ظروف عمل خطرة في الأردن: مصاعب الشتاء

13 فبراير 2023
مطالب بتحسين بيئة العمل (Getty)
+ الخط -

يتعرض عمال أردنيون لمخاطر كبيرة خلال عملهم في ظروف صعبة، بخاصة في ظل الأحوال الجوية ذات البرودة الشديدة وغزارة الأمطار والثلوج.
يؤكد المرصد العمالي الأردني في أحدث تقرير له أنّ فئات عدة تعمل في أوقات صعبة من دون ضمان أو أطر حماية اجتماعية، بخاصة في حال تعرضهم للإصابات أو الأمراض نتيجة العمل، في الوقت الذي يشترط فيه قانون الضمان الاجتماعي وقانون العمل أهمية شمول كافة العاملين بالتأمينات الاجتماعية والرعاية الكافية وتوفير ظروف عمل مناسبة لهم.
ويقول المرصد إنه في الوقت الذي تتحول فيه منشآت إلى العمل عن بعد وعمال آخرون يطلبون الحصول على إجازاتهم السنوية، تزامناً مع الأحوال الجوية الباردة التي تشهدها البلاد هذه الأيام وتصاحبها كميات من الأمطار الغزيرة والثلوج والرياح القوية، نجد أنّ أكثر المتضررين في هذه الأجواء هم عمال المياومة (بالأجر اليومي) والموظفون الذين يتطلّب عملهم الوجود في الميدان أكبر وقت ممكن كفنيي الكهرباء وتمديدات الصرف الصحي التابعين لشركات المياه وغيرهم من عمال البلديات.
في هذا الإطار، قال رئيس المرصد أحمد عوض لـ"العربي الجديد" إن الهدف من تناول مثل هذه الانتهاكات هو محاولة مساعدة هذه الفئات للحصول على حقوقها وحمايتها وتحسين بيئة العمل عموماً.

وأضاف: "الأصل أن يُحمى من يعملون في ظروف صعبة بخاصة الأحوال الجوية، بسبب المخاطر التي يتعرضون لها وكذلك دورهم في خدمة الآخرين وضمان السلامة العامة وإدامة عمل مختلف المرافق في الميدان، بما في ذلك خدمات الكهرباء والمياه والبنى التحتية والطرق وغيرها".

تابع أنّ على المؤسسات المعنية، بخاصة الضمان الاجتماعي، متابعة أوضاع هذه الفئات وإلزام أصحاب العمل بتوفير مظلة التأمينات الاجتماعية. أضاف عوض أنّ المرصد توصل إلى أنّ كثيراً من العاملين والعاملات في مختلف القطاعات ما زالوا يعانون من ظروف عمل صعبة في الشتاء، إذ لا يحصل جميعهم على أدوات وفق المعايير الدولية للعمل اللائق في الأجواء والأماكن الباردة، وما زالوا ينتظرون استجابة أصحاب الأعمال لحمايتهم من التعرض للأمراض الشتوية وإصابات العمل وآلام الأطراف والعظام.

ومن الأمثلة التي عرضها المرصد، أبو منير، وهو أحد مقاولي الإنشاءات، الذي يقول إنّ عملهم في الأجواء الباردة والصقيع والموجات الباردة قد يقتصر على الورشات الاضطرارية داخل المنازل، وغالباً ما يتجنبها أصحاب المنازل والمقيمون فيها ويؤجلون صيانتها إلى أوقات الجو الدافئ. يتابع أنّ صعوبة العمل في الورشات الشتوية تتمثل في طبيعة مهنتهم التي تفرض عليهم العمل قبل إضافة شبابيك أو أبواب للمنازل، فيتعرضون للبرد الشديد ويضطر العمال لارتداء ملابس ثقيلة تعيق حركتهم وتحد من سرعة الإنجاز معظم الأحيان، لذلك لا ينجزون كثيراً خلال فصل الشتاء.

ويتطلب ذلك من العمال أنفسهم ارتداء سترات واقية من المياه الباردة التي يستخدمونها طوال العمل (المياه ضرورية للخلطة الإسمنتية) وأحذية بلاستيكية بسيقان طويلة تحمي أقدامهم وسيقانهم من البلل، إلّا أنّ الغريب في ذلك أنّ العمال هم من يشترون هذه المعدات بحكم أنّهم عمال مياومة لا يتبعون مقاولاً أو شركة أو إدارة منظمة، بل تقتصر تعاملاتهم على العمل مع مقاولين بشكل شبه يومي.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

أما عاملة الزراعة يسرى، فترى أنّ معاناتهم لا تختلف عن ظروف عملهم في الصيف، فبالرغم من أنّ أجواء البيوت البلاستيكية جيدة وحرارتها مناسبة للعاملين بناء على ما يناسب المزروعات، فهناك صعوبة في توفير وسائل النقل من المزارع وإليها، إضافة إلى الانتقال من بيت بلاستيكي إلى آخر. تقول يسرى إنّ التنقل بين البيوت البلاستيكية، يعني أنّ الأحذية سيملأها الطين الذي لا يزول بسهولة، فضلاً عن عدم تغير الأجر اليومي بالرغم من تقلب الظروف الجوية وزيادة العوائق اليومية.

وتحصل العاملة على أجر مقداره دينار وربع دينار للساعة الواحدة علماً أنّ عدد الساعات قد لا يتجاوز ستاً بسبب الظروف الجوية وقِصر النهار، من دون تقديم وجبة إفطار أيضاً.
ويتوجب على عمال وعاملات الزراعة لإتمام مهامهم ارتداء ملابس مناسبة للطقس وأحذية شتوية بالإضافة إلى القفازات لبعض المهام مثل القطف والتعشيب وإزالة الأوراق المتصلة بالثمار.
ويربط دليل المبادئ الأساسية للسلامة والصحة المهنية في بيئة العمل الصادر عن منظمة العمل الدولية، الظروف المناخية الباردة بضرورة الاستعداد لها، إذ يشير إلى أنّ تأثير البرودة على جسم الإنسان يقع نتيجة عدم استخدام وسائل الوقاية من البرد أثناء العمل في أماكن باردة عموماً.

المساهمون