بايدن يدعو أميركا اللاتينية إلى تجنب "دبلوماسية فخ الديون" الصينية

بايدن يدعو أميركا اللاتينية إلى تجنب "دبلوماسية فخ الديون" الصينية

04 نوفمبر 2023
أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستُطلق منصة استثمارات جديدة (الأناضول)
+ الخط -

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن دول أميركا اللاتينية إلى اختيار الاستثمارات الديمقراطية والشفافة بدلاً من سياسة "دبلوماسية فخ الديون" الصينية خلال استضافته مسؤولين وممثلين لـ11 دولة من منطقة شقّت فيها بكين طريقًا لها.

ومع تراجع شعبية اتفاقيات التجارة الحرة في واشنطن، يعمل بايدن على الترويج لـ"شراكة الأميركيتين من أجل الرخاء الاقتصادي"، وهو إطار عمل يركّز على تشجيع الأعمال التجارية وإعادة توجيه سلاسل التوريد بعيدًا من الصين.

ودعا بايدن الجمعة، إلى أن تكون القارة الأميركية "آمنة ومزدهرة وديمقراطية، من أقصى الشمال الكندي إلى أقصى الجنوب التشيلي".

وفي انتقاد مبطّن للصين، قال الرئيس الأميركي إن أمام أميركا اللاتينية "خيارًا حقيقيًا بين دبلوماسية فخ الديون والنهج عالي الجودة والشفاف في التعامل مع المنشآت والتنمية".

وأبرمت الصين اتفاقيات للتجارة الحرة مع أربع من الدول المشاركة في القمة التي ينظمها بايدن وضخّت استثمارات بمليارات الدولارات في البنى التحتية في أميركا اللاتينية، لكن في كثير من الأحيان عبر قروض على الدول سدادها بمعدلات فائدة غير مواتية.

وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستُطلق منصة استثمارات جديدة من شأنها أن تدعم ما قال إنه سيكون استثمارات بمليارات الدولارات ربما في القطاع الخاص في منشآت "مستدامة".

وأكّد بايدن أن واشنطن تأمل جعل نصف الكرة الغربي "المنطقة الأكثر تنافسية على الصعيد الاقتصادي في العالم"، مضيفاً: "أعتقد أن الأمر في متناولنا تمامًا".

وأعلن بايدن إطلاق برنامج مقرّه في الأوروغواي وتدعمه كندا، يهدف إلى دعم رواد الأعمال في الشركات الناشئة في أميركا اللاتينية.

ولفت أيضًا إلى أن واشنطن ستعزز، بالشراكة مع بنك التنمية للدول الأميركية، السندات الخضراء على غرار مبادرة الإكوادور لبيع الديون لحماية الطبيعة في جزر غالاباغوس، حيث النظم البيئية معرضة للخطر.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في أحد اجتماعات القمّة، إن "الولايات المتحدة تنتهج نهجًا أطلقتُ عليه اسم +حشد الأصدقاء+ يعتمد على تنويع سلاسل التوريد الخاصة بنا عبر مجموعة واسعة من الشركاء والحلفاء الموثوقين".

وأضافت: "نعتقد أن دول +شراكة الأميركيتين من أجل الرخاء الاقتصادي+ في وضع جيد لاتخاذ الإجراءات اللازمة للاستفادة من حشد الأصدقاء في منطقتنا".

التركيز على الحلفاء الديمقراطيين

تعطي المبادرة الاقتصادية الأولوية للدول الديموقراطية، اذ كان قادة بربادوس وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان والإكوادور والبيرو والأوروغواي، من بين المشاركين في القمة في البيت الأبيض الجمعة.

ومثّل مسؤولون من مستوى أدنى كلًّا من المكسيك وبنما، وهما أيضًا من الدول المشاركة في "شراكة الأميركيتين من أجل الرخاء الاقتصادي".

وتربط الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور علاقة معقّدة بإدارة بايدن، فهو يتعاون معها في تحقيق الأولوية الأميركية الرئيسية المتمثلة بإبعاد المهاجرين القادمين خصوصًا من أميركا الوسطى، لكنه ينتقد أيضًا في شكل متكرر السياسة الأميركية الخارجية.

والعام الماضي، رفض لوبيز أوبرادور المشاركة في قمة للأميركيتين في لوس أنجلوس كانت بمثابة تمهيد للقمة التي عُقدت الجمعة، احتجاجًا على استبعاد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا التي يحكمها يساريون.

أمّا الرئيس البنمي لاورنتينو كورتيزو المقرّب من الولايات المتحدة، فلم يتمكّن من حضور قمة الجمعة بسبب تزامن انعقادها مع عيد وطني في بلده.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ200 على إعلان "مبدأ مونرو" الذي نادى بجعل أميركا اللاتينية ضمن دائرة نفوذ الولايات المتحدة وحيث القوات الخارجية غير مرحب بها.

في السنوات الأخيرة، استهدفت الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة المنافس العالمي الأول لها، أميركا اللاتينية، في إطار سعيها العالمي للحصول على موارد طبيعية، وانضمّت 21 دولة في هذه المنطقة إلى مبادرة "الحزام والطريق".

تأتي قمة البيت الأبيض في سياق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، ما سبّب تغيب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الاجتماع من أجل القيام بجولة ثانية له في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب.

وتطرّقت قمة أميركا اللاتينية إلى الحرب والدعم الأميركي لإسرائيل، لكن رئيس تشيلي غابريال بوريك قال لبايدن في اجتماع منفرد إن ردّ إسرائيل "غير متكافئ".

وقال بوريك بعد لقائه بايدن: "يجري انتهاك القانون الإنساني الدولي، وما يحصل في قطاع غزة غير مقبول".

(فرانس برس)

المساهمون