تداعيات الهجمات الإلكترونية تضرب شركات أميركية كبرى

تداعيات الهجمات الإلكترونية تضرب شركات أميركية كبرى

20 ديسمبر 2020
مايكروسوفت أبلغت أكثر من 40 عميلاً استهدفوا بالبرامج الضارة (Getty)
+ الخط -

رغم مرور أسبوع على الإعلان عن وقوع هجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات حكومية أميركية، إلا أن تداعيات الهجمات لا تزال مستمرة، كما أنها امتدت إلى قطاعات وشركات اقتصادية كبرى، خاصة أن مسؤولين أبدوا تخوفهم من أن تكون عمليات التسلل التي اكتشفت حتى الآن ليست إلا قمة جبل الجليد.
واستهدفت الهجمات، وفقا لبيانات رسمية، وزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين، ويحتمل وصولها إلى وزارة الطاقة التي تدير الترسانة النووية، كما أن "الاختراق أثر على شبكات داخل الحكومة الاتحادية".
ودعت وكالة الأمن القومي، التي تشرف على الاستخبارات العسكرية الأميركية، إلى اليقظة لمنع نفاذ القراصنة إلى أنظمة مهمة تابعة للجيش أو الدولة.
ولم تكتشف الحكومة الأميركية الهجوم إلاّ الأسبوع الماضي، رغم انطلاقه في آذار/مارس أو في تاريخ أبعد، كما لم تحدد من يقف خلفه.

ورغم خطورة الهجمات، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلل، السبت، من خطورتها ومن الدور المنسوب إلى روسيا فيه، بينما أعلن وزير الخارجيّة مايك بومبيو أنّ روسيا تقف وراء الهجوم الإلكتروني الكبير الذي طاول وكالات حكوميّة أميركيّة عدّة وأهدافًا في كلّ أنحاء العالم أيضًا.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ماركو روبيو إن الهجوم يمثل "تهديدا خطيرا على أجهزة الدولة الفدرالية والمجتمعات المحلية والبنى التحتية الحيوية للقطاع الخاص".
أبرز الشركات المتضررة
لم يقتصر الهجوم على الشركات الأميركية فقط، بل امتد بشكل مباشر إلى دول أخرى، أو عبر تعاملاتها مع الشركات الأميركية التي تعرضت للاختراق، ووفقا للبيانات المتاحة، فإن أبرز الشركات والقطاعات الاقتصادية التي تعرضت للهجمات الإلكترونية المعلن عنها حتى الآن تتمثل في: 
•  اختراق برنامج "أونيون" من انتاج شركة "سولار ويندز" الأميركية، والذي تستعمله شركات كبيرة وإدارات في الإشراف على شبكاتها المعلوماتية.
•  ذكرت مجموعة مايكروسوفت، في وقت متأخر من الخميس الماضي، أنها أبلغت أكثر من أربعين عميلا استهدفوا بالبرامج الضارة، التي يقول خبراء الأمن إنها قد تسمح للمهاجمين بالوصول بلا قيد إلى الأنظمة الحكومية الرئيسية وشبكات الطاقة الكهربائية والمرافق الأخرى.
وأكد رئيس شركة مايكروسوفت براد سميث، في منشور على مدونة، أن نحو ثمانين بالمئة من العملاء المتضررين موجودون في الولايات المتحدة، إلى جانب آخرين في بلجيكا وبريطانيا وكندا وإسرائيل والمكسيك وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة.

وأضاف سميث أن "عدد الضحايا في الدول المتضررة سيواصل الارتفاع، هذا مؤكد"، وهو أمر "يخلق هشاشة تكنولوجية خطيرة في الولايات المتحدة والعالم". واعتبر أن الهجوم "ليس تجسسا عاديا، حتى في العصر الرقمي".
•  قال الخبير في مجموعة "دينيم غروب" الأمنية جون ديكسون إن عدة شركات خاصة يحتمل أن تكون عرضة للهجوم، تقوم بكل ما في وسعها لتعزيز حمايتها إلى درجة أنها تفكر في إعادة بناء خوادمها الإلكترونية.
وأضاف في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن الهجوم "كبير إلى درجة أن الجميع يقيّم الأضرار حاليا"، معتبرا أنه وجه "ضربة قوية إلى الثقة في الدولة والبنى التحتية الحساسة".
•  ينبه خبراء إلى التهديد الذي يحمله هذا الهجوم على الأمن القومي، ليس فقط في حال السيطرة على بنى تحتية حساسة، ولكن أيضا في حال النفاذ إلى إدارة شبكات توزيع الكهرباء أو خدمات عامة أخرى.
• تعرضت وثائق تتعلق بلقاح فايزر/بيونتك المضاد لوباء كوفيد-19 للقرصنة خلال الهجوم الإلكتروني على وكالة الأدوية الأوروبية، على ما أعلنت فايزر الأربعاء الماضي.
ورغم أن الشركة لم تربطه بالهجمات الأخيرة، إلا أن توقيت الهجمات والإعلان عنها يتزامن مع الإعلان عن الهجمات في الولايات المتحدة.
كما أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، التي تجري مناقشاتها حالياً لإصدار تراخيص لعدة لقاحات مضادة لكوفيد-19، أنها تعرضت لهجوم إلكتروني تمّ خلاله قرصنة بيانات مرتبطة بفايزر وبيونتك.
وهذه الوكالة هي الهيئة الناظمة للأدوية في كل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
•  خرجت خدمات غوغل، بما فيها البريد الإلكتروني "جيميل" ومنصة "يوتيوب" لمشاركة التسجيلات المصورة، عن الخدمة في أنحاء واسعة من العالم الاثنين الماضي جرّاء عطل كبير.
كما عانت خدمة غوغل للبريد الإلكتروني "جيميل"، الثلاثاء، من مشاكل فنية استمرّت لأكثر من ساعتين، وذلك غداة عطل كبير واجهه عملاق الإنترنت وأدّى إلى حرمان مستخدميه في أنحاء واسعة من العالم من العديد من خدماته لبعض الوقت.
وقالت غوغل في بيان نشرته على الإنترنت، فجر الأربعاء في الساعة 00:51 بتوقيت غرينتش، إنّ "مشكلة جيميل حُلّت"..

ولم تربط "غوغل" العطل بالهجمات الإلكترونية المعلن عنها، إلا أنها تتزامن أيضا مع الإعلان الأميركي عن التعرض لهجمات إلكترونية.
وكان عملاق الإنترنت قال في بلاغ سابق: "نحن على علم بوجود مشكلة في جيميل تؤثّر على مجموعة فرعية كبيرة من المستخدمين".
وأفاد موقع "داون ديتيكتر" المتخصص أنّ أكثر من 15 ألف مستخدم للإنترنت أبلغوا عن مشاكل واجهتهم لدى استخدامهم "جيميل".
• أقرت شركة "فاير آي" الأميركية للأمن المعلوماتي التي غالبا ما يستنجد بها الزبائن لدى تعرّضهم لهجمات إلكترونية، الثلاثاء الماضي، بأنها تعرّضت لعملية قرصنة بالغة التعقيد تشتبه بوقوف حكومة أجنبية وراءها.

المساهمون