أصول المصارف السويسرية ترتفع إلى 3.5 تريليونات دولار

الحياة تعود لمقاهي زيورخ عاصمة المصارف السويسرية
22 يوليو 2020
+ الخط -

تواصل الصناعة المصرفية السويسرية جذب الثروات العالمية رغم الحصار الذي وجدته خلال العقد الجاري من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بشأن إخفاء ثروات الأغنياء عن الضرائب. ورغم إلغاء قوانين السرية المصرفية في سويسرا بعد ضغط أميركي، فإن الثروات الخاصة تتدفق على المصارف السويسرية.

وتشير وكالة فيتش الأميركية للتصنيف الائتماني إلى أن أصول المصارف السويسرية حققت ارتفاعا كبيراً، إذ باتت تعادل نسبة 500% من حجم الاقتصاد السويسري المقدر بنحو 705 مليارات دولار . وهذا يعني أن أصول المصارف السويسرية أصبحت تفوق 3.5 تريليونات دولار. 
ويقود مصرف "يو بي إس" أكبر المصارف السويسرية الذي أعلن نتائجه الثلاثاء، القطاع المصرفي السويسري في جذب الثروات العالمية الخاصة وتوظيفها إذ تشير بيانات نشرة "يورو موني" إلى أن حجم الثروات الخاصة التي يديرها "يو بي إس" حتى نهاية العام الماضي بنحو 2.9 تريليون دولار. كما ارتفع حجم الثروات الأجنبية في البنوك السويسرية إلى 1.44 تريليون فرنك سويسري في نهاية عام 2019، حسب البيانات التي نشرها المصرف المركزي السويسري.

ورغم الفوائد الضخمة التي تجنيها سويسرا من التدفق الهائل للثروات الخاصة على بنوكها، فإن هذه الثروات تخلق مشكلة للاقتصاد السويسري، إذ إنها ترفع من سعر صرف الفرنك السويسري، وبالتالي تضعف تنافسية الصادرات السويسرية في أوروبا والعالم. وهذا الارتفاع في سعر صرف الفرنك السويسري دفع البنك المركزي السويسري إلى التدخل في سوق الصرف خلال الشهور الماضية لمنع ارتفاع الفرنك. وعمدت سويسرا خلال أزمة اليورو في الأعوام الأولى من العقد الجاري إلى فك الربط الثابت بين الفرنك وعملة اليورو، إذ جعلت الأثرياء الأوروبيين يدفعون مقابل الأموال التي يضعونها في المصارف السويسرية عبر تبني سعر فائدة سالب.

وحسب البيانات التي نشرها المصرف المركزي السويسري فإن حجم الثروات التي يوظفها الأثرياء الأميركيون في المصارف السويسرية لا يزال مرتفعاً رغم الغرامات التي تعرضوا إليها من مصلحة الضرائب الأميركية خلال الأعوام الماضية، إذ بلغت نحو 160 مليار دولار، وجاء حجم ثرواتهم الموظفة في سويسرا مباشرة بعد أثرياء بريطانيا الذين احتلوا المرتبة الأولى بين المودعين في البنوك السويسرية بنسبة 27% من إجمالي الإيداعات الأجنبية، أو نحو 385 مليار دولار.
ومنحت وكالة فيتش الأميركية في تصنيفاتها الأخيرة معظم المصارف الأميركية ترتيب AAA الممتاز، كما لاحظ محللو مصارف أن البنوك السويسرية تتجه نحو تحقيق أرباح في نتائج النصف الثاني أو على الأقل ستسجل انخفاضًا طفيفاً مقارنة بالأرباح المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي 2019. وحتى الآن، أعلن مصرفان سويسريان عن نتائج النصف الثاني من العام، إذ ارتفعت أرباح مصرف جوليوس باير، وهو من البنوك الخاصة، في النصف الثاني من العام بنسبة 43% إلى 491 مليون فرنك سويسري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بفضل المتاجرة في وقت الاضطراب الكبير بالأسواق.

وتمكن المصرف وفقاً للبيانات التي أعلنها من زيادة عمولة الصفقات ومصاريف التوظيف الاستثماري بنسبة 8.0%، رغم الاضطراب الذي حدث في أسواق المال العالمية خلال شهري مارس/آذار وإبريل/ نيسان" الماضيين. 
من جانبه سجل "يو.بي.إس"، أكبر مجموعة في العالم لإدارة الثروات، انخفاضاً بنسبة 11 بالمئة في صافي الربح في الربع الثاني من العام، إذ أخفق ارتفاع أنشطة التداولات في تعويض تراجع مدفوع بفيروس كورونا في الأنشطة المصرفية للأفراد والشركات. وحسب رويترز، قال سيرجيو إرموتي الرئيس التنفيذي للبنك في بيان إنه "في الوقت الذي نواصل فيه مواجهة بيئة زاخرة بالتحديات، فإننا نتكيف ونسرع وتيرة التغيير، وندعم عملاءنا وموظفينا، والاقتصادات التي نعمل فيها، بينما نظل نركز على أولوياتنا الاستراتيجية". وانخفاض صافي الربح إلى 1.232 مليار دولار يفوق توقعات المحللين التي وضعت له أرباحاً بقيمة 973 مليون دولار.

المساهمون