عاد مزارعون غاضبون إلى باريس على متن جراراتهم يوم الجمعة، في احتجاج جديد للمطالبة بمزيد من الدعم الحكومي وفرض قواعد أبسط، عشية معرض زراعي كبير في العاصمة الفرنسية.
عشرات الجرارات تحركت بهدوء نحو أحد الأحياء في الجانب الغربي من العاصمة، حاملة أعلام ”التنسيق الريفي”، وهو اتحاد المزارعين الذي نظم الاحتجاج، قبل أن يقف المتظاهرون مع جراراتهم على جسر فوق نهر السين وبرج إيفل في خلفية المشهد.
يأتي الاحتجاج الأخير بعد ثلاثة أسابيع من رفع المزارعين حواجز الطرق التي كانت منصوبة حول باريس وأماكن أخرى في البلاد، إذ عرضت الحكومة أكثر من أربعمائة مليون يورو (433 مليون دولار) لمعالجة شكاواهم المتعلقة بانخفاض دخلهم واللوائح الصارمة، وما يصفونه بالمنافسة غير العادلة من الخارج.
وقالت هيئة التنسيق الريفي على موقع إكس: ”أنقذوا زراعتنا”، كما حمل أحد الجرارات ملصقاً مكتوباً عليه: ”الموت في الحقل”.
وأبطأت القافلة حركة المرور مؤقتاً على الطريق السريع ”ايه 4″ شرقي العاصمة وعلى طريق باريس الدائري في وقت سابق من صباح الجمعة.
تأتي تحركات المزارعين الفرنسيين في إطار حركة احتجاجية أوسع في أوروبا ضد سياسات الاتحاد الأوروبي الزراعية والبيروقراطية وظروف العمل العامة.
ويشكو المزارعون من أن السياسات البيئية للتكتل المؤلف من سبع وعشرين دولة، مثل الصفقة الخضراء، التي تدعو إلى فرض قيود على استخدام المواد الكيميائية وانبعاثات الغازات الدفيئة، تحدّ من نشاطهم، وتجعل منتجاتهم أكثر كلفة مقارنة بالواردات من خارج الاتحاد الأوروبي.
وثمة احتجاجات أخرى تنظم في ربوع فرنسا، إذ يسعى المزارعون إلى ممارسة ضغوط على الحكومة كي تفي بوعودها.
وكان مسؤولو الحكومة قد عقدوا سلسلة اجتماعات مع اتحادات المزارعين في الأسابيع الأخيرة لمناقشة مشروع قانون جديد يهدف إلى الدفاع عن ”السيادة الزراعية” لفرنسا. ومن المقرر أن تتم مناقشة التوصيات في البرلمان هذا الربيع.
وتتضمن خطة الحكومة أيضاً تقديم مساعدات بمئات الملايين من اليوروهات وإعفاءات ضريبية ووعداً بعدم فرض حظر في فرنسا على استخدام المبيدات الحشرية المسموح بها في أماكن أخرى في أوروبا، وكلها، يقول المزارعون الفرنسيون، إنها تفرض عليهم ظروفاً غير عادلة.
وأثارت انتفاضة الجرارات الآخذة في الاتساع قلق المفوضية الأوروبية التي خضعت لبعض مطالب المزارعين، وقد أوصت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين الكتلة بالتخلي عن خطة لخفض استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة استجابة لمطلب المحتجين.
وتعد فرنسا أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي، وتتعرض حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون لضغط متزايد من التظاهرات الكبيرة منذ الشهر الماضي، إذ تواصلت الاحتجاجات في مناطق متفرقة، لتحسين الأجور والحصول على مزيد من المساعدات.
وقال مكتب ماكرون إنه سيزور معرض باريس الزراعي يوم السبت، ويعتزم إجراء ”نقاش واسع” مع المزارعين والمديرين التنفيذيين لمتاجر السوبر ماركت وأعضاء الجماعات البيئية.
ويعدّ معرض باريس الزراعي أحد أكبر المعارض الزراعية في العالم، ويجذب حشوداً كل عام.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)