وقعت الحكومة الأردنية، اليوم الأحد، مع بنك الاستثمار الأوروبي، اتفاقية قرض ميسر بقيمة 200 مليون يورو، للمساهمة في تمويل مشروع تحلية المياه ونقلها من العقبة إلى عمّان ضمن "مشروع الناقل الوطني للمياه"، وذلك ترجمة للتعهدات التي أعلن عنها البنك خلال مؤتمر عقد أواخر مارس/ آذار الماضي.
ووفق بيان صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، سيسهم هذا التمويل في توفير جزء من المساهمة الحكومية في المشروع البالغة 250 مليون دينار (352 مليون دولار)، لتنفيذ المشروع الذي يهدف إلى زيادة إمدادات المياه عبر توفير ما يصل إلى 300 مليون متر مكعب إضافية من المياه سنويا بعد عمليات التحلية، ونقلها من العقبة إلى عمّان وبقية المحافظات.
ووقع الاتفاقية نيابة عن الحكومة الأردنية كل من وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ووزير المياه والري، وعن الجهة الممولة وقعتها نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي جيلزومينا فيجليوتي، وبحضور سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي في عمّان ماريا هادجيثودوسيو.
ويتكون مشروع الناقل الوطني بعناصره الرئيسية من محطة مأخذ على الشاطئ الجنوبي لخليج العقبة، ومحطة تحلية وضخ في العقبة، وخط ناقل بطول حوالي (450) كم، ويوفر مصدرا مستداما لمياه الشرب بواقع 300 مليون متر مكعب.
أهمية المشروع
وأعلنت الحكومة، في وقت سابق، عن نتائج مؤتمر وتعهدات الدول المانحة والممولة مشروع ناقل المياه الوطني "مؤتمر المانحين والممولين للناقل الوطني"، حيث جرى توفير 1.830 مليار دولار منحا وقروضا لتنفيذ المشروع، فيما تشير تقديرات حكومية سابقة إلى أن كلفة المشروع تتجاوز 2.5 مليار دولار.
قال وزير المياه والري المهندس محمد النجار إن هذا التمويل مهم لمشروع الناقل الوطني للمياه، مقدما الشكر لبنك الاستثمار الأوروبي لدعمه المستمر لقطاع المياه في الأردن.
وقالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان إن هذا التمويل يعد أول تمويل يُوقّع لمشروع الناقل الوطني للمياه، والذي يأتي ترجمة للتعهدات التي قدمت في مؤتمر المانحين والممولين لمشروع الناقل الوطني، الذي عُقد في شهر مارس/آذار الماضي من العام الحالي.
وأضافت طوقان أنه سيُعمل خلال الفترة القادمة مع الجهات المانحة لترجمة التعهدات إلى اتفاقيات، مبينة أن مشروع الناقل الوطني له آثار بيئية كبيرة، ومن المشاريع التي جرى التأكيد عليها في ورشة العمل الاقتصادية، وضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي.
من جانبها، قالت نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي إن الاستثمار في مجال المياه استثمار في المستقبل، وبفضل مشروع العقبة – عمَّان لتحلية ونقل المياه (الناقل الوطني) الطموح، سيتمكن الأردن من التكيف مع تغيُّر المناخ، وفي الوقت نفسه ضمان الاستدامة البيئية من خلال الاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة في إنجاز هذا المشروع.
وأشارت فيجليوتي إلى أن التعاون المثمر بين الحكومة الأردنية وشركائها الدوليين وبنك الاستثمار الأوروبي سيسهم في توفير التمويل لدعم استثمارات تهدف إلى إحداث تحول جوهري في قطاع المياه في الأردن، وتوفير المياه العذبة لسكان المملكة، مؤكدة استمرار دعم بنك الاستثمار الأوروبي مشروع العقبة – عمَّان لتحلية ونقل المياه (الناقل الوطني).
البحث عن الليثيوم والذهب
وفي سياق منفصل، وقعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، اليوم الأحد، مع الشركة العربية للتعدين، مذكرتي تفاهم للتنقيب عن الليثيوم في منطقة فينان بوادي عربة، وعن الذهب في منطقة جبل مبارك بمحافظة العقبة (جنوبي البلاد).
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، في تصريح صحافي، إن مذكرة التفاهم الخاصة باستغلال الذهب في منطقة جبل المبارك، ومدتها 12 شهرا، تتيح للشركة العربية للتعدين التنقيب عن الليثيوم في منطقة مساحتها 50 كيلومترا مربعا، من خلال إجراء الدراسات الجيولوجية والمسح الجيولوجي لمنطقة الاستكشاف، تستثنى منها المناطق الواقعة ضمن حدود المحميات الطبيعية والأثرية والجيولوجية.
وفي ما يتعلق بمذكرة التفاهم الخاصة باستكشاف الليثيوم ومدتها 12 شهرا، قال الوزير الخرابشة إنها تتيح للعربية للتعدين إجراء عمليات الاستكشاف والتنقيب على أرض مساحتها 35 كيلومترا مربعا، تستثنى منها المناطق الواقعة ضمن حدود المحميات الطبيعية والأثرية والجيولوجية.
وأضاف: "إن الجهود تتركز على وضع الأردن وبقوة على خريطة التعدين على المستوى الإقليمي، وحتى العالمي، ما يساعد في عملية التنمية الاقتصادية، خاصة في المجتمعات في أماكن الاستثمار".