قمصان "الأسود" تزأر في أسواق المغرب: استعدادات المونديال

قمصان "الأسود" تزأر في أسواق المغرب: استعدادات المونديال

17 نوفمبر 2022
مصانع الملابس تعمل بكامل طاقتها لتلبية الطلب على القمصان الرياضية (Getty)
+ الخط -

رغم تراجع القدرات الشرائية للكثير من الأسر المغربية، إلا أن لهيب الحماس لمتابعة بطولة كأس العالم في قطر التي يشارك فيها فريق "الأسود" يشجع الكثيرين على اقتطاع جزء من النفقات لمتابعة الحدث العالمي، وسط توقعات بارتهان أثر الإنفاق بفرص تدرّج المنتخب المغربي في هذه البطولة.

وعادت قمصان المنتخب المغربي لكرة القدم لتحتل واجهات أغلب محلات سوق القريعة الشهير في مدينة الدار البيضاء، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من قبل جماهير الأسود. ويقصد هذا السوق تجار التجزئة من مختلف أنحاء المملكة بهدف التزود بالألبسة.

يؤكد توفيق بنعبد القادر، مساعد تاجر في السوق، أن مصانع الملابس تشتغل بكامل طاقتها في هذه الفترة من أجل تلبية الطلب، الذي يعبر عنه تجار التجزئة وعشاق المنتخب. والقمصان التي يوفرها التجار في السوق مقلدة، ما يجعل أسعارها تتراوح بين 7.5 دولارات و12 دولاراً، حسب جودة الأثواب، غير أن المعروض لا يقتصر على قمصان المنتخب المغربي، بل يغطي جميع قمصان البلدان المشاركة في مونديال قطر.

وينتظر أن يرتفع الإقبال على قمصان المنتخب، إذا ما ذهب المغرب بعيداً في المنافسات، ما من شأنه أن ينعش العديد من الأسواق التي عانت من تراجع مبيعاتها، في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للأسر. كما تراهن المقاهي بدورها على المونديال، كي تستعيد بعضا من نشاطها في فترة المونديال، خاصة في الأحياء الشعبية والهامشية، حسب نور الدين الحراق، رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم في المغرب.

ويؤكد الحراق لـ"العربي الجديد" أن الإقبال على المقاهي من أجل مشاهدة مباريات منافسات كأس العالم، سيساعدها على استعادة بعض نشاطها الذي تأثر بفعل تراجع القدرة الشرائية للأسر في الفترة الأخيرة، نتيجة التضخم وانخفاض الإيرادات.

ويعتبر أن الإقبال على المقاهي من قبل جماهير المنتخب المغربي وعشاق كرة القدم، قد يحرم بعض المطاعم من تردد الأسر عليها، موضحا أنه جرت العادة على أن ينصرف البعض عن المطاعم عندما يتعلق الأمر بمباريات كرة قدم مهمة، حيث يقبلون أكثر على المقاهي، خاصة في الأحياء الشعبية.

وفي الأثناء، عمد بعض الباعة في أسواق الأجهزة الكهربائية إلى طرح حسومات وصلت في بعض الأحيان إلى 20% لتنشيط مبيعات شاشات التلفاز. غير أن بعض التجار في سوق "كراج علال" في وسط الدار البيضاء، يعتبرون أن الإقبال على الأجهزة لم يكن كبيراً بالنظر إلى مستوى الأسعار الناجم عن تكاليف الشحن الدولي، بالإضافة إلى تحمل الأسر نفقات كبيرة في سياق التضخم الذي بلغ 8.3%.

لكن عدم قدرة الكثيرين من الشغوفين بتشجيع المنتجب المغربي على السفر إلى قطر، قد يصب في مصلحة الأسواق المغربية التي تستفيد من إنفاق هؤلاء. ويقول محمد خليل، المسؤول عن وكالة للأسفار، إن بعض الوكالات وجدت صعوبات في حجز غرف في فنادق قطر خلال مباريات الأسود، خاصة أن متابعة المباريات الثلاث للمنتخب ستكلف مبالغ كبيرة.

ويشير خليل إلى أن العرض الذي وفرته الناقلة الوطنية التي اقترحت سعراً على الجماهير الراغبة في السفر إلى قطر في حدود 500 دولار للرحلة، متاح فقط لمن يتوفر على تذاكر ولوج ملاعب، غير أنه يتوجب على من يختار ذلك العرض تحمل مصاريف الإقامة من ماله الخاص، وهو ما قد يناسب أكثر المغتربين المقيمين في أوروبا.

المساهمون