قروض الصين ترهن اقتصاد سريلانكا: طريق الحرير مقابل جدولة الديون

قروض الصين ترهن اقتصاد سريلانكا: طريق الحرير مقابل جدولة الديون

09 يناير 2022
تسعى الصين إلى استقطاب سريلانكا في مبادرة الحزام والطريق (فرانس برس)
+ الخط -

طلبت سريلانكا التي تعاني ضائقة مالية إعادة جدولة ديونها الضخمة للصين والتي تشكل عبئاً على البلاد، في محادثات الأحد بين الرئيس غوتابايا راجاباكسا ووزير الخارجية الزائر وانغ يي.

وتسعى الصين إلى استقطاب سريلانكا بوصفها حلقة وصل مهمة في مشروعها الضخم "مبادرة الحزام والطريق" العالمية.

وقال مكتب راجاباكسا في بيان وفقاً لوكالة "فرانس برس": "أورد الرئيس أن إعادة جدولة مدفوعات الديون في ضوء الأزمة الاقتصادية التي أعقبت الوباء ستكون مصدر ارتياح كبير".

وتضرّر اقتصاد الجزيرة الذي يعتمد على السياحة بالوباء، وأدى استنزاف احتياطاتها من العملات الأجنبية إلى بيع المواد الغذائية في الأسواق بالحصص وإلى نقص في السلع الأساسية، وارتفاع إجمالي التضخم إلى 12% في دسيمبر/ كانون الأول الماضي وتضخم المواد الغذائية لأكثر من 22%.

والصين الحليف الرئيسي لسريلانكا هي أكبر مقرض للبلاد، وتأتي زيارة وانغ بعد تحذير من وكالات تصنيف دولية من أن حكومة راجاباكسا قد تكون اقتربت من التخلف عن السداد.

وانخفضت احتياطات العملات الأجنبية لسريلانكا إلى 1,5 مليار دولار فقط في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو مبلغ يكفي لسداد ما يعادل حوالى شهر من الواردات.

وبدأت منشأة الطاقة الرئيسية في الجزيرة تقنين الكهرباء الجمعة بعد نفاد العملات الأجنبية لاستيراد النفط لتشغيل مولداتها الحرارية.

والصين مسؤولة عن حوالى 10 في المائة من الدين الخارجي لسريلانكا البالغ 35 مليار دولار حتى نيسان/ إبريل 2021، وفق بيانات حكومية.

كما أن عليها التزامات ديون خارجية تتجاوز 7 مليارات دولار عام 2022، بما في ذلك سداد سندات بقيمة 500 مليون دولار في يناير/ كانون الثاني ومليار دولار في يوليو/ تموز.

وأشار مسؤولون إلى أن الديون الصينية قد تكون أعلى بكثير إذا ما أخذت في الاعتبار القروض الممنوحة لشركات تابعة للدولة وللبنك المركزي.

واقترضت سريلانكا بشكل كبير من الصين في العقد الممتد حتى عام 2015، عندما كان الشقيق الأكبر لراجاباكسا، ماهيندا، رئيساً، من أجل بناء مشاريع بنى تحتية طموحة، كان بعضها مكلفاً وعديم الجدوى.

ومع عدم قدرتها على سداد قرض يبلغ 1,4 مليار دولار لبناء ميناء في جنوب الجزيرة، اضطرت كولومبو لتأجير المرفق لشركة صينية لمدة 99 عاماً في 2017.

وحذّرت الولايات المتحدة والهند من أن ميناء هامبانتوتا الواقع على طول طرق الشحن الدولية الحيوية بين الشرق والغرب، قد يمنح الصين موطئ قدم عسكرياً في المحيط الهندي.

ونفت كولومبو وبكين استخدام الموانئ السريلانكية لأغراض عسكرية.

وتشعر الهند بالقلق إزاء الاستثمارات والقروض الصينية المتزايدة في سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 2009، حيث تعتبر الهند سريلانكا ضمن مناطق نفوذها، بينما تعتبرها الصين حلقة وصل مهمة في مبادرة الحزام والطريق العالمية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون