"بلومبيرغ": مصر تستعد لاستيراد شحنة نادرة من الغاز

"بلومبيرغ": مصر تستعد لاستيراد شحنة نادرة من الغاز

03 نوفمبر 2023
تأثيرات واضحة للحرب في غزة على سوق الغاز الطبيعي في العالم (Getty)
+ الخط -

قالت وكالة "بلومبيرغ"، اليوم الجمعة، إن مصر تستعد لاستيراد شحنة نادرة من الغاز الطبيعي المسال، حيث أدت الحرب في غزة إلى تضييق سوق الوقود في المنطقة والعالم.

وأردفت الوكالة أنه من المتوقع أن تصل الناقلة ماران غاز كاليمنوس، المحملة جزئيا بالغاز الطبيعي المسال، إلى ميناء العين السخنة على البحر الأحمر يوم الجمعة، وفقا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها. ومن المقرر أن تكون هذه أول عملية استيراد لمصر للوقود فائق التبريد منذ يوليو/ تموز.

واعتبرت "بلومبيرغ" أن الشحنة تعد مؤشراً على أن مصر، وهي عادة مصدرة للغاز الطبيعي المسال، تستغل الأسواق العالمية، وسط نقص محلي. وعادة ما تستورد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا الغاز عبر خط أنابيب من إسرائيل، على الرغم من توقف الإمدادات لفترة وجيزة الأسبوع الماضي وسط العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر. كما ارتفع الطلب المحلي في مصر بسبب الطقس الحار غير المعتاد.

وأدت هذه العوامل إلى عجز وتعليق الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما كانت الحكومة تعول عليه أيضاً لتوفير العملة الأجنبية التي تحتاجها بشدة للوفاء بالتزاماتها الخارجية. وقالت الحكومة هذا الأسبوع إنه منذ أغلقت إسرائيل حقل غاز تمار البحري بسبب الحرب على غزة، توقفت تماماً واردات مصر من الغاز الطبيعي، والتي كانت تصل إلى 800 مليون قدم مكعب يومياً.

ودفع تراجع واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، خلال الأشهر الماضية، الحكومة لزيادة عدد ساعات فصل التيار الكهربائي، والتي كانت تتراوح في السابق بين ساعة وساعتين، لتصبح حالياً من ساعتين إلى 4 ساعات يومياً، وفقاً لما أفادت به بعض المصادر "العربي الجديد" مع تأكيدات من مصادر حكومية بأن الوضع قد يستمر حتى بداية العام المقبل.

ويوم الأربعاء، قالت "بلومبيرغ" إن مصر بدأت في تقليص إمدادات الغاز الطبيعي الحيوية لبعض الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، فيما اعتبرته الوكالة إشارة إلى التأثير الاقتصادي المتزايد للحرب في غزة، على دولة تواجه بالفعل انقطاعات في الكهرباء بسبب نقص الوقود.

وقالت شركة مصر لإنتاج الأسمدة، التي تنتج اليوريا، إن إمدادات الغاز انخفضت منذ 27 أكتوبر الماضي، لكنّ أيّاً من خطوط الإنتاج لم يتوقف، بحسب ما ورد في بيان للبورصة المصرية، الأربعاء. وتمثل صادرات مصر من اليوريا، بخاصة إلى أوروبا، نحو 10% من التجارة العالمية للأسمدة.

وتراجعت أسهم "أبو قير للأسمدة" بأكبر وتيرة منذ أكثر من عشر سنوات، هذا الأسبوع، إذ هبطت 11% في بورصة القاهرة، بعد أن أعلنت الحكومة وقف واردات الغاز الطبيعي.

وتعتمد مصر على واردات الغاز من جارتها إسرائيل لتلبية بعض الطلب المحلي، وكذلك لإعادة التصدير إلى أوروبا، عبر منشآت الغاز الطبيعي المسال. وكان الطقس الحار غير المعتاد يعني أن مصر تستهلك كل الغاز الذي تنتجه، مما يترك القليل للشحنات الخارجية. 

وبينما استؤنفت التدفقات من إسرائيل الآن، إلا أنها لا تزال تمثل حوالي 30% فقط من أحجامها الطبيعية، وفقا لشخص مطلع على الأمر.

ولا تتلقى أوروبا سوى نسبة صغيرة من الغاز الطبيعي المسال من مصر. ومع ذلك، فقد زاد الانقطاع من مخاوف نقص الإمدادات الإجمالية في القارة، حيث يمكن أن يؤدي صراع أوسع في الشرق الأوسط إلى قلب أسواق الطاقة العالمية رأساً على عقب.

المساهمون