مصر: ارتفاع أسعار الورق يُنعش تجارة الكتب المدرسية القديمة

مصر: ارتفاع أسعار الورق يُنعش تجارة الكتب المدرسية القديمة

30 اغسطس 2022
المنتج المحلي من الورق لا يغطي حاجة الأسواق (العربي الجديد)
+ الخط -

سجلت أسعار الكتب الخارجية والمستلزمات المدرسية الورقية ارتفاعات قياسية هذا العام تخطت 100 في المائة، الأمر الذي أدى إلى انتعاش تجارة الكتب المطبوعة العام الماضي "المرتجع" في سوق شارع "الفجالة" الشهير بالقاهرة.
وارتفعت أسعار طن الورق المحلي من 15 إلى 25 ألف جنيه (نحو 1300 دولار)، والمستورد من 12 إلى 30 ألف جنيه للطن (150%) وهو ما انعكس على زيادة أسعار "الكراسات" بنسب تخطت 100 في المائة، فيما سجلت أسعار عبوة ورق التصوير "70 جم" 430 جنيهاً مقابل 175 جنيهاً العام الماضي (بزيادة 145%).

وعزا عمرو محمد، عضو غرفة صناعة الورق، ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بنسب تخطت 100 في المائة، نتيجة وقف استيراد الخامات (لب الخشب) منذ أكثر من عام، في الوقت الذي لا يغطي فيه المنتج المحلي حاجة الأسواق.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن سعر طن الورق ارتفع من 15 ألف جنيه إلى 25 ألف جنيه، مع ندرته في الأسواق، كما زادت أسعار التغليف (للألف كشكول) من 175 جنيهاً إلى 550 جنيهاً، بنسبة تجاوزت 200 في المائة، وهو ما أدى إلى زيادة سعر "الكشكول" من 1.9 جنيه إلى 3.80 جنيهات بنسبة 100 في المائة.

وأشار إلى أن ما يتم تصنيعه الآن يعتمد على الخامات المحلية والتي لا تضاهي المنتج المستورد، بخلاف إعادة التدوير، إذ وصل سعر طن الورق من مخلفات القمامة إلى 5 آلاف جنيه، والطن من متبقيات مصانع الكراسات 10 آلاف جنيه وبقايا مصانع المنتجات الورقية 10 آلاف جنيه.
وقال أحمد صباح، صاحب متجر لبيع الأدوات المدرسية، إن "ارتفاع أسعار الكتب هذا الموسم بشكل قياسي بنسب تخطت 40 في المائة، أدى لانتعاش تجارة الطبعات القديمة من الكتب المدرسية (المرتجع) لدى تجار الفجالة، التي تعد أكبر سوق في القاهرة لتجارة الأدوات والمستلزمات المدرسية".

وأضاف أنه " بدلًا من بيعها لتجار الورق لإعادة تدويرها، أصبح الطلب عليها من قبل أصحاب المتاجر المكتبية، لإعادة بيعها للطلبة بسعر قد يصل إلى 30 جنيهاً، في الوقت الذي يصل فيه سعر الكتاب من الطبعات الجديدة إلى 170 جنيهاً".

ويشكو مسؤول مبيعات في أحد متاجر الأدوات المدرسية من أن ارتفاع أسعار الكتب المدرسية الخارجية وأسعار "الكراسات" أدى إلى تراجع المبيعات بمعدلات وصلت إلى 60 في المائة بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف في تصريحات خاصة أنه أمام ارتفاع الأسعار، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة، بدأ الأهالي يبحثون لأبنائهم عن الكتب القديمة التي كانت مع طلبة العام الماضي، بالإضافة إلى أن بعض مدرسي الدروس الخصوصية يقومون بإعداد مذكرات خاصة وبأسعار تقل كثيراً عن الكتب الخارجية.

ولفت إلى أنه من المحتمل زيادة معدلات المرتجعات من الكتب عن 10 في المائة هذا العام، وهي النسبة المتفق عليها مع الموزعين، نتيجة تراجع المبيعات وهو ما قد يسبب العديد من المشكلات بين أصحاب المتاجر وشركات توزيع الكتب المدرسية.
وأكد صاحب متجر لبيع الكتب المدرسية القديمة زيادة الطلب على مبيعاته خلال هذه الأيام بنسبة 20 في المائة، عقب رفع أسعار الكتب الجديدة بحوالي 40 في المائة، لافتاً إلى أن سعر الكتاب القديم يتراوح ما بين 15 إلى 20 جنيهاً، بحسب جودته.

وكشفت بيانات غرفة الطباعة والتغليف بالاتحاد العام ‏للغرف التجارية أن حجم الاستهلاكي المحلي من الورق يبلغ ‏‏600 ألف طن سنوياً، ينتج منها محلياً 155 ألف طن سنوياً، ‏موزعة على شركتي ادفو (60 ألف طن)، وقنا (95 ألف طن)، ‏فيما أعلن المجلس التصديري للطباعة والتغليف ارتفاع صادرات القطاع خلال النصف الأول من 2022 إلى 614.6 مليون دولار مقابل 449.4 مليون دولار بالفترة المماثلة من العام الماضي.

(الدولار = 19.21 جنيهاً تقريباً)

المساهمون