لماذا أضرّت العقوبات الغربية بأوروبا أكثر من روسيا؟

لماذا أضرّت العقوبات الغربية بأوروبا أكثر من روسيا؟

07 اغسطس 2023
ثلاث ناقلات نفط روسية في عرض البحر تستخدم حيلاً لتفادي الرقابة الغربية (Getty)
+ الخط -

قالت تقارير غربية إن العقوبات على موسكو فشلت تماماً في ضرب الاقتصاد الروسي وتحقيق أهداف حرمان موسكو من الحصول على التمويل اللازم لنفقات الحرب على أوكرانيا.

وقال تقرير في موقع "زيرو هيدج" الأميركي، الأحد، إن العقوبات الغربية فشلت في إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الروسي. ويضيف الموقع أن العقوبات لم تفشل فقط في تحقيق أهدافها، بل أدت إلى نتائج عكسية، إذ إنها ألحقت ضرراً بالغاً باقتصادات أوروبا، أكثر من إضرارها بالاقتصاد الروسي.

وكان صندوق النقد الدولي، قد توقع الأسبوع الماضي، أن ينمو الاقتصاد الروسي بنسبة 1.5% هذا العام على الرغم من حملة العقوبات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة ضد موسكو. وكان الرئيس جو بايدن قد ذكر في إحدى خطبه أن العقوبات الغربية ستقضي على الروبل تماماً. وحسب بيانات صندوق النقد الدولي، تقلص الاقتصاد الروسي بنسبة 2.1% العام الماضي، لكنه تعافى خلال العام الجاري مع تكيف روسيا مع العقوبات.

وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير مساء الأربعاء، أن الحرب الاقتصادية على روسيا باتت "مأزقاً" للدول الغربية. وقالت في تقرير، إن العقوبات جعلت من الصعب على روسيا في البداية الحصول على الرقائق الدقيقة التي تحتاجها في الصناعة والمكونات التقنية الأخرى، لكنها مع مرور الوقت وجدت ثغرات في العقوبات من خلال الدول المجاورة في آسيا الوسطى. كما لم تواجه روسيا أي مشاكل في بيع نفطها كما كانت التوقعات الغربية، حيث وجدت أسواقًا جديدة في الهند وأماكن أخرى في آسيا.

وقال محللون إن العقوبات ربما ستضر بروسيا على المدى الطويل، لكن موسكو تواصل إقامة علاقات أقوى مع دول العالم وترفع حجم تجارتها بشكل كبير مع الصين، الاقتصاد الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة الذي يبلغ حجمه نحو 17.5 تريليون دولار. كما تعمل موسكو مع الصين ودول بريكس على تشكيل نظام مالي ونقدي، وإن كان ببطء شديد، ليكون بديلاً للنظام المالي العالمي الحالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

وحتى الآن نجحت العقوبات المالية والنقدية التي نفذتها الولايات المتحدة في سحق اقتصادات الدول الصغيرة، ولكنها ربما لن تنجح مع الدول ذات الاقتصادات الكبرى مثل روسيا، التي تملك عللاقات قوية مع دول العالم، ويبلغ حجم اقتصادها 1.72 تريليون دولار. وتنبع قوة الاقتصاد الروسي من هيمنته على سلع استراتيجية، بينها القمح والحبوب والنفط والغاز الطبيعي والمعادن الاستراتيجية واليورانيوم. وبالتالي على رغم من أن العقوبات الغربية على روسيا كانت أشد قسوة من العقوبات على الدول الصغيرة؛ لكنها لم تنجح بسبب تقديم الصين والهند أسواقاً بديلة.

وتعد الطاقة التي يحتاجها العالم الغربي بشدة؛ واحدة من نقاط ضعف العقوبات الغربية، إذ لاحظ خبراء أن مبيعات النفط الإيراني، على سبيل المثال، في عام 2022 تجاوزات مبيعاتها قبل الحظر في عام 2016. وكانت معظم مبيعات النفط الإيراني الجديدة إلى الصين.

المساهمون