حرب العلامات التجارية تقفز بإيجارات المتاجر في أحياء طوكيو الفاخرة

حرب العلامات التجارية تقفز بإيجارات المتاجر في أحياء طوكيو الفاخرة

15 فبراير 2022
اليابانيون ينفقون بسخاء على السلع الفاخرة (Getty)
+ الخط -

تشهد الأحياء الراقية في العاصمة اليابانية طوكيو، صراعاً بين عمالقة العلامات التجارية التي تبحث عن موطئ قدم في البلد الذي أنفق فيه المواطنون بسخاء على السلع الفاخرة، الأمر الذي يزيد الطلب على المتاجر في هذه الأحياء ويقفز بقيمتها الإيجارية إلى أعلى مستوى مند بداية جائحة فيروس كورونا مطلع عام 2020.

وعاد الزوار إلى مناطق التسوق في طوكيو منذ رفع حالات الطوارئ، التي كانت سارية طوال معظم عام 2021، لترتفع أسعار الإيجارات التجارية في المواقع الرئيسية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، مسجلة أولى المكاسب منذ بداية الوباء، وفقاً لشركة الخدمات العقارية "كوشمان آند ويكفيلد".

ومع بقاء السفر الدولي مصدرَ متاعب لمعظم اليابانيين بسبب فترات الحجر الصحي الطويلة عند العودة، بات المزيد من المتسوقين ينفقون الآن على حقائب اليد الفاخرة والساعات والأزياء داخل البلد.

وتساعد هذه الأجواء في تحفيز المنافسة على المواقع الأكثر فخامة بين العلامات التجارية الفاخرة العالمية مثل "إل في إم إتش" و"ريتشمونت".

قال إيساو سوغا، رئيس خدمات البيع بالتجزئة في "كاشمان آند ويكفيلد"، وفق وكالة "بلومبيرغ" الأميركية: "بات الوضع مثل معركة للحصول على المواقع".

فقد ارتفعت الإيجارات في منطقة غينزا المرموقة بنسبة 5.3% في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتصل إلى 400 ألف ين (3440 دولاراً) لكل تسوبو، وهي وحدة القياس الياباني التي تعادل نحو 3.3 أمتار مربعة.

وحققت المناطق الموجودة في أوموتيساندو، الحيّ الراقي المجاور لهاراجوكو وشيبويا، مكاسب بنسبة 6.7%، لتصل إلى 320 ألف ين لكل تسوبو.

وأدت الزيادة في الطلب على المواقع الفاخرة إلى وضع حد لستة أرباع متتالية من الانخفاض في الإيجارات منذ وصول جائحة فيروس كورونا لأول مرة إلى شواطئ اليابان.

في ديسمبر/كانون الأول الماضي وحده، افتتحت العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات "إل في إم إتش هوبلت" متجراً جديداً في أوموتيساندو، بينما أضافت "فاتشيرون كونستانتين" الشركة العضو في مجموعة "ريتشمونت"، متجراً جديداً في غينزا.

وفي السنوات الأخيرة، كانت المحلات التجارية في هذه المناطق مدعومة بتدفق السياح الأثرياء، وخاصة من الصين، المستعدين للإنفاق في اليابان وعززت سياسات استرداد الضرائب المواتية ذلك.

وعندما أدى تفشي فيروس كورونا إلى انقطاع السياح الصينيين لأول مرة، ثم انخفض الإنفاق المادي لمصلحة التسوق عبر الإنترنت، أصبحت هذه الأحياء مدن أشباح مؤقتاً.

ولكن مع تعافي العالم من الوباء، ارتفع الطلب على مستلزمات الرفاهية في جميع أنحاء العالم. وسجل سهم "إل في إم إتش" أعلى مستوى قياسي له في يناير/كانون الثاني الماضي، فيما بلغت أسهم "هيرميس إنترناشيونال" نحو ضعف مستواها في بداية عام 2020، رغم تراجعها عن المستويات المرتفعة الأخيرة.

وقال كينجي غوفيرس، نائب رئيس شركة "باين آند كو" في طوكيو، إنه عندما غامر المتسوقون اليابانيون بالخروج وسط فترات السماح في حالات الإصابة بكورونا، فقد فضلوا المتاجر الأقل ازدحاماً، لا المتاجر الكبرى.

ووفق إيساو سوغا، رئيس خدمات البيع بالتجزئة في "كاشمان آند ويكفيلد"، فإنّ المواقع التي تطمع بها العلامات التجارية الأجنبية هي التي تحقق مكاسب فقط.

المساهمون