستراليات ممنوعات من المطالبة بوقف إطلاق النار

الصحافيات الأستراليات ممنوعات من المطالبة بوقف إطلاق النار

25 ديسمبر 2023
تظاهرة في أستراليا تطالب بوقف العدوان على غزة (Getty)
+ الخط -

يستهدف الإعلام في أستراليا الصحافيات اللواتي عبّرن عن دعم لفلسطين، أو تحدّثن بأي شكل من الأشكال ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وشاركت نساء بارزات في صناعة الإعلام في أستراليا موقع ويمينز أجندا تجاربهن الشخصية حول استهدافهن.

وزعمت صحيفة هيرالد صن، وهي جزء من إمبراطورية نيوز كورب المملوكة لروبرت مردوخ، أن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمون حسابات "مخصصة لكل شيء من الماكياج إلى الأبوة والأمومة" لنشر رسائل مناهضة لإسرائيل ومؤيدة لفلسطين.

وقالت المذيعة وكاتبة العمود والمؤلفة أنطوانيت لطوف إنها تسعى للحصول على المشورة من محامي تشهير بعد مقال صحيفة هيرالد صن، الذي أشار إلى أنها "حمقاء مفيدة للجهاديين".

وادعت صحيفة ذي أستراليان أن مذيعة "إيه بي سي" باتريشا كارفيلاس "تبدو داعمة لموقف الحكومة الألبانية بشأن وقف إطلاق النار"، بعد المشاركة في مناقشة حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار مع سامانثا مايدن من موقع نيوز المحلي. وردّت كارفيلاس عبر قصص "إنستغرام": "ضربة لمردوخ أخرى ضدي اليوم. أصبح الأمر الآن شائعاً جداً لدرجة أنني أستطيع ضبط المنبه عليه. هناك كثير من القصص المهمة في هذا البلد، لكن هذا ليس نموذج أعمالهم". وقالت كارفيلاس إنها شهدت أصدقاء وزملاء عدة لها في الصناعة يتعرضون لاستهداف مماثل تقوده وسائل الإعلام الرئيسية.

وعلى الرغم من أنها اعتقدت ذات يوم أن تجاهل الادعاءات الكاذبة هو الاستراتيجية الأكثر فعالية، إلا أنها تعتقد الآن أن "الكشف عنها هو الخيار الوحيد". وقالت إن "النساء اللاتي لا يلتزمن بالقواعد سيستمررن في التعرّض للاستهداف، لكنني شخصياً لن أسمح بترهيبي من قبل الأشخاص الذين لديهم مثل هذه الأجندة الواضحة".

من جهتها، أوضحت لطوف لـ"ويمينز أجندا" أن الهجمات التي تستهدف الصحافيين من وسائل الإعلام الرئيسية تبدو وكأنها "محاولة منسقة للتنمر على التفكير النقدي والتحقق من الحقائق في مهنة الصحافة". وأضافت لطوف: "إنها أسوأ أزمة إنسانية وعنف ضد الأطفال في العصر الحديث، ومع ذلك، فإن قطاعات من وسائل الإعلام لدينا تفضل استثمار الوقت والطاقة في استهداف الصحافيات والمعلقات اللاتي يتجرأن على الانحراف عن قراءة الجيش الإسرائيلي"، بدلاً من مساءلة المسؤولين عن المذبحة المستمرة للأطفال في غزة.

الأسبوع الماضي، حقّقت لطوف وكام ويلسون، من موقع كريكي الأسترالي، في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع لمسيرة مؤيدة لفلسطين خارج دار الأوبرا في سيدني بعد يومين من طوفان الأقصى. يظهر الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي المتظاهرين وهم يهتفون "الغاز لليهود".

وجد التحقيق أن الشرطة ومدققي الحقائق لم يتحققوا بعد مما إذا كانت الهتافات قد قيلت بالفعل أم أنه مقطع مفبرك. وفي مقالتها، إضافةً إلى منشور على حسابها الخاص على "إنستغرام"، أشارت لطوف إلى أن مجموعة صغيرة من المراهقين الذين بدأوا يرددون "اللعنة على اليهود" أُخرجوا من الاحتجاج. بعد التحقيق، ادعت مذيعة "سكاي نيوز"، التابعة لـ"نيوز كورب"، شاري ماركسون أن لطوف و"كثيرين في اليسار" ينكرون أن "أي شيء معادٍ للسامية قد جرى الهتاف به على الإطلاق".

وقالت لطوف لـ"ويمينز أجندا" إن ذلك لن يوقف عملها، موضحةً أن "الهدف من الحملات الإعلامية التي تستهدف الأفراد الذين يمتلكون منبراً هو إجبارنا على الصمت، والإشاحة بالنظر، والتوقف عن التحقيق، وعن كشف الأذى. باختصار، التوقف عن القيام بعملنا".

وأضافت: "إذا لم نحاول أن نصمت فإنهم يشوهون سمعتنا في محاولة لإفقادنا وظائفنا. لا يوجد تكتيك مستبعد من تقارير الأكاذيب الصارخة عنا، والتوصيفات الخاطئة، والضغط على أصحاب العمل. سأستمر في التغطية والتعليق من دون خوف أو محاباة، خاصة عندما تكون حياة الكثير من الأبرياء على المحك".

المساهمون