السياحة النهرية... عالم من المغامرات والخيال والأحلام

السياحة النهرية... عالم من المغامرات والخيال والأحلام

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
17 اغسطس 2019
+ الخط -
أطلق العنان لمخيلتك، وعِش التجارب المجنونة تارة والهادئة طوراً داخل قوارب صغيرة تجول بك داخل الأنهار. عالم من الخيال، الأحلام، والمغامرات يعيشها السياح، بكافة تفاصيلها عند القيام برحلة نهرية. أسباب عديدة تدعوك لخوض هذه المغامرة.

رياضة التجديف أو الرافتينغ من أبرزها، واكتشاف الطبيعة الاستثنائية، أو حتى التجوال في العواصم العالمية بعيداً عن الضوضاء، أسباب أخرى تدعوك لهكذا مغامرة.

يستحسن بدء المغامرات من القارة الأفريقية، حيث يشكل نهر زامبيزي في زيمبابوي، أحد أهم الوجهات السياحية النهرية. وصفته مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" بنهر القلوب الميتة. بطول 2574 كيلومتراً، ووجود أكثر من 23 منحدراً من المياه، يعد هذه النهر الأنسب لممارسة الرافتينغ، وتقام مسابقات دولية لهذه الرياضة. ولا تخلو الرحلة من اكتشاف الطبيعة، حيث الشلالات المائية الصاخبة.



نهر العاصي في لبنان


غزارة المياه، وطبيعة مجرى النهر العكسية، من المميزات التي جعلت نهر العاصي، الذي هو أطول الأنهار العربية بطول يتجاوز 500 كيلومتر، أحد أبرز الأنهار لممارسة الرياضات المائية، كالتجديف، السباحة، القفز، وغيرها من الرياضات الخطرة.

يجتذب نهر العاصي الكائن في مدينة الهرمل بمنطقة البقاع الشمالي اللبنانية، هواة هذه الرياضة من كافة أنحاء العالم العربي. ففي عام 2003، تم إنشاء أول مركز تدريب لهواة هذه الرياضة. وتنتشر في فصل الصيف مئات القوارب المطاطية، ومنذ ساعات الصباح الأولى، تبدأ المغامرات، وتعلو أصوات المتسابقين في كافة أنحاء المنطقة.
ولا تخلو الرحلة أيضاً من اكتشاف جمال الطبيعة، حيث تحيط غابات وأشجار الصنوبر  والشربين والأرز وغيرها بمحيط النهر، لتضفي نوعاً من الجمال الاستثنائي.

كذا، تنتشر مئات المقاهي والمطاعم على ضفاف النهر، حيث تستقبل الضيوف بعد الانتهاء من يوم رياضي شاق، لتذوق أشهى المأكولات اللبنانية التقليدية، لا سيما وجبة سمك الترويت والمشاوي الشهية.



نهر سيبيك في غينيا


يلقب بنهر أمازون آسيا. يتمتع بجمال طبيعي قل نظيره في العالم. غابات استوائية مطيرة تحيط بمجرى نهر سيبيك، الواقع في جزيرة غينيا الجديدة ثاني أكبر الجزر في العالم، جنوب غرب المحيط الهادي، بالقرب من إندونيسيا.

يتميز النهر بمناظره الطبيعية الخلابة، حيث يضم العديد من الأنظمة البيئية المتنوعة، إضافة إلى كونه يحتوي أيضاً مئات الأسماك النادرة والضخمة، والحيوانات المائية، كالتماسيح، وغيرها.
تخصص رحلات يومية لاكتشاف الطبيعة البكر، إضافة إلى ذلك، يعد مجرى النهر من أكثر الأماكن المخصصة لرياضة الرافتينغ. أما هواة الصيد، فلا تفوتوا فرصة اصطياد الأسماك النهرية.


لا تنتهي الرحلة عند هذا الحد، فالسائح على موعد للتعرف أيضاً على التقاليد والعادات الموروثة في هذه الجزيرة، حيث تحتفل القبائل بالسياح، عن طريق إقامة حفلات غنائية تقليدية، وحلقات من الرقص الشعبي.



نهر كاينو كريستيلز الكولومبي

هنا للمتعة لون وطعم آخر. يطلق عليه نهر الألوان. تتحول المياه إلى ألوان فريدة بفضل النباتات المائية والطحالب. من الأخضر، الأصفر، البرتقالي، إلى الأحمر والأرجواني.

التجول في نهر مليء بالألوان، يشعر السائح أنه دخل في عالم من الأحلام بعيد كلياً عن الواقع. يقع النهر في سلسلة جبال سيرانيا دي لاماكارينا جنوب العاصمة الكولومبية بوغوتا، ويتميز بجمال طبيعته الفريدة من نوعها.
عام 2009، بدأت السلطات بتنظيم الرحلات السياحية، ويقدر عدد السياح سنوياً بنحو 5 ملايين. إضافة إلى فرصة اكتشاف الألوان، والاستمتاع بالشلالات، والممرات المائية، يوفر النهر فرصة أيضاً لممارسة الرافتنغ، والسباحة، والقفز فوق الشلالات.

كذا، تضم سرينيا دي لاماكارينا نظما إيكولوجية متنوعة، حيث تطل على جبال الأنديز، ويانوس الشرقية، وغابات الأمازون المطيرة. كذا فهي موطن لحوالي 420 نوعا من الطيور النادرة.



نهرا الدانوب والراين

الرحلة هنا، بعيدة عن المغامرات. فهي مخصصة فقط للهدوء، والراحة. أسطول من المراكب الشراعية يعبر خلال فصل الصيف مجرى نهري الدانوب والراين، للاستمتاع بجمال الطبيعة، وسحر الأماكن التاريخية.

يتصل هذان النهران المرتبطان بنظام القنوات بنحو 12 دولة، يكتشف السائح جمال الكاتدرائيات الباروكية والمدن التي تعود إلى القرون الوسطى والقلاع الرومانسية المنتشرة على ضفتيهما.
تخصص رحلات يومية لعبور هذين النهرين، حيث يقيم السائح في مراكب قديمة الطراز، تشبه مراكب الملوك والأمراء، وتبدأ الجولات السياحية، منها ما ينتهي في يوم واحد، وبعضها يستغرق 3 أيام، يقصد خلالها السياح مدنا أوروبية عريقة، كمدينة ميلك في النمسا، وبراتيسلافا في سلوفاكيا، بودابست في المجر، فيدين في بلغاريا.

تخصص هذه الرحلة للعشاق نظراً لما تحتويه من أجواء رومانسية رائعة، كما تتميز بأجوائها الاحتفالية التي تعيدكم إلى القرون الوسطى.



السياحة والتنمية

يساهم القطاع السياحي عموماَ، وسياحة الأنهار خصوصاً برفع مستوى التنمية في المناطق النائية. تشير البيانات إلى أن الاهتمام بالسياحة المائية، خاصة في المناطق التي تحتوي على الكثير من المعالم الطبيعية، كالأنهار والشلالات، يساهم بشكل كبير في تنمية هذه المناطق، ووضعها على الخارطة السياحية.

ففي لبنان، وبعد عام 1999، زاد الإقبال على رياضة الرافتينغ في نهر العاصي، الأمر الذي ساهم في زيادة الحركة السياحية في المنطقة، وتنمية المشاريع الفردية، كتأسيس العديد من المقاهي والمطاعم وغيرها من المرافق السياحية.

كذلك ساهمت سياحة الأنهار في القارة الأفريقية بتنميتها بشكل لافت، وباتت هذه الوجهات تجذب أكثر من مليون سائح من حول العالم، وفق منظمة السياحية العالمية، ناهيك عن تنظيم الكثير من الفاعليات الرياضية العالمية، على غرار سباق الرافتينغ الدولي وغيره.

ذات صلة

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
مهاجرون تونسيون في قارب هجرة سرية (أليساندرا بينيديتي/ Getty)

مجتمع

لم يمكث التونسي عبد الحميد البكاري (63 عاما) سوى أسبوع واحد عقب وصوله إلى إيطاليا في هجرة سرية عبر البحر المتوسط،

الصورة
تضامن مع غزة

منوعات

انطلقت، يوم السبت، فعاليات "السباحة مع غزة" Swimming With Gaza في مدينة برايتون، بالتزامن مع عدة مدن حول العالم، لتسليط الضوء على الحصار المستمر الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
غرق قارب في اليمن (الأناضول)

مجتمع

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، فجر الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا غرق قارب في محافظة الحُديدة (غرب) إلى 14 قتيلاً، جميعهم نساء وأطفال.

المساهمون