الغاز يحطم أسعاراً قياسية في أوروبا

الغاز يحطم أسعاراً قياسية في أوروبا

16 سبتمبر 2021
شركات الكهرباء تنتظر الغاز الروسي عبر خط "نورد ستريم 2" (Getty)
+ الخط -

تحطم أسعار الغاز في أوروبا المستويات التاريخية بشكل يومي، حيث تواصل الصعود في ظل تراجع احتياطيات الوقود الأزرق في المستودعات الأرضية بأوروبا ويتزامن ذلك مع قرب فصل الشتاء.

ووفقا للتداولات فقد تجاوزت أسعار الغاز أمس الأربعاء، لكل ألف متر مكعب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق. وهذا مستوى تاريخي جديد للأسعار مقارنة بأعلى مستوى شهده الغاز الطبيعي الذي بلغ 800 دولار لكل ألف متر مكعب.
وحذر خبراء في مجال الطاقة، استطلعت آراءهم وكالة "تاس" الروسية، من أن الأسعار قد تصل إلى مستوى 1000 دولار لكل ألف متر مكعب، وأشاروا إلى أن عدة عوامل تؤثر على الأسعار، منها زيادة الطلب في آسيا والطقس البارد.

القفزة الكبيرة في الأسعار في أوروبا تعود بشكل أساسي لمخزونات الغاز المنخفضة في أوروبا والشتاء الذي يقترب بسرعة

وعن أسباب القفزة الكبيرة في الأسعار في أوروبا، قال الخبراء إن ذلك يعود بشكل أساسي لمخزونات الغاز المنخفضة في أوروبا والشتاء الذي يقترب بسرعة.
ويتوقع خبراء أن يساهم تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر "السيل الشمالي-2" في استقرار أسعار الغاز في أوروبا.

لكن ذلك لم يؤثر على الأسعار، إذ واصلت الأسعار ارتفاعها في وقت خفضت فيه شركة "غاز بروم" الروسية إمداداتها عبر الأنبوب الذي يمر بأوكرانيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت شركة "غازبروم" عن اكتمال مد أنبوبي مشروع "السيل الشمالي-2"، والمشروع الآن بانتظار الحصول على التصاريح اللازمة من المنظم الألماني لبدء ضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

ويؤثر ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي على اقتصادات أوروبا من ناحيتين من جهة ارتفاع فواتير الكهرباء وإثارة الاحتجاجات السياسية ضد الحكومات.

وكانت الحكومة  الإسبانية التي تعرضت لتظاهرات احتجاجية ضد ارتفاع أسعار الكهرباء قد اعلنت أمس الأربعاء عن خفض الضرائب على المواطنين لدعم فاتورة الكهرباء.

الحكومة  الإسبانية تعرضت لتظاهرات احتجاجية ضد ارتفاع أسعار الكهرباء دفعها لخفض الضرائب على المواطنين لدعم فاتورة الكهرباء

وقالت المتحدثة باسم "اتحاد فقر الطاقة في إسبانيا"، ماريو كامبوزانو في تعليقات لصحيفة "نيويورك تايمز"، "ارتفاع أسعار الكهرباء يثير الكثير من الغضب والسخط لدى المواطن الإسباني".

وتمثل كامبوزانو مجموعة ضغط مدنية تساعد محدودي الدخل في إسبانيا على تسديد فواتير الكهرباء. وأضافت أن هذا "الغضب سيحرك الشارع بقوة ضد الحكومة".

وساهم ارتفاع أسعار الغاز في بريطانيا بشكل مباشر في ارتفاع التضخم بأكبر وتيرة منذ بدء الإحصاء خلال أغسطس/آب الماضي، وسط توقعات بأن تكون هذه الزيادة مؤقتة.

ووفقاً لبيانات هيئة الإحصاءات الوطنية الصادرة أمس الأربعاء، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين مسجلاً 3.2% على مدار فترة الاثني عشر شهراً المنتهية في أغسطس/آب، مقابل 2% في يوليو /تموز السابق له.

وتعد مستويات ارتفاع التضخم في أغسطس هي الأكبر منذ بدء الإحصاء عام 1997، ومقابل توقعات بزيادة معدل التضخم إلى 2.9%.

كما ارتفع المؤشر على أساس شهري مسجلاً 0.7% بعدما استقر في يوليو السابق له. وفي الوقت نفسه، أكدت البيانات أن الزيادة في التضخم من المحتمل أن تكون مؤقتة، وأن برنامج الحكومة الذي يشجع على تناول الطعام في الخارج ربما يكون قد أسهم في تحفيز مؤشر أسعار المستهلكين.

يتخوف المستهلكون في بريطانيا من ارتفاع جديد في فاتورة الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وقرب فصل الشتاء

ويتخوف المستهلكون في بريطانيا من ارتفاع جديد في فاتورة الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

وكانت هيئة إجراءات الكهرباء البريطانية، وهي هيئة حكومية، قد أعطت الضوء الأخضر لشركات الكهرباء في بداية الشهر الجاري لزيادة الأسعار بنسبة 12%.
وما ساهم في زيادة حدة ارتفاع الأسعار في البلاد، تخلي العديد من الشركات المزودة للكهرباء عن مصادر التوليد التقليدية من الفحم الحجري، قبل أن تكون لديها مصادر كافية من الطاقة المتجددة لتعويض النقص في التوليد.

ويتجاوز معدل التضخم البريطاني في الوقت الحالي المعدل الذي يستهدفه بنك إنكلترا المركزي عند 2%، وقد يدعم هذا المعدل الأصوات التي تدعو إلى إنهاء سياسات التحفيز.

وكانت وزارة المالية قد دعمت المطاعم البريطانية عبر تسديد جزء من الفاتورة لدى المواطن حينما يأخذ وجبته في المطعم. ولكن يرى خبراء أن الانتعاش الاستهلاكي الذي حدث في العام الجاري لا يمكن الاعتماد عليه لأنه ارتبط بعوامل غير مستدامة.

المساهمون