صناعة اللحوم النباتية... دوافع عديدة وراء الاهتمام الإماراتي

13 مايو 2023
اتجاه نحو تقليل استهلاك اللحوم الحيوانية (فرانس برس)
+ الخط -

اهتمام إماراتي متصاعد بصناعة اللحوم النباتية خلال الآونة الأخيرة، توجته إمارة دبي، مؤخرا، بإعلان افتتاح أول مصنع لإنتاجها بالشرق الأوسط في مدينة دبي الصناعية، التابعة لمجموعة "تيكوم".
وتحت علامة "ثرايف"، جرى تجهيز المصنع لتلبية احتياجات نحو 30% من إجمالي سكان دول الخليج من البروتينات، حسب ما أوردت صحيفة "الإمارات اليوم".
وتقوم فكرة "ثرايف" على توظيف المعارف والخبرات الزراعية القديمة وأبحاث وتقنيات الغذاء الحديثة للحفاظ على العناصر الغذائية الرئيسية والدقيقة للنباتات الغنية بالبروتينات.
فاللحوم النباتية هي بديل نباتي للحوم الحيوانية، حيث تُصنع من مكونات نباتية كالفول والعدس والحمص والخضراوات والفواكه والمكسرات، وتتميز باحتوائها على نفس البروتينات الموجودة في اللحوم الحيوانية، لكن مع خلوها من الدهون المشبعة والكوليسترول.
كما تعد اللحوم النباتية خيارا مناسبا لمن يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، أو لأولئك الذين يرغبون في تقليل استهلاكهم الحوم الحيوانية لأسباب صحية.
وهنا يشير الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى توقعات دولية بأن يشهد العالم نقصا في اللحوم الحيوانية بحلول عام 2050، أي أن عدد سكان الأرض المتوقع في هذا العام سيفوق قدرة البشرية على إنتاج اللحوم الحيوانية.

ومن هذا المنطلق، تتجه العديد من الدول نحو استبدال لحوم الأبقار ببدائل، منها بعض أنواع من "الحشرات" في دول آسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية، ومنها بعض أنواع من "النباتات" كما هو الحال في الحالة الإماراتية، حسب عجاقة.
ومن زاوية أخرى، يشير الخبير الاقتصادي حسام عايش، في حدثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن اللحوم النباتية تمثل بديلا قد يمثل حماية من أمراض كالسمنة، ومن أمراض أخطر نتيجة اختلاط اللحوم الحيوانية بالهرمونات التي يجرى "حقن" الماشية والدواجن بها لتكبيرها سريعا، وبالتالي فهي تدخل في صميم الأمن الغذائي.
ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) في أبوظبي، في نوفمبر/تشرين الثاني، تتخذ الإمارات خطوات حثيثة لتعزيز التنوع الغذائي ودعم تطوير عمليات الإنتاج الغذائي المستدامة.
وتعتبر صناعة اللحوم النباتية واحدة من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف، حيث إن إنتاجها يستخدم كمية أقل من الموارد المائية والأرضية والطاقة مقارنة بإنتاج اللحوم الحيوانية، كما أنه يساعد على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة.
ولذا يؤكد عايش أن صناعة اللحوم النباتية تمثل شكلا جديدا من أشكال التناغم مع التغيرات المناخية والحاجة إلى تجديد وتطوير سلاسل الإمداد الغذائية، سواء على المستوى الخليجي أو العالمي.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة "ريسيرش أند ماركتس"، من المتوقع أن يصل حجم السوق العالمية للحوم النباتية إلى 21.23 مليار دولار بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 14.0% خلال الفترة من 2020 إلى 2025.

المساهمون