فولكسفاغن تتقشف بإعادة هيكلة الوظائف... فهل تستعيد قدرتها التنافسية؟

فولكسفاغن تتقشف بإعادة هيكلة الوظائف... فهل تستعيد قدرتها التنافسية؟

16 ابريل 2024
سيارة فولكسفاغن ID.5 الكهربائية بالكامل معروضة في لندن، 28 مارس 2024 (جون كيبل/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فولكسفاغن تخطط لتقليل قوتها العاملة بنسبة 20% بحلول 2026 لخفض تكاليف الموظفين، مع تركيز على التقاعد الجزئي ومكافآت نهاية الخدمة لتحقيق هذا الهدف بشكل مقبول اجتماعياً.
- الشركة تهدف إلى تعزيز برنامجها التقشفي لتحقيق وفورات كبيرة وزيادة العائدات، مع التأكيد على الإجراءات العملية والحاسمة لجعل فولكسفاغن أقوى في مواجهة التحديات.
- تواجه فولكسفاغن تحديات مثل تراجع مبيعات السيارات الكهربائية والمنافسة الشديدة، خاصة من الشركات الصينية، وتسعى لدعم المبيعات من خلال تخفيضات في الأسعار في ظل تراجع الدعم الحكومي.

تعتزم مجموعة صناعة السيارات الألمانية العملاقة فولكسفاغن إجراء إعادة الهيكلة بتخفيض القوى العاملة لديها. وقد أعطت أمس الاثنين إشارة البداية لتنفيذ برنامجها بإبلاغ المديرين التنفيذيين بالخطوات المقبلة لإنهاء عقود عمل مع الشركة بغية خفض تكاليف الموظفين 20% بحلول عام 2026.

وفي هذا الإطار، بيّنت وسائل إعلام ألمانية، اليوم الثلاثاء، أن سياسة الشركة الادخارية ستركز على توسيع التقاعد الجزئي، وعليه سيتمكن الموظفون من الاستفادة من مكافأة خاصة إضافة إلى تعويضات نهاية الخدمة.

ووفق المعلومات الواردة، فإن الشرط الأساسي للحصول على المكافأة، والتي تبلغ قيمتها 50 ألف يورو، أن يوقع الموظف على عرض إنهاء الخدمة ما بين 29 إبريل/ نيسان الحالي وحتى 31 مايو/ أيار المقبل، وبالتالي الانتقال إلى تقاعد آمن مالياً.

ويعتمد عرض الشركة على مبدأ الطوعية المزدوجة، أي أنه يجب على كل من الموظف والشركة الموافقة على ترك العمل. ولم يتم تحديد عدد الموظفين المفترض الاستغناء عنهم.

وفي السياق، نسب موقع فيرتشفتسفوخه إلى غونار كيليان، مدير الموارد البشرية في المجموعة، والتي تضم أيضاً سكودا وسيات وغيرهما، أن الشركة تعالج مسار إعادة الهيكلة بطريقة واعية وموجهة، و"نريد جعل شركتنا أقوى من خلال تنفيذ الإجراءات العملية وباتخاذ خطوات حاسمة"، مشدداً على أن الشركة تركز على التكاليف وليس الأشخاص.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ولفت إلى أن هذا المنحى سيتيح للشركة الفرصة بتقليص عدد الموظفين بطريقة مستدامة ومقبولة اجتماعياً. وتوظف الشركة حوالي 12 ألف شخص في مواقعها الستة في ألمانيا الغربية، حيث المركبات التجارية في فولسبورغ وهانوفر، كما في كل من إمدن وكاسيل وسالزغيتر وبراونشفايغ.

وتماشياً مع ما تقدم، يبدو واضحاً أن الشركة الألمانية التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة فولسبورغ التابعة لولاية سكسونيا السفلى تسعى لزيادة الزخم لبرنامجها التقشفي في العام الحالي من خلال التخفيض المستدام في تكاليف الموظفين.

وفي السياق، بينت تقارير خبراء أن الشركة تريد زيادة المبيعات أيضاً، فضلاً عن توفير المواد الخام والقطع وأشباه الموصلات بأفضل السبل ما سيخفض التكاليف وسيخلق لديها استعداداً للمنافسة بشكل أقوى.

من جهة ثانية، تتوقع الشركة تحقيق وفورات، مثلاً عن طريق تخفيض الوظائف أو بسبل أخرى بطريقة غير مباشرة، إن كان في الادارة أو عن طريق إلغاء أو المرونة في نظام الورديات الليلية، لا سيما أن الشركة تتكبد مدفوعات إضافية، وتصنيع عدد أقل من النماذج الأولية المعدة من أجل التطوير.

وذكر "فريتشفتسفوخه" أن فولكسفاغن تريد خفض التكاليف، أي المساهمة الإيجابية في الأرباح، علماً أنه في العام الحالي وحده من المتوقع أن تصل إلى أربعة مليارات يورو، بما يعني زيادة العائدات 6.5% عام 2026.

يأتي ذلك، في وقت تعاني فولكسفاغن من تراجع مبيعات سياراتها الكهربائية في بعض أسواقها الرئيسية بفعل الأسعار التنافسية من قبل شركات أخرى، وفي طليعتها دول مثل الصين التي تتفوق على نظرائها في هذا المجال.

ووفق ما بيّنت أرقام مبيعات السيارات الصادرة عن جمعية تجار السيارات الصينية لم تحقق فولكسفاغن في بكين خلال مارس/ آذار الماضي سوى حصة سوقية قدرها 2.8% فقط بسياراتها الكهربائية.

ومع إلغاء الحكومة الألمانية في الآونة الأخيرة المكافآت المالية بهدف حماية البيئة عند شراء سيارة كهربائية من قبل الأفراد والشركات تراجعت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ.

وعليه، بات على الشركة دعم المبيعات بتخفيضات في الأسعار وهذا ما سيؤثر في الأرباح. وقد بيّنت الأرقام في مدينة فولسبورغ، مقر الشركة، مثلاً، تراجع مبيعات السيارات الكهربائية 1% في الفصل الأول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن شركة تسلا الأميركية المنافسة لفولكسفاغن تعاني أيضاً من ضعف في أرقام المبيعات، فوفقاً للمعلومات الواردة في أكثر من وسيلة إعلامية أمس الاثنين، ترغب الشركة في تسريح أكثر من 10% من قوتها العاملة في جميع أنحاء العالم، وسيتأثر إجمالي 14 ألف فرصة عمل بهذا التوجّه.

المساهمون