الولايات المتحدة تتجه للتخلي عن الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء

الولايات المتحدة تتجه إلى التخلي عن الوقود الأحفوري وتوليد الكهرباء عبر المفاعلات النووية

02 ابريل 2024
المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري في مؤتمر سيرا ويك للطاقة بهيوستن (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تغير المناخ يحفز الولايات المتحدة على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع الاعتراف بأن الطاقة المتجددة قد لا تكفي وحدها، مما يجعل الطاقة النووية خيارًا محتملاً لسد الفجوة في قطاع الكهرباء.
- الرئيس التنفيذي لأرامكو يشير إلى فشل استراتيجية التحول الطاقي الحالية، مؤكدًا على ضرورة استمرار استخدام النفط والغاز بسبب الطلب المتزايد على الوقود الأحفوري.
- تجدد الاهتمام بالطاقة النووية في الولايات المتحدة كجزء من مزيج الطاقة المستقبلي، مع تطوير مفاعلات نووية أصغر وأرخص تساهم في تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون.

يدفع تغير المناخ الولايات الأميركية إلى خفض استخدامها للوقود الأحفوري كثيراً، حيث يرى الكثيرون أن مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة ربما لا تكون كافية لتوليد الكهرباء في البلاد.  

ووفق تقرير لوكالة "أسوشييتد برس" اليوم الثلاثاء، تظهر الطاقة النووية حلّاً لسد الفجوة في النقص بقطاع الكهرباء، مع تحول الدول عن الفحم والنفط والغاز الطبيعي للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ودرء أسوأ الآثار المترتبة على ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولكن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، قال إن تحول الطاقة فشل، ودعا صناع السياسات إلى التخلي عن "خيال" التخلص التدريجي من النفط والغاز، مع توقع ارتفاع الطلب على الوقود الأحفوري. وخلال مقابلة جماعية في أسبوع سيرا الذي نظمته مؤسسة "ستاندرد آند بورز" العالمية للطاقة في هيوستن بتكساس.  

وأضاف: "في العالم الحقيقي، تفشل استراتيجية التحول الحالية بوضوح على معظم الجبهات لأنها تصطدم بخمس حقائق صعبة". ويقصد بالتحول الأخضر ، توليد الطاقة المتجددة، أي من مصادر غير النفط والغاز الطبيعي. 

ويأتي الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية في الوقت الذي تعمل فيه الشركات، بما في ذلك الشركة التي أنشأها مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، على تطوير مفاعلات أصغر وأرخص يمكن أن تكمل شبكة الطاقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وتقول وكالة أسوشييتد برس، إن الطاقة النووية  تأتي مصحوبة بمجموعة من المشكلات، خاصة النفايات المشعة التي يمكن أن تظل خطرة لآلاف السنين. لكن المؤيدين يقولون إن المخاطر يمكن التقليل منها، وإن مصدر الطاقة سيكون ضرورياً لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة في حين يحاول العالم الابتعاد عن الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون. ويوضح جيف لياش، رئيس هيئة وادي تينيسي ومديرها التنفيذي، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس، الأمر ببساطة: لا يمكنك تقليل انبعاثات الكربون كثيراً بدون الطاقة النووية.

وقال لياش: "في هذه المرحلة، لا أرى طريقاً يوصلنا إلى هناك دون الحفاظ على الأسطول الحالي وبناء طاقة نووية جديدة". وتقوم المنشأة المملوكة للحكومة الفيدرالية بإضافة قدرة الطاقة الشمسية، ولكنها تشغّل أيضاً ثلاث محطات نووية وتخطط لاختبار مفاعل صغير. وبحلول عام 2050، تأمل المنشأة أن تصبح صافية صفراً، مما يعني أن كمية الغازات الدفيئة المنتجة لا تزيد عن الكمية التي تمت إزالتها من الغلاف الجوي. ووجد استطلاع أجرته وكالة أسوشييتد برس لسياسات الطاقة في جميع الولايات الأميركية  الخمسين ومقاطعة كولومبيا، أن أغلبية قوية، أي حوالي الثلثين، ترى أن الطاقة النووية، بطريقة ما، ستساعد في الحلول محل الوقود الأحفوري. وقد يؤدي هذا الزخم إلى أول توسعة في بناء المفاعلات النووية في الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

الولايات المتحدة 

بحسب تقرير "ويرلد نيوكلير أسوسيشن"، الاتحاد العالمي للطاقة النووية، تمتلك الولايات المتحدة الأميركية حتى العام 2022 نحو 94 مفاعلاً ًنووياً قابلاً للتشغيل بسعة صافية مجمعة تبلغ 97.0 جيجاوات. وفي عام 2022 ، ولدت الطاقة النووية نحو 18.2% من الكهرباء في الولايات المتحدة. ويقول التقرير، كان هناك مفاعلان آخران من طراز AP1000 قيد الإنشاء في  مقاطعة فيرفيلد بولاية كونيتيكت، وهي VC Summer، ولكن تم إلغاؤهما. وكان أحد أسباب التوقف في البناء الجديد في الولايات المتحدة حتى الآن، هو التطور الناجح للغاية في استراتيجيات الصيانة على مدى السنوات الـ15 الماضية.

وبحسب الاتحاد العالمي للطاقة النووية، أنتجت ثلاث عشرة دولة في عام 2022 ما لا يقل عن ربع احتياجات الكهرباء من الطاقة النووية. حيث تحصل فرنسا على ما يصل إلى 70% من احتياجاتها الكهربائية من الطاقة النووية، في حين تحصل أوكرانيا وسلوفاكيا وبلجيكا والمجر على نصف احتياجاتها تقريباً من الطاقة النووية. وكانت اليابان تعتمد على الطاقة النووية في توفير أكثر من ربع احتياجاتها من الكهرباء قبل حادثة مفاعل فوكوشيما، ومن المتوقع أن تعود إلى ما كانت عليه من  التوليد النووي في القريب العاجل، وفق التقرير. 

المساهمون