أعلنت شركة "شوي كيسن كايشا" أنها المالكة لناقلة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس، حيث تعطلت حركة الملاحة، وتواجه "صعوبة قصوى" في تعويمها. وأوضحت الشركة على موقعها الإلكتروني: "بالتعاون مع السلطات المحلية وشركة برنارد شولته شيبمانجمنت (تشرف على الإدارة التقنية للسفينة) نحاول تعويم السفينة، لكننا نواجه صعوبة قصوى".
وأكدت الشركة أنها مسؤولة عن نفقات عملية التعويم ومسؤولية الطرف الثالث وتكلفة الإصلاح، لافتة إلى أنها استعانت بفريقي إنقاذ بحري من هولندا واليابان لتعويم السفينة.
وأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المصرية، تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتاً، اليوم الخميس، إلى حين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيڤر غيفن" الجانحة بالكيلو متر 151 جنوبيّ القناة بمواجهة حيّ الجناين في السويس.
وأوضح أن حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال، كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقاً للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.
شملت جهود تعويم السفينة القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة 8 قاطرات عملاقة في مقدمتها القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طناً.
وتعطلت السفينة حاملة الحاويات الثقيلة ذات حمولة 224 ألف طن بسبب اصطدامها بقعر القناة، ما أدى إلى جنوحها أفقياً، لتسدّ مجرى القناة بالكامل، ولتعجز باقي السفن المتجهة نحو البحر المتوسط والبحر الأحمر عن المرور.
وأظهرت خدمة الخرائط الحية في موقع vesselfinder المتخصص في تتبع السفن التجارية، تعطل مجرى القناة بالكامل نتيجة جنوح السفينة المعطوبة.
كذلك نشرت مواطنة أميركية تدعى چوليان كونا، تعمل على سطح سفينة أخرى كانت تمرّ في القناة تابعة لشركة ميرسك، صورة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" تظهر السفينة المعطلة قابعة في عُرض القناة، دون ترك أي مساحة لعبور أي قطعة بحرية، ولو صغيرة.
وكانت شركة شوي كيسن اليابانية قد قالت في بيان أصدرته باللغة الإنكليزية بعد أكثر من 24 ساعة على جنوح السفينة "نعتذر بصدق على التسبب في قدر كبير من القلق".
وذكرت الشركة أن عدد أفراد الطاقم على متن السفينة يبلغ 25 فرداً، كلهم هنود. والسفينة محملة بالكامل بسلع استهلاكية متجهة إلى الأسواق الأوروبية في 20 ألف حاوية شحن.
ووصفت الشركة المتخصصة المعنية حالياً بمحاولة تحرير السفينة الأمر بأنه يشبه محاولات تحريك حوت ضخم على شاطئ. وقاومت السفينة التي يبلغ طولها نحو 400 متر حتى الآن محاولات تحريرها عن الحافة الرملية من القسم الضيق من قناة السويس.
وانغرست السفينة في حافة القناة بعد أن فقدت التحكم في توجيهها بسبب رياح قوية.
وقالت مصادر في القطاع إن شركة شوي كيسن وشركات التأمين على السفينة، وهي إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم التي تعلق في قناة السويس، تواجه مطالبات بتعويضات تبلغ ملايين الدولارات، حتى إذا عُوِّمَت السفينة سريعاً.
في السياق، حذر أونغ يي كونغ، وزير النقل في سنغافورة، أكبر مركز لإعادة الشحن في العالم، اليوم الخميس، من أن تعطل الملاحة في قناة السويس قد يعرقل مؤقتا الإمدادات إلى المنطقة. وقال: "إذا حدث ذلك، ستصبح بعض عمليات السحب من المخزونات أمرا ضروريا"، مضيفا أن "بي.إس.إيه"، المشغلة للموانئ في سنغافورة، قد تشهد ارتباكا في الجداول عندما تغير شركات الشحن مسارات الرحلات.
هذا وقالت الشركة المستأجرة لسفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس المصرية اليوم الخميس، إن فريقي إنقاذ محترفين من هولندا واليابان كلفا بالعمل مع السلطات المحلية لوضع خطة أكثر فاعلية لإعادة تعويم السفينة العملاقة.
وذكرت شركة "إفر غرين" التايوانية إن الشركة مالكة السفينة عينت شركتي "سميت سالفدج" من هولندا و"نيبون سالفدج" من اليابان، وستعملان جنبا إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس لتنفيذ خطة تعويم السفينة العالقة.