قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، إن سوق النفط العالمية تسير على "حبل مشدود" بين نقص الإمدادات وركود اقتصادي محتمل مع تأثر الطلب بالفعل بارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأكدت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أنه "نادرا ما كانت توقعات أسواق النفط أكثر غموضا مما هي عليه الآن. فتراجع توقعات الاقتصاد الكلي والمخاوف من الركود تؤثر على اتجاه السوق، في حين توجد مخاطر على جانب العرض".
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري عن النفط: "حتى الآن، كان النمو الأضعف من المتوقع للطلب على النفط في الدول المتقدمة والإمدادات الروسية المرنة" تخفف من أثر نقص المعروض في السوق.
ومع ذلك، تراجعت توقعات الطلب في 2022 بمقدار 200 ألف برميل يوميا فقط، والسوق في طريقه لتسجيل نمو سنوي قدره 1.7 مليون برميل يوميا هذا العام و2.1 مليون برميل يوميا في 2023 عندما سيبلغ 101.3 مليون برميل يوميا مدعوما بالنمو في الدول النامية.
وحذرت الوكالة من أن السعودية والإمارات، العضوين في أوبك، ستكون لديهما قدرة محدودة على ضخ المزيد من النفط، إذ من المتوقع أن تنخفض طاقتهما الإنتاجية الفائضة المجمعة إلى 2.2 مليون برميل يوميا فقط في أغسطس/ آب.
ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من وصول صادرات النفط الروسية إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس/ آب الماضي، قالت الوكالة إن عائدات الصادرات الروسية ارتفعت بمقدار 700 مليون دولار على أساس شهري مع ارتفاع أسعار النفط.
النفط دون 100 دولار
وارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بعد يوم من انخفاضها إلى ما دون 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ إبريل/ نيسان، لكن المكاسب كانت محدودة وسط ترقب قبيل بيانات التضخم الأميركية التي قد تضعف السوق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا أو 0.5 بالمائة إلى 99.97 دولارا للبرميل، بحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 44 سنتا، أو 0.5 بالمائة، إلى 95.27 دولارا.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأولية في "آي.إن.جي"، إن "مخاوف الركود تستمر في الإضرار بالسوق، في حين أن قوة الدولار الأميركي والارتفاع في حالات الإصابة بكوفيد-19 في أجزاء من الصين لا يساعدان بالتأكيد".
وأشار ستيفن إينيس، الشريك الإداري في "إس.بي.آي" لإدارة الأصول، إلى الإصدار المتوقع لبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي في وقت لاحق اليوم الأربعاء، والتي قد تأتي مرتفعة.
كما أثرت إعادة فرض قيود على التنقل لمواجهة كوفيد-19 في الصين على السوق. فقد اعتمد عدد من المدن في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قيودا جديدة، تشمل إغلاق شركات وعمليات إغلاق أوسع نطاقا، في محاولة لكبح الإصابات الجديدة بمتحور فرعي شديد العدوى من فيروس كورونا.
في غضون ذلك، تتابع الأسواق عن كثب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، إذ من المتوقع أن يطلب من السعودية والمنتجين الخليجيين الآخرين زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار.
وتوقعت أوبك في تقرير شهري صدر أمس ارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2023، وأن يستمر الضغط على الإمدادات بالسوق.
وقدرت أن هناك حاجة إلى ضخ 900 ألف برميل إضافية يوميا من النفط من أعضائها في عام 2023، لتحقيق التوازن في السوق.
(رويترز، العربي الجديد)