ألبوم إليسا الجديد... رسالة تحدّ فنيّ؟

23 مايو 2024
لا تزال إليسا رقماً صعباً في المشهد الغنائي العربي (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إصدار إليسا لألبومها "أنا سِكّتين" يأتي بمفاجأة على الرغم من المشاكل القانونية مع شركة وتري، مؤكدة استمرارها في الساحة الغنائية بـ12 أغنية تجمع بين الجديد والقديم.
- الألبوم يحافظ على الطابع الرومانسي المعهود لإليسا، مع توزيعات موسيقية جديدة تبرز في أغاني مثل "أنا سِكّتين" و"فرحانة معاك"، مما يعكس التزامها بنمطها الفني الخاص.
- تعاونات إليسا المتجددة مع مروان خوري ومحمد رحيم تضفي تنوعًا على الألبوم، رغم تباين النجاح بين الأغاني، مع استمرارها في تقديم أعمال تتفادى النصوص الشعرية المستهلكة، مؤكدة مكانتها في الإنتاج الغنائي العربي.

جاء إصدار إليسا لألبومها الجديد "أنا سِكّتين" (توزيع شركة روتانا السعودية) مفاجئاً، إذ سبقه بيان من شركة وتري، يؤكد أن الفنانة اللبنانية لا تمتلك أرشيفها الغنائي. لكن مشاكل إليسا القانونية لم تمنعها من مواصلة العمل على جديد غنائي، فتضمّن الألبوم 12 أغنية، منها ما صدر سابقاً إلى جانب ست أغنيات جديدة.
الانطباع الأول عند الاستماع إلى جديد إليسا، هو أنها لم تخرج من النمط الموسيقي الذي اعتادت عليه، أي الميلودي الرومنسي، وهو خيار يبدو أن صاحبة "أجمل إحساس" اختارت الالتزام به في مسيرتها، رغم اعتماد توزيعات جديدة لبعض الأغاني.
على سبيل المثال تبدو نقطة القوة في أغنية "أنا سِكّتين" (كلمات نادر عبد الله، وألحان تامر عاشور، وتوزيع أحمد إبراهيم)، هي التوزيع الخاص، من خلال استخدام الآلات الموسيقية التي تتناسب مع أداء إليسا وقدراتها الصوتية.
الأغنية الثانية هي "فرحانة معاك" (كلمات نادر عبد الله، وألحان Ghokhan Ors وتوزيع أحمد إبراهيم) التي لاقت انتشاراً أيضاً، رغم كلماتها البسيطة. وبينما كان من المنتظر أن يكون تعاونها القديم ــ الجديد مع مروان خوري، هو نقطة قوة الألبوم، جاءت أغنية "كله وهم" متوقعة بلحنها وكلامها. وهو ما يحسب أيضاً على أغنية "شو كان بيمنعك" التي كتبها ولحنها خوري أيضاً، إلا أن توزيع عمر صباغ نجح في إخراجها من الرتابة، من خلال توأمة الصوت والآلات المستخدمة، لتتحوّل إلى أغنية "ناجحة" في مفهوم سوق أغاني البوب العربي.
ورغم أن أغنية "العقد" سبق أن صدرت قبل أشهر، وأعلنت بشكل أو بآخر عودة إليسا إلى الساحة، فإنها نجحت في تقديم دفعة إضافية للألبوم، من خلال الكلام الذي كتبه أيمن بهجت قمر، وهي الكلمات التي حاولت تفادي النصوص الشعرية المستهلكة في الحب والعلاقات البشرية. قمر كتب أيضاً كمات أغنية "النظرة الأولى" (ألحان محمد يحيى توزيع جلال حمداوي)، لكن هذه المرة جاءت الكلمات تقليدية،إلا أن محمد يحيى استطاع بألحانه إنقاذها، كما أن أداء إليسا جاء متناسباً مع الهوية الفنية للأغنية وإيقاعاتها.
في الألبوم الجديد، تعود إليسا إلى التعاون مع الملحن محمد رحيم، بعد سنوات من الغياب، من خلال أغنية "خوليو وفيروز" وهي من كلماته، التي حاول من خلالها، تقديم عمل مختلف بهويته، سواء على صعيد اللحن أو الكلام، وتكرار النجاح الذي عرفه مع إليسا قبل سنوات بأغنية "مصدومة".
عند الاستماع إلى الألبوم كاملاً، تتكرر الجملة الموسيقية نفسها، فتبدو على سبيل المثال أغنية "حلالي" (كلمات نادر عبد الله، وألحان أحمد زعيم، توزيع أحمد إبراهيم)، مألوفة بشكل كبير في كلامها ولحنها. أما الأغنية الأخيرة، فكانت الأضعف، والأقل انتشاراً، وهي أغنية "حظي ضحكلي" (كلمات وألحان مروان خوري، وتوزيع داني خوري)، وهو ما يجعل تعاون خوري وإليسا في هذا الألبوم هو الأقل نجاحاً في مسيرتيهما طيلة السنوات الماضية.

من الواضح أن إليسا تعرف كيف تلتفّ على مشاكلها الفنية منها والقضائية، ورغم الضجيج الذي يحيط بتعاقداتها الفنية، ورغم ارتدادات المشاكل بينها وبين شركة وتري، تواصل إليسا تقديم جديد غنائي، يجعلها رقماً صعباً في معادلة الإنتاج الغنائي العربي.

المساهمون