هذه هي الأسلحة الاقتصادية الغربية في وجه روسيا في حال غزوها أوكرانيا

هذه هي الأسلحة الاقتصادية الغربية في وجه روسيا في حال غزوها أوكرانيا

25 يناير 2022
عسكري على الحدود الروسية الأوكرانية (Getty)
+ الخط -

أشهر الغرب، الثلاثاء، بعض الأسلحة الاقتصادية التي يعتزم استخدامها ضدّ موسكو إذا ما اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا، في حين قرعت روسيا طبول الحرب بإطلاقها مناورات عسكرية على أبواب جارتها الغربية.

فما أبرز هذه الإجراءات العقابية التي تم الإعلان عنها حتى اليوم ضد موسكو؟

صادرات التكنولوجيا

حذّر مسؤول أميركي رفيع من أنّ بلاده لن تتوانى عن فرض عقوبات قاسية على روسيا في حال غزو اوكرانيا، تشمل قيوداً على صادرات معدّات التكنولوجيا المتقدّمة الأميركية، مطمئناً حلفاء واشنطن الأوروبيين إلى أنّ أيّ استخدام من جانب موسكو لصادراتها من النفط والغاز كـ"سلاح" ستأتي بنتائج عكسية.

وقال المسؤول لصحافيين، وفق "فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن هويته: "نتحدّث هنا عن تكنولوجيا متقدّمة نصمّمها وننتجها"، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية وتكنولوجيا صناعة الطيران، وهو ما "سيضرب بشدّة طموحات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع".

وأردف: "هذه قطاعات دافع عنها بوتين نفسه على اعتبارها طريق روسيا للمضيّ قدماً في تنويع اقتصادها ليتجاوز النفط والغاز (...) في العديد من الحالات، إذا كانت روسيا ترغب بتطوير هذه القطاعات، فهي تحتاج إلى استيراد التكنولوجيا والمنتجات التي لا ننتجها إلا نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا".

عقوبات مالية

وبالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، فإنّ الولايات المتّحدة تعتزم فرض عقوبات مالية على روسيا من خلال منعها المصارف الروسية من استخدام الدولار.

ومن شأن مثل هكذا قرار أن يسدّد ضربة قاسية جداً لاقتصاد روسيا، لا سيّما وأنه منذ مطلع السنة تواجه بورصة موسكو وأسعار صرف الروبل صعوبات بسبب حالة انعدام اليقين هذه.

وتطرّق المسؤول الأميركي إلى المخاوف السائدة في أوروبا من أن تردّ روسيا على أيّ عقوبات عبر تقليص صادراتها من الطاقة إلى القارة العجوز التي تعتمد عليها بشدة، بالقول إن موسكو ستؤذي نفسها أيضاً في حال أقدمت على خطوة من هذا القبيل.

منظومة "سويفت"

وتوعّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، روسيا بعقوبات غربية "أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل" إذا غزت أوكرانيا، وذلك في أعقاب محادثات مع قادة عدد من الدول الحليفة بشأن تهديدات موسكو.

وقال جونسون: "اتفقنا على أنّنا سنردّ على أيّ هجوم روسي على أوكرانيا بشكل موحّد عبر فرض عقوبات اقتصادية شديدة ومنسّقة، أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل ضدّ روسيا".

ولدى سؤاله بشأن ما إذا كان سيتم تعليق مشاركة موسكو في منظومة "سويفت" العالمية للتعاملات المالية، قال جونسون "لا شكّ في أنّ سويفت سيكون سلاحاً فعالاً للغاية".

ولفت إلى أنه سيكون على الولايات المتحدة التعامل مع خطوة من هذا النوع، نظراً لأنّها مركز النظام المالي العالمي، مضيفاً "نجري محادثات بهذا الشأن".

عقوبات أوروبية

وقال وزير خارجية الدنمارك، الاثنين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد مستعد لفرض عقوبات اقتصادية "غير مسبوقة" إذا هاجمت روسيا أوكرانيا.

وأكد يبي كوفود وزير خارجية الدنمارك للصحفيين وفق "رويترز" أنه "لا شك في أننا مستعدون للرد بعقوبات شاملة غير مسبوقة إذا ما غزت روسيا أوكرانيا مجدداً" ورفض توضيح أي القطاعات قد تستهدفها العقوبات.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وأضاف "يتعين على روسيا أن تعلم ويتعين على (الرئيس فلاديمير) بوتين أن يعلم أن ثمن الأعمال الاستفزازية واستخدام القوات المسلحة في تغيير الحدود في أوروبا سيكون غاليا جداً ... نحن مستعدون لفرض عقوبات في غاية الصرامة وأكثر صرامة من التي فرضت في 2014".

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا في يوليو/ تموز 2014 استهدفت قطاعات الطاقة والبنوك والدفاع بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.

بدائل عن الغاز الروسي

ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يبحثون في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة للطاقة للتخفيف من تداعيات أي نزاع، في وقت تعاني فيه أوروبا في الأساس من ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير خلال الشتاء.

وشدّد المسؤول الأميركي على أنّ حزمة العقوبات الاقتصادية التي تعدّها واشنطن للردّ على أيّ غزو روسي لأوكرانيا ستشمل قيوداً غير مسبوقة على صادرات معدّات التكنولوجيا المتقدمة الأميركية.

وقال مسؤولون كبار بإدارة بايدن، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع دول وشركات رئيسية منتجة للطاقة حول العالم بشأن تحويل محتمل لإمدادات إلى أوروبا إذا غزت روسيا أوكرانيا.

ولم يكشف المسؤولون عن أسماء الدول أو الشركات التي تُجرى معهم المحادثات لضمان عدم انقطاع تدفق الطاقة إلى أوروبا للفترة المتبقية من الشتاء، لكنه قال إنها تشمل نطاقا عريضا من الموردين، من بينهم بائعون للغاز الطبيعي المسال.

وأوردت "رويترز"، في وقت سابق هذا الشهر، أن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية يناقشون خططاً طارئة مع شركات للطاقة لضمان إمدادات مستقرة إلى أوروبا إذا أدى الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى تعطل الإمدادات الروسية.

وقال مسؤول بارز بإدارة بايدن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "نحن نعمل لتحديد أحجام إضافية من الغاز الطبيعي غير الروسي من مناطق مختلفة في العالم.. من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى آسيا والولايات المتحدة".

ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في ثلث إمداده من الغاز. وأي تعطل في الإمدادات الروسية إلى أوروبا سيفاقم أزمة طاقة قائمة ناتجة عن نقص في المعروض.

وقال المسؤول الكبير بإدارة بايدن إن روسيا ترسل في العادة 40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا، مضيفاً أنها خفضت بالفعل تلك الإمدادات عبر هذا الطريق بمقدار النصف.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون