أميركا تضع سويسرا في القائمة السوداء للدول المتلاعبة بالعملات

لأول مرة... أميركا تضع سويسرا في القائمة السوداء للدول المتلاعبة بالعملات

18 ديسمبر 2020
رئيس المركزي السويسري توماس جوردان (Getty)
+ الخط -

ضمت القائمة السوداء للدول المتلاعبة بالعملات التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية مرتين في العام، سويسرا لأول مرة، بينما تجاهلت الصين. وحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية الصادرة يوم الأربعاء، ضمت القائمة كذلك فيتنام، كما أضافت ثلاث دول إلى قائمة المراقبة بشأن احتمال تلاعبها بسعر الصرف. 

وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن مينوشين، إن الوثيقة الخاصة بمراقبة أسعار الصرف فحصت سلوكيات 20 دولة لاحتمال تلاعبها بالعملات خلال الفترة بين يونيو/ حزيران 2019 ويونيو/ حزيران العام الجاري. 

وحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية، فإن وحدة مراقبة أسعار الصرف العالمية، وجدت أن سويسرا تدخلت في سوق الصرف من جانب واحد خلال العام الجاري بحجم ضخم عبر طرح فرنكات سويسرية في السوق حتى تمنع عملتها من الصعود مقابل العملات الأخرى. 
وتمنع الدول صعود عملتها حتى لا يؤثر ذلك سلبا على إيراداتها من النقد الأجنبي خاصة من قطاعات السياحة والصادرات والاستثمارات الأجنبية.

ووفق الخزانة الأميركية فإن هذا التدخل كان أكبر من التدخلات التي أجراها البنك الوطني السويسري "البنك المركزي السويسري"، في مرات سابقة. وقالت إن تدخل المركزي السويسري كان عبر شراء أسهم في سوق المال الأميركي. 

يذكر أن لدى البنك المركزي السويسري حيازات ضخمة من الأصول الأميركية تتراكم منذ سنوات. ودعت وزارة الخزانة الأميركية المركزي السويسري إلى اللجؤ إلى سياسة "التيسير الكمي " في الاقتصاد السويسري لإحداث التوازن المطلوب لسعر صرف الفرنك بدلاً من التدخل المباشر في سوق الصرف. 

كما أن سويسرا تدخلت في السوق لإحداث التوازن المطلوب بميزان المدفوعات، في وقت شهدت البنوك السويسرية تدفقات هائلة من أثرياء منطقة اليورو في الربع الثاني من العام الجاري وسط ذروة جائحة كورونا. 

ويعد الفرنك السويسري من عملات الملاذ الآمن في أوروبا إلى جانب الجنيه الإسترليني. ولكن بسبب فوضى بريكست خسر الإسترليني هذا الموقع خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي تعرض الفرنك السويسري لعمليات شراء واسعة من قبل كبار المستثمرين والصناديق في أوروبا. 

وترى السلطات المالية في سويسرا أن الفرنك القوي سيضرب مبيعات البضائع والخدمات للخارج. كما وضعت وزارة الخزانة الأميركية فيتنام كذلك في القائمة السوداء للدول المتلاعبة بأسعار الصرف.

وقالت إن البنك المركزي الفيتنامي تدخل في السوق كبائع صاف لعملتها " دونغ" مقابل العملات الأجنبية الأخرى، حيث بلغ حجم تدخلاته البيعية الصافية، أي البيع ناقص الشراء، 16.8 مليار دولار منذ يونيو/ حزيران الماضي. ودعت وزارة الخزانة الأميركية فيتنام إلى شفافية أكبر في إدارة عملتها" دونغ". 

كما دعت البنك المركزي الفيتنامي إلى تحديث آليات النقد بحيث تقلص تدخلها في سوق الصرف الأجنبي. وحسب إجراءات وزارة الخزانة الأميركية، تعد الدولة متلاعبة بالعملات حين يتجاوز تدخلها في السوق نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي أو يرتفع فائض الحساب الجاري لديها بنسبة 2.0% كذلك من إجمالي الناتج المحلي.

وامتنعت الولايات المتحدة عن وضع الصين في القائمة السوداء، ربما لأنها لا تريد أن تضغط على الصين لتقوية سعر صرف عملتها مقابل الدولار في وقت تبحث فيه الصين عن سبل لتدويل اليوان. 

ويرى محللون أن وضع سويسرا في القائمة السوداء لن يؤثر على سعر صرف الفرنك السويسري أو على علاقتها مع الولايات المتحدة. خاصة وأن القرار جاء من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني. 

وقال فرانسيسكو بيسول الخبير في استراتيجيّة العملات بمصرف " أي أن جي" الهولندي، من غير المتوقع أن يؤثر هذا القرار في سعر صرف العملة السويسرية أو يوقف البنك المركزي السويسري عن التدخل في سوق الصرف الأجنبي لخفض سعر الصرف. 

وعادة ما يتدخل المركزي السويسري في السوق لحماية الفرنك من الارتفاع الكبير حينما تحدث اضطرابات في أسواق المال أو حين حدوث أزمات سياسية تدفع كبار الأثرياء لحماية ثرواتها من التآكل. 

وحسب تحليل لمصرف "جي بي مورغان" الاستثماري الأميركي، كان الفرنك السويسري الأفضل أداءً خلال دورات خفض الفائدة على الدولار وغيره من العملات الرئيسية في السابق، وهنالك احتمال كبير لتكرار هذا الأداء خلال دورة خفض الفائدة المتوقعة خلال العام 2021.